لا كوتشينا: رواية عن النشوة – تجربة لا تُنسى في عالم الطهو والرومانسية

رواية “لا كوتشينا: رواية عن النشوة” للكاتبة ليلي بريور تعتبر عملاً أدبيًا استثنائيًا يتناول العديد من الجوانب الإنسانية والثقافية. تقدم الكاتبة صورة غنية ومفعمة بالحياة عن روزا فيوري، ابنة لأم صقلية مثيرة وزوجها الذي يعاني من الحظ السيء، حيث وجدت روزا منذ طفولتها ملجأً في مطبخ عائلتها الذي يعتبر قلب العقار الفاخر الخاص بهم. “لا كوتشينا”، هو المكان الذي أعد فيه جيل بعد جيل من نساء عائلة فيوري وجبات لذيذة، وحيث كانت مسرحًا للدراما التي تتكشف حول الطاولة العريقة.

في سن المراهقة، أصبحت طهي روزا أسطورة في هذه الجماعة الصغيرة التي تفتخر بثروات أرضها وتفرد سكانها. كانت غرام روزا للفنون الطهي تتنافس فقط مع شغفها بشاب يُدعى بارتولوميو، الذي كان للأسف ينتمي إلى شخص آخر. بعد أن انتهت قصة حبهما بكارثة، انسحبت روزا أولاً إلى مطبخها، ثم إلى العزلة كأمينة مكتبة في باليرمو. هناك، أمضت عقودًا، نمت بسمنة على أطباقها اللذيذة، مستسلمة لحياة بلا حب.

ثم جاء يوم يلتقي فيها بالشيف الغامض المعروف فقط بـ “إيل إنجليسي”، الذي أدى بحثه عن تراث المأكولات الصقلية إلى مكتبة روزا، وإلى قلبها. شاركوا في صيف سام من الاكتشاف، حيث أيقظ إيل إنجليسي قوة الإحساس بالجمال في روزا، وسويا وصلا إلى آفاق جديدة من الشغف الطهو. ولكن عندما يختفي إيل إنجليسي فجأة، تعود روزا إلى منزلها لتحتسي حزن فقدان حبها الثاني. في راحة الأماكن المألوفة، بين عائلتها المتنامية، تكتشف الحقيقة حول أحبائها وتجد حياتها تتحول مرة أخرى بفضل سحر مطبخها المحبوب.

“لا كوتشينا” تعتبر فعلاً احتفالًا بالعائلة والطعام والعاطفة، وبنشوة الرومانسية الأبدية. يتناغم الكتاب بشكل مدهش بين الحياة اليومية والعوالم الداخلية للشخصيات، مما يخلق تحفة أدبية تأسر القلب وترسم لوحة جميلة للفصول الغامضة في حياة الإنسان. تاريخ النشر في سبتمبر عام 2001، والناشر “إيكو”، يعكسان عناية كبيرة في تقديم هذه الرواية الرائعة التي تأخذ القارئ في رحلة لا تُنسى إلى عالم من النكهات والعواطف.