“لا مكان آمن” هو عنوان الرواية التي ألَّفها ريتشارد نورث باترسون، وهي الرواية التي أتت بعد أن حققت روايته السابقة “الشاهد الصامت” نجاحًا واسعًا على المستوى الوطني. يستخدم باترسون مهارته في تطوير الشخصيات وبناء الحبكة السردية ليقدم لنا قصة ذات واقعية مذهلة وأصالة فريدة – رواية استثنائية في مجال السياسة الرئاسية.
تقع الأحداث في عام 2000، حيث يقترب السيناتور كيري كيلكانون في حملته المتمردة ضد نائب الرئيس ديك ميسون من الأيام السبعة الأخيرة – الوقت المتبقي حتى الانتخابات التمهيدية الرئاسية في كاليفورنيا. فمن يفوز في كاليفورنيا من المرجح أن يفوز بترشيح الحزب الديمقراطي، جائزة يرغب نائب الرئيس في منع كيري من الفوز بها بأي ثمن. وعلى الرغم من كل الأصوات والحماس التي حصدها بفضل شغفه وجاذبيته الشخصية، إلا أن مشاكل كيري كبيرة.
يُطارده الحادث المأساوي الذي ألمَّ بشقيقه الأكبر جيمس، المرشح الرئاسي الذي اغتيل في كاليفورنيا قبل اثني عشر عامًا. كما واجه كيري صعوبات في دعم حقوق الإجهاض، وقد دفع متطرف مناهض لحقوق الإنسان هذه القضية المثيرة للانفجار إلى الواجهة بقتل ثلاثة أشخاص في عيادة نسائية. بالإضافة إلى ذلك، يسعى صحفي لمجلة إخبارية وطنية للتحقق من القصة القاتلة التي تفيد بأن كيري كان يُعاني قصة حب سرية مع لارا كوستيلو، مراسلة تم تكليفها بتغطية أخباره في الكابيتول هيل قبل عامين، وهو ما يُشكل تهديدًا أكبر بكثير، حيث يتعرض كيري لمطاردة من قاتل عيادة الإجهاض نفسه.
يتم تنسيق هذا السرد بشكل سلس مع مشاهد من ماضي كيري: شبابه كابن لأب مدمن على الخمر وعنيف؛ وصورته الذاتية كأصغر أخ غير الموهوب لسيناتور بارع وبعيد؛ وصعوده المتردد إلى مكان أخيه؛ ورومانسيته المؤثرة مع لارا كوستيلو. وعندما يُخطر لارا بالانتقال ضد إرادتها لتغطية حملة كيري في كاليفورنيا، يُجبر مرة أخرى على تقييم حياته، والتكلفة الفظيعة لطموحه في أن يصبح رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية.
بنادر أصالته، يصوِّر ريتشارد نورث باترسون عالم السياسة الرئاسية عالية المخاطر على وشك الانفجار بشكل دراماتيكي ومثير للتفكير. ولكن “لا مكان آمن” ليست فقط قصة عن الناس في أفضل حالاتهم وأسوأها: شغفهم، ومثالياتهم، وعيوبهم. إنها رواية ستحمل القارئ مسحورًا من الجملة الأولى إلى الجملة الأخيرة.