كتاب “لماذا يبدأ الزمن في يوم الافتتاح” هو مجموعة من المقالات التي كتبها توماس بوسويل، والتي تركز بشكل أساسي على رياضة البيسبول. هذا الكتاب، الذي نُشر ضمن مكتبة البطريق الرياضية، يعرض العديد من الجوانب المختلفة لهذه الرياضة الشهيرة، بما في ذلك الأساطير والنجوم البارزين وسباقات البطولات والاستراتيجيات والملاعب، إلى جانب جوانب أخرى من هذه الرياضة التي تُعتبر واحدة من أهم الرياضات في الولايات المتحدة والتي تُعرف باسم “الهواية الوطنية”.
في الكتاب، يتناول بوسويل قصصًا متعددة ومشوقة عن عالم البيسبول، مقدماً تحليلات عميقة ونظرات نقدية حول العديد من الأمور المتعلقة باللعبة. يتحدث عن النجوم الذين تركوا بصماتهم في تاريخ البيسبول، مسلطاً الضوء على حياتهم المهنية وإنجازاتهم البارزة. كما يناقش بوسويل سباقات البطولات المثيرة والمنافسات الشديدة التي تميز هذه الرياضة، بالإضافة إلى استراتيجيات اللعب التي يتبعها المدربون واللاعبون لتحقيق الانتصارات.
واحدة من النقاط البارزة في الكتاب هي الطريقة التي يقدم بها بوسويل البيسبول كأكثر من مجرد رياضة؛ إنه يستعرضها كجزء من الثقافة الأمريكية، وكيف أن هذه اللعبة تلعب دورًا مهمًا في حياة العديد من الناس. يشير بوسويل إلى أن يوم الافتتاح في البيسبول يحمل معه شعورًا بالتجدد والأمل، وهو ما ينعكس في العنوان “لماذا يبدأ الزمن في يوم الافتتاح”. هذا اليوم يمثل بداية موسم جديد، مليء بالفرص والإمكانيات، حيث يعود الجميع إلى الملاعب بشغف وتوقعات كبيرة.
بالإضافة إلى ذلك، يتطرق بوسويل إلى الملاعب الشهيرة التي استضافت العديد من المباريات الهامة، متحدثًا عن تاريخها وأهم الأحداث التي شهدتها. يصف بوسويل الأجواء في هذه الملاعب وكيف تساهم في خلق تجربة فريدة للجماهير. كما يناقش أيضاً تأثيرات البيسبول على المجتمع الأمريكي، وكيف أنها تعكس جوانب مختلفة من الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية في الولايات المتحدة.
تم نشر هذا الكتاب في أبريل عام 1985 من قبل دار النشر “Viking Pr”، ويُعتبر جزءًا من الأدب الرياضي الذي يجمع بين التحليل الرياضي العميق والأسلوب الأدبي الرصين. استطاع بوسويل من خلال كتابه هذا أن يسلط الضوء على العديد من القصص الإنسانية المؤثرة والتجارب الشخصية للاعبين والمشجعين على حد سواء.
يمتاز أسلوب بوسويل بالقدرة على جذب القراء من خلال سرد قصص مشوقة ومليئة بالتفاصيل الدقيقة، مما يجعل من القراءة تجربة ممتعة ومثيرة للاهتمام. يغوص القارئ في عالم البيسبول بفضل الطريقة السلسة التي يكتب بها بوسويل، والتي تجمع بين الشغف والمعرفة العميقة باللعبة.
وفي النهاية، يعد كتاب “لماذا يبدأ الزمن في يوم الافتتاح” أكثر من مجرد مجموعة مقالات عن البيسبول؛ إنه نظرة شاملة على كيفية تأثير هذه الرياضة في الحياة الأمريكية وكيف تعكس قيم وتقاليد المجتمع الأمريكي. يجسد الكتاب حب بوسويل العميق للبيسبول ويظهر ذلك في كل صفحة من صفحاته، مما يجعله قراءة لا غنى عنها لعشاق هذه الرياضة ومحبي الأدب الرياضي على حد سواء.