في كتابه الممتع والمثير بعنوان “لويس وكلارك: أطباء في البرية”، يقدم الدكتور بروس سي. باتون، الجراح القلب المتقاعد وخبير الطب في البرية، تحليلاً شاملاً للجوانب الطبية المتعلقة بالرحلة الشهيرة عبر القارة التي جرت في الفترة بين 1804 و1806. ورغم الكم الهائل من الأدب حول هذه الرحلة، إلا أن باتون لاحظ أن هناك دراسة واحدة فقط تتناول جوانبها الطبية، وكانت تلك الدراسة تاريخها عام 1979 وكانت تقريرًا تقنيًا.
يتناول باتون في كتابه هذا، الذي يستهوي القارئ العام، تشخيص وعلاج ثلاثة أزمات رئيسية خلال الرحلة، وهي وفاة الرقيب فلويد، ومرض ساكاجاويا، وجرح لويس الناتج عن طلق ناري. يتناول أيضًا تأثير وفاة إحدى هؤلاء، ساكاجاويا أو لويس، على مسار الرحلة. وفي ظل تخصصه في الطب في البرية، يقدم باتون تحليلاً عميقًا لتلك الأحداث الطبية وكيف تم التعامل معها في ظروف البرية القاسية.
يُظهر باتون ببراعة كبيرة تأثير هذه الأحداث الطبية على نجاح الرحلة، وكيف تحتاج الظروف البيئية الصعبة إلى خبرة طبية متخصصة. ورغم أن الكتاب يقع في فئة التاريخ، إلا أنه يسلط الضوء على الجوانب الطبية بشكل فريد، مما يضيف قيمة كبيرة للقراء الذين يهتمون بالتاريخ الأمريكي في القرن التاسع عشر.
“لويس وكلارك: أطباء في البرية” ينشر تحت لواء Fulcrum Publishing، وقد رأى النور في شهر أكتوبر من عام 2001، مما يجعله إضافة قيمة لمكتبة كل من يهوى القراءة في مجال التاريخ وخاصة تاريخ الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر.