من الصعب إدراج كل المعلومات المتعلقة بحادثة “Kristallnacht” في فترة زمنية قصيرة، إذ إنها تمثل واحدة من أكثر الأحداث الهامة والمأساوية في تاريخ الحرب العالمية الثانية وتاريخ الهولوكوست. وقعت “Kristallnacht”، المعروفة أيضًا باسم “ليلة الزجاج المكسور”، في الفترة من 9 نوفمبر إلى 11 نوفمبر 1938. تمثل هذه الحادثة نقطة تحول هامة في تاريخ النازية والهولوكوست، حيث قامت الحكومة النازية بتنظيم هجمات وحشية ضد اليهود في ألمانيا والنمسا المحتلة.
بدأت “Kristallnacht” في الليلة المظلمة من 9 نوفمبر 1938، عندما تم قتل إرنست فومس، وهو يهودي ألماني يعيش في باريس، من قبل جيران ألمان يهوديين. استخدمت الحكومة النازية هذا الحدث كذريعة لتنظيم هجمات على الممتلكات اليهودية في جميع أنحاء ألمانيا والنمسا. قامت المجموعات النازية المنظمة بتدمير المحلات التجارية اليهودية، وكسر النوافذ، وحرق المعابد اليهودية، واعتقال آلاف اليهود ونقلهم إلى معسكرات الاعتقال.
تم استخدام “Kristallnacht” كمظهر مروع للعنف اليهودي، وتسببت هذه الهجمات في مقتل العديد من اليهود وتشريد آلاف آخرين. بالإضافة إلى ذلك، فقد تم القبض على حوالي 30،000 رجل يهودي ونقلهم إلى معسكرات الاعتقال، مما شكل بداية واضحة للسياسات القمعية والإبادة التي اتبعتها النازية تجاه اليهود في وقت لاحق.
تعتبر “Kristallnacht” مفترق طرق في تاريخ الهولوكوست، حيث بدأت بشكل واضح الاضطهادات الرسمية ضد اليهود في ألمانيا والنمسا، وهو ما أعقبته حملات أعنف وأشمل للقضاء على اليهود في وقت لاحق خلال الحرب العالمية الثانية. لقد أسفرت هذه الحادثة الرهيبة عن تشديد العديد من اليهود في أوروبا الشرقية والغربية على قرارهم بالهجرة إلى بلدان أخرى، وبالأخص إلى فلسطين، وهو ما ساهم في زيادة التوترات في المنطقة وتأزيم الصراع العربي الإسرائيلي.