ليفونورجيستريل (Levonorgestrel) لتنظيم الحمل: دراسة شاملة ووافية
يعد ليفونورجيستريل من الوسائل الفعالة التي يتم استخدامها في منع الحمل، وهو هرمون صناعي ينتمي إلى فئة البروجستيرونات التي تعمل على تنظيم عملية الإباضة، وتقليل فرص الحمل عن طريق تثبيط إفراز الهرمونات اللازمة للإخصاب. ويُستخدم ليفونورجيستريل في مجموعة متنوعة من وسائل منع الحمل، بما في ذلك الأجهزة اللوحية والأجهزة الرحمية التي يتم تركيبها لتوفير حماية طويلة الأمد ضد الحمل غير المرغوب فيه.
آلية عمل ليفونورجيستريل
يعمل ليفونورجيستريل على منع الحمل بعدة آليات أساسية:
- تثبيط الإباضة: حيث يمنع المبيض من إفراز البويضات التي يمكن أن تُخصب.
- تغيير في مخاط عنق الرحم: يقوم بتكثيف المخاط في عنق الرحم مما يجعل مرور الحيوانات المنوية عبره أكثر صعوبة، وبالتالي يقلل من فرصة حدوث التخصيب.
- تغيير في بطانة الرحم: يقلل من سماكة بطانة الرحم، مما يقلل من احتمال التصاق البويضة المخصبة في الرحم.
الشكل الطبي لاستخدام ليفونورجيستريل
يُستخدم ليفونورجيستريل في عدة أشكال، حيث يُمكن تناوله عن طريق الفم في شكل أقراص، أو يُمكن استخدامه في شكل جهاز intrauterine device (IUD) الذي يتم زرعه في الرحم. إحدى الوسائل الأكثر شيوعًا هي جهاز Skyla، الذي يعتبر أحد الخيارات الشعبية للنساء اللواتي يبحثن عن طريقة فعالة وطويلة الأمد لمنع الحمل.
تاريخ الموافقة على ليفونورجيستريل
تمت الموافقة على استخدام ليفونورجيستريل في العديد من أشكاله من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في تاريخ 24 نوفمبر 2015، ليصبح واحدًا من الحلول الفعالة التي يمكن الاعتماد عليها للوقاية من الحمل غير المرغوب فيه. ومع ذلك، لا يزال استخدامه يتطلب مشورة طبية لتحديد الشكل المناسب له حسب الاحتياجات الصحية للفرد.
تقييم الفعالية والآثار الجانبية
تتفاوت فعالية ليفونورجيستريل في منع الحمل حسب الطريقة المستخدمة. في حالة استخدامه عن طريق جهاز الرحم (IUD)، تشير الدراسات إلى أن نسبة فعاليته تتجاوز 99%، مما يجعله واحدًا من أكثر الوسائل فعالية. على الرغم من فعاليته العالية، إلا أن هناك بعض الآثار الجانبية التي يمكن أن يواجهها المستخدمون، وتختلف من شخص لآخر.
إحدى المراجعات التي أُجريت من قبل إحدى المستخدمين، والتي تُعبر عن تجربتها الشخصية مع جهاز Skyla (وهو جهاز يحتوي على ليفونورجيستريل)، توضح بعض الآثار الجانبية التي قد تحدث بعد تركيب الجهاز. تقول المراجعة: “كنت في الـ28 من عمري ولم أسبق لي أن أنجبت أطفالًا. قمت بتركيب جهاز Skyla في 19 نوفمبر. تجربة التركيب كانت أكثر إيلامًا مما توقعت. لم يكن الألم مثل التقلصات، بل شعرت بشدة بالضغط أكثر من أي شيء آخر، وقد قيمت الألم بـ9.5/10. بعد مرور أسبوع على تركيب الجهاز، شعرت أنني أصبحت في حالة من الانفعال الشديد؛ دقيقةً أكون سعيدة، وأخرى أكون في مزاج سيء. لست متأكدة كم ستستمر هذه التقلبات العاطفية، ولكنني آمل ألا تطول. من جهة أخرى، لم أتعرض للنزيف أو التبقع، وهذا شيء إيجابي، وأحيانًا أشعر بتقلصات بسيطة لا تكاد تذكر. أما بالنسبة للجنس، فقد لاحظ شريكي وجود خيط الجهاز عدة مرات أثناء العلاقة، وهذا ليس ممتعًا”.
هذه التجربة تعكس بعض المشاكل التي قد تواجه بعض النساء بعد استخدام جهاز ليفونورجيستريل، مثل الألم أثناء التركيب، والتقلبات المزاجية، والشعور بالألم البسيط بعد التركيب، بالإضافة إلى بعض الملاحظات حول تأثير الخيط على العلاقة الجنسية. على الرغم من ذلك، من الواضح أن العديد من النساء يفضلن هذا النوع من وسائل منع الحمل بسبب فعاليته وقلة الحاجة للصيانة أو التذكير المستمر.
الفعالية من حيث الاستخدام
تم تقييم فعالية جهاز ليفونورجيستريل بشكل عام على أنه يوفر حماية ممتازة من الحمل غير المرغوب فيه، حيث أظهرت الدراسات أنه يقدم نتائج فعالة تصل إلى نسبة 99% من حيث الوقاية من الحمل في حال تم استخدامه بشكل صحيح. يُستخدم جهاز Skyla (الذي يحتوي على ليفونورجيستريل) بشكل عام لفترة تصل إلى ثلاث سنوات، وبعد ذلك يحتاج إلى استبداله.
المشاكل والآثار الجانبية
بالرغم من فعاليته، إلا أن هناك بعض الآثار الجانبية التي قد تواجهها بعض النساء بعد استخدام ليفونورجيستريل، وهذه تشمل:
- التقلبات المزاجية: كما ذُكر في المراجعة، يمكن أن تتسبب هذه الطريقة في تقلبات عاطفية لدى بعض النساء، حيث يمكن أن يشعرن بالحزن أو الانفعال دون سبب واضح.
- الألم عند التركيب: قد تكون عملية تركيب الجهاز مؤلمة لبعض النساء، خصوصًا في الأسابيع الأولى بعد التركيب.
- النزيف غير الطبيعي: على الرغم من أن بعض النساء لا يعانين من أي نزيف، إلا أن البعض الآخر قد يعاني من بقع دم أو نزيف خفيف بين الحيض.
- التقلصات: قد تحدث بعض التقلصات الخفيفة في الأيام الأولى بعد تركيب الجهاز.
عدد مرات الوصفة الطبية
عادةً ما يُنصح بتركيب جهاز ليفونورجيستريل في عيادة طبية، وقد يطلب من المستخدمين العودة بعد فترة قصيرة للتأكد من وضع الجهاز بشكل صحيح وفعاليته. في العديد من الحالات، يتم وصف الجهاز مرة واحدة فقط مع تجديد الوصفات في حال الرغبة في استبدال الجهاز بعد انتهاء فترة استخدامه.
الخلاصة
يُعتبر ليفونورجيستريل من وسائل منع الحمل الفعالة التي يتم استخدامها في أشكال متعددة مثل الحبوب أو الأجهزة الرحمية. إذا تم استخدامه بشكل صحيح، فإنه يوفر حماية عالية من الحمل. على الرغم من فعاليته، قد يعاني بعض المستخدمين من بعض الآثار الجانبية مثل التقلبات المزاجية أو الألم عند تركيب الجهاز. وعلى الرغم من ذلك، يظل جهاز Skyla خيارًا شائعًا للنساء الباحثات عن حماية طويلة الأمد.
ملاحظة: من المهم استشارة الطبيب قبل اتخاذ أي قرار بشأن استخدام وسائل منع الحمل، حيث يمكن للطبيب مساعدتك في اختيار الوسيلة الأنسب بناءً على حالتك الصحية واحتياجاتك الخاصة.