كيفية معرفة وضع الجنين من حركته

كيف أعرف وضع الجنين من حركته؟

منذ اللحظات الأولى من الحمل، تبدأ الأم في الشعور بمشاعر مختلطة من الترقب والقلق، خاصة مع مرور الأشهر الأولى التي تكون خالية من الحركة الواضحة للجنين. ومع تقدم الحمل، تبدأ الأم في الشعور بحركات الجنين التي تصبح أكثر وضوحًا مع مرور الوقت. يُعد فهم وضع الجنين من حركته أمرًا هامًا لكل أم حامل، إذ يمكن للحركات أن تكون مؤشرًا على صحة الجنين، وقدرته على النمو، وتطوراته داخل رحم الأم.

1. أهمية الحركات في تحديد وضع الجنين

يعد الشعور بحركات الجنين من أبرز علامات تطوره داخل الرحم. في البداية، قد تكون الحركات خفيفة جدًا أو غير ملحوظة، ولكن مع مرور الوقت تصبح أكثر وضوحًا. وعندما تصل الحركات إلى مرحلة أكثر وضوحًا، يمكن للمرأة الحامل محاولة ملاحظة وضع الجنين بناءً على شكل الحركات، تكرارها، موقعها، ومدى قوتها. تتغير الحركات حسب مرحلة الحمل، ولذلك فإن الانتباه لها يمكن أن يساعد في مراقبة وضع الجنين بشكل دوري.

2. المرحلة الأولى من الحمل (الشهور الثلاثة الأولى)

في الأسابيع الأولى من الحمل، لا تشعر المرأة بحركات الجنين بشكل ملحوظ. وعادةً ما يبدأ الشعور بحركات الجنين بين الأسبوع 18 إلى الأسبوع 25، ولكن قد يختلف ذلك من امرأة لأخرى. في بداية الحمل، تكون الحركات خفيفة وغير منتظمة، وأحيانًا يصعب تمييزها عن الغازات أو التقلصات البسيطة.

لا يعد من الممكن في هذه المرحلة تحديد وضع الجنين بشكل دقيق من خلال حركته، ولكن مع تقدم الحمل، تصبح الحركات أكثر قوة ووضوحًا، مما يسهل التعرف على بعض الأنماط التي قد تشير إلى وضعه.

3. المرحلة المتوسطة من الحمل (الشهور 4 إلى 6)

في هذه المرحلة، تصبح الحركات أكثر وضوحًا وتحديدًا. تبدأ الأم في الشعور بحركات أكثر نشاطًا، ويمكن أن تكون هذه الحركات عبارة عن ركلات قوية أو تحركات ذات طبيعة مشابهة للتمدد والتقلص داخل الرحم. مع مرور الوقت، تصبح الحركات أكثر انتظامًا، مما يساعد في تحديد وضع الجنين بشكل أدق.

• حركات الجنين في وضعه الأمامي: في حال كان الجنين في وضعه الطبيعي (أي رأسه إلى الأسفل في نهاية الحمل)، فإن الحركات التي تشعر بها الأم غالبًا ما تكون في منطقة أسفل البطن، حيث يكون رأس الجنين قريبًا من الحوض. في هذه الحالة، من المرجح أن تشعر الأم بحركات قوية وواضحة في أسفل البطن.

• حركات الجنين في وضعه الخلفي: في بعض الأحيان، قد يكون الجنين في وضع خلفي، أي أن ظهره يواجه بطن الأم. في هذا الوضع، قد تشعر الأم بحركاته في الجزء العلوي من البطن. قد تكون الحركات أقل وضوحًا في هذه الحالة، خاصة إذا كان الجنين متمددًا على جدار الرحم الأمامي.

• حركات الجنين في الوضع العرضي: إذا كان الجنين في وضع عرضي، فإن الحركات يمكن أن تكون متمركزة في جوانب الرحم، حيث يتنقل الجنين من جانب لآخر. في هذه الحالة، قد يشعر البعض بحركات أقل انتظامًا، وقد تلاحظ الأم حركة قوية في أحد الجوانب من بطنها.

4. المرحلة المتقدمة من الحمل (الشهور 7 إلى 9)

في الأشهر الأخيرة من الحمل، يصبح وضع الجنين أكثر استقرارًا، ويكون الجنين قد اتخذ وضعيته النهائية تقريبًا. في هذه المرحلة، يصبح من السهل تحديد وضع الجنين استنادًا إلى الحركات التي يتمكن الجنين من القيام بها. بمرور الوقت، تقل الحركات الكبيرة (مثل الركلات العنيفة) لأن الجنين يصبح أكبر ويشغل معظم مساحة الرحم.

• الجنين في وضع الرأس إلى الأسفل (الوضع الطبيعي): في هذه الحالة، غالبًا ما تشعر الأم بحركات الجنين في الجزء العلوي من بطنها. ستكون هذه الحركات عادة أقل من حيث القوة مقارنة بما كانت عليه في الأشهر الأولى من الحمل. في هذا الوضع، يتحرك الجنين في الغالب داخل الرحم باتجاه الحوض، حيث يستعد للولادة.

• الجنين في وضع القدمين إلى الأسفل (الوضع المقعدي): في هذا الوضع، حيث يكون الجنين قد تحول بحيث تكون قدميه نحو الحوض، قد تشعر الأم بحركاته في منطقة أسفل بطنها. في بعض الحالات، قد تتسبب هذه الحركات في شعور الأم بالضغط على المثانة.

• الجنين في وضع مستعرض: في هذا الوضع، حيث لا يكون الجنين رأسه أو قدميه موجهين إلى الأسفل أو الأعلى، قد تكون الحركات أكثر تنقلًا. يمكن أن تشعر الأم بالحركات في الجانبين من بطنها، حيث يحاول الجنين التكيف مع المساحة الضيقة داخل الرحم.

5. الجنين في وضع متحرك وغير ثابت

قد يغير الجنين وضعه خلال الحمل، خاصة في الأشهر الأخيرة. في بعض الأحيان، قد يستمر الجنين في التبديل بين الوضعيات المختلفة قبل أن يستقر في وضعه النهائي. يعد هذا التبديل في الوضع أمرًا طبيعيًا، حيث إن الجنين يحتاج إلى المساحة الكافية للتحرك، مما يسمح له بتطوير عضلاته وتنمية حركاته.

6. متى يجب على الأم القلق بشأن حركات الجنين؟

قد لا تكون الحركات دائمًا مؤشرًا على أن الجنين في وضع طبيعي. على الرغم من أن الحركات يمكن أن تعطي إشارات مهمة عن وضع الجنين، إلا أن عدم وجود الحركات أو وجود حركات غير منتظمة قد يكون علامة على مشكلة صحية. في مثل هذه الحالات، يجب على الأم الحامل استشارة الطبيب أو القابلة في أسرع وقت ممكن.

قد تكون بعض الأسباب التي تؤدي إلى تقليل حركة الجنين تشمل:

• قليل من السائل الأمنيوسي.

• وجود مشاكل في الحبل السري مثل التفاف الحبل السري حول الجنين.

• مشاكل صحية في الأم مثل ارتفاع ضغط الدم أو سكري الحمل.

7. مراقبة حركة الجنين بشكل منتظم

من المهم أن تراقب الأم الحامل حركات جنينها بشكل منتظم. يُنصح الأطباء بأن تتبع الأم ملاحظة عدد الحركات التي يشعر بها يوميًا. ومن أكثر الأساليب شيوعًا هي طريقة “عدد الحركات”، حيث يتم تحديد عدد الحركات التي يمكن أن تشعر بها الأم خلال فترة زمنية محددة.

عادةً ما يُنصح الأطباء بمراقبة حركات الجنين من الأسبوع 28 من الحمل، حيث تبدأ الحركات في أن تصبح أكثر وضوحًا.

8. ختامًا

مراقبة حركات الجنين تُعد من أهم الأدوات التي يمكن للأم استخدامها للتأكد من صحة الجنين ومتابعة وضعه في الرحم. بينما لا يُعد الشعور بحركات الجنين كافيًا لتحديد وضعه بشكل دقيق، فإن الحركات يمكن أن تعطي إشارات قيمة حول صحة الجنين وسلامته. من المهم أن تتبع الأم الحامل توصيات الأطباء بشأن مراقبة الحركات، وأن تكون على دراية بأي تغييرات غير طبيعية في تلك الحركات.