بعنوان “لأن كل حياة ثمينة: لماذا جاء رجل عراقي ليخاطر بكل شيء من أجل الجندي جيسيكا لينش الخاصة”
يأخذنا كتاب “لأن كل حياة ثمينة” إلى رحلة مثيرة ومعقدة في عقل وحياة محمد الرحيف، البالغ من العمر ثلاثة وثلاثين عامًا، الذي واجه قرارًا لا يتخذه الإنسان كل يوم، وهو ما إذا كان يجب أن يخاطر بحياته وبكل ما يعز عليه لإنقاذ الجندية جيسيكا لينش البالغة من العمر 19 عامًا، وهي جندي أمريكية لم يكن يعرفها. إن هذا القرار كان أكثر من مجرد مواجهة يومية مع الموت التي تخترق الحياة في زمن الحرب، بل كان ذروة حياة قضاها محمد في مواجهة نظام قمعي حكم بلاده.
تروي قصة محمد قصة ما كان يشبه أن يكون في مجتمع حيث كانت العنف والخيانة حدثًا يوميًا، حيث عمل واحد من كل خمسة رجال بالغين في جهاز أمن الدولة، وحيث كان رئيس مدى الحياة يطالب بالولاء والتأليف المطلق. على الرغم من نشأته الثرية وعلاقته بعمه المتصل، لم يكن محمد بعيدًا عن الوقوع في فخ القسوة السرمدية في العراق. تم اعتقاله وتعرضه للضرب بسبب امتلاكه صحنًا فضائيًا، وفقدت ابنته الصغيرة رئة بسبب تشخيص خاطئ وجراحة غير ضرورية. تم إعدام ابن عمه المثالي الذي انضم إلى مجموعة سياسية إسلامية. وتم نقل أستاذه المحبوب بسبب تصريحات تحريضية ولم يُرَ مرة أخرى.
ومع ذلك، حتى وسط هذه الثقافة الملوثة بالقسوة والفساد، يكشف محمد أيضًا جوانب غير متوقعة في العراق، لحظات من الرقة المدهشة والكرم العنيد. يكتب برؤية وفكاهة حول المدارس العراقية، وتقلبات قانون الطلاق، والديناميات المؤثرة بشكل مؤثر بين آبائه وأبنائه – بين التقاليد والتغيير المفاجئ.
في حين يقدم محمد وجهة نظره القوية حول أكثر القصص ترويجًا لهذه الحرب المثيرة للجدل، يظهر كبطل غير متوقع، شخصية معقدة وساحرة قيمها تتجاوز الأيديولوجيا: الشرف، والرأفة، والاعتقاد الراسخ في قدسية حياة الإنسان.
ويأتي هذا الكتاب في إطار فئة العلوم السياسية تحت عنوان “الحرية السياسية”، حيث يقوم بنشره دار Harper في شهر أكتوبر من عام 2003. يتيح للقارئ الغوص في عقل محمد الرحيف وفهم السياق السياسي الذي جعل قراره بإنقاذ جيسيكا لينش أمرًا لا يمكن تجاوزه.