كيفية معرفة نوع التوأم

التوأم ظاهرة طبيعية تحدث عندما تنجب المرأة طفلين أو أكثر في نفس الحمل. تنقسم التوائم إلى نوعين رئيسيين هما التوأم المتشابه (المتماثل) والتوأم المختلف (غير المتشابه). يختلف كل نوع في الطريقة التي يتكون بها التوأم، وخصائصه الوراثية، ومدى التشابه بين الأطفال. لفهم كيفية معرفة نوع التوأم، لا بد من التعمق في تعريف كل نوع، أسباب حدوثه، وطرق تحديده الطبية والعلمية.

تعريف أنواع التوأم

التوأم المتشابه (المتماثل)

ينشأ التوأم المتشابه من بويضة واحدة تم تخصيبها بحيوان منوي واحد، ثم تنقسم هذه البويضة الملقحة إلى جنينين منفصلين. لهذا السبب، يحمل التوأم المتشابه نفس المادة الوراثية، ويكون لديهم نفس الجنس والشكل إلى حد كبير. رغم ذلك، قد تظهر فروقات بسيطة نتيجة لعوامل بيئية أثناء الحمل أو بعد الولادة.

التوأم المختلف (غير المتشابه)

يحدث التوأم المختلف عندما يتم تخصيب بويضتين منفصلتين بواسطة حيوانات منوية مختلفة، في نفس الدورة الشهرية. ينتج عن ذلك ولادة طفلين أو أكثر يحملان صفات وراثية مختلفة تمامًا، ويكونان مثل الأشقاء العاديين في التشابه، وقد يكونان من نفس الجنس أو من جنس مختلف.

كيف تتكون أنواع التوأم؟

آلية تكون التوأم المتشابه

عندما يتم تخصيب بويضة واحدة بحيوان منوي، تبدأ الخلية الملقحة بالانقسام خلال الأيام الأولى بعد الإخصاب. في بعض الحالات، تنقسم الخلية الملقحة إلى جزئين أو أكثر لتكوين جنينين مستقلين. يعتمد نوع التوأم المتشابه على مرحلة الانقسام:

• انقسام مبكر (1-3 أيام بعد الإخصاب): يتكون توأمان متماثلان لهما كيس مشيمي منفصلين وأغشية منفصلة، يشبهان توأمًا غير متماثل إلى حد كبير.

• انقسام متوسط (4-8 أيام): يتشارك التوأمان في كيس مشيمي واحد، لكن لهما أغشية منفصلة.

• انقسام متأخر (9-12 يومًا): يتشارك التوأمان في نفس الكيس المشيمي والأغشية، ويعد هذا النوع أكثر تعقيدًا وخطورة.

• انقسام متأخر جدًا (بعد 13 يومًا): قد يؤدي إلى توأم ملتصق، وهو حالة نادرة ومعقدة.

آلية تكون التوأم المختلف

عندما تخرج بويضتان في نفس الدورة الشهرية وتخصب كل منهما حيوان منوي مختلف، تتطور كل بويضة بشكل مستقل لتكوين جنين منفصل. بهذا يكون التوأم مختلفًا في التركيب الوراثي والشكل، ويشترك فقط في البيئة التي نشأوا فيها.

طرق معرفة نوع التوأم

تحديد نوع التوأم سواء كان متشابهًا أو مختلفًا، له أهمية طبية وعلمية، كما يلعب دورًا في متابعة الحمل والتخطيط للمستقبل. هناك عدة طرق طبية وعلمية متبعة لتحديد نوع التوأم، منها:

الفحص بالموجات فوق الصوتية (السونار)

الفحص بالموجات فوق الصوتية هو الوسيلة الأكثر شيوعًا في تحديد نوع التوأم. يمكن للطبيب من خلال صور السونار أن يلاحظ:

• عدد الأكياس المشيمية: إذا كان هناك كيس مشيمي واحد، غالبًا ما يكون التوأم متشابهًا، أما وجود كيسين مشيمين يدل على توأم مختلف.

• عدد الأكياس الأمينية: تختلف حسب نوع التوأم؛ فالتوأم المتشابه يمكن أن يشترك في الكيس الأميني أو يكون لكل جنين كيس منفصل.

• جنس الأجنة: ظهور أجناس مختلفة يدل بوضوح على توأم مختلف.

• شكل الجنين وموقعهم داخل الرحم.

مع ذلك، لا تكون هذه الطريقة دقيقة دائمًا، خصوصًا في حالات التوأم المتشابه الذي يتشارك نفس الكيس المشيمي، حيث يصعب التمييز بدقة.

الفحص الوراثي

يُعتبر الفحص الوراثي أدق الطرق لتحديد نوع التوأم، وذلك من خلال تحليل الحمض النووي (DNA) للجنينين. يهدف هذا الفحص إلى معرفة التشابه الجيني بين الأجنة:

• إذا كان DNA متطابقًا، يكون التوأم متشابهًا.

• إذا كان DNA مختلفًا، يكون التوأم مختلفًا.

يمكن إجراء هذا الفحص أثناء الحمل عبر أخذ عينات من خلايا الجنين أو بعد الولادة من خلال فحص دم الأطفال.

فحص الدم والأمصال

في بعض الحالات، قد يساعد فحص دم الأم أو فحوصات أخرى في التنبؤ بنوع التوأم من خلال الكشف عن وجود أجناس مختلفة أو مستضدات معينة، لكنه ليس شائعًا ولا يُستخدم كطريقة رئيسية.

العلامات الظاهرية بعد الولادة

• الجنس: في حالة وجود توأم مختلف الجنس يكون من الواضح أن نوع التوأم مختلف.

• الشبه الجسدي: التوأم المتشابه عادة ما يكون له ملامح متشابهة جدًا، أما التوأم المختلف فيكون له ملامح مختلفة.

• اختلافات الوزن والطول: قد تكون واضحة أكثر في التوأم المختلف، لكن هذا لا يعتبر معيارًا حاسمًا.

العوامل المؤثرة في نوع التوأم

تتداخل عدة عوامل بيولوجية ووراثية مع تحديد نوع التوأم، ومن هذه العوامل:

الوراثة

تزيد احتمالية إنجاب توأم مختلف لدى النساء اللواتي لديهن تاريخ عائلي من إنجاب توائم غير متشابهة، خصوصًا في الجانب الأمومي. أما التوأم المتشابه فلا يرتبط عادة بعامل وراثي محدد.

العمر

يزداد احتمال إنجاب توأم مختلف مع تقدم عمر المرأة، خاصة بعد سن 35 عامًا، بسبب زيادة احتمالية إطلاق أكثر من بويضة في الدورة الواحدة.

العوامل البيئية والتغذية

تشير بعض الدراسات إلى أن النظام الغذائي والغذاء الغني بالألبان وبعض الفيتامينات قد يرفع احتمال حدوث التوائم المختلفة.

الأدوية وتقنيات التلقيح الصناعي

تزيد تقنيات التلقيح الصناعي وأدوية تحفيز التبويض من احتمالية إنجاب توائم مختلفة بسبب تحفيز الإباضة المتعددة.

حالات نادرة ومتقدمة في التوأم

التوأم الملتصق

حالة نادرة جدًا تحدث عند انقسام التوأم المتشابه متأخرًا جدًا، حيث لا ينفصل الجنينان بشكل كامل، مما يؤدي إلى اتحاد جسدي جزئي أو كلي.

التوأم الشبح

حالة يختفي فيها أحد الأجنة في مراحل مبكرة من الحمل، وتبقى الأم تحمل جنينًا واحدًا.

التوأم الثلاثي أو متعدد التوائم

قد تتواجد أكثر من نوع توأم في نفس الحمل، مثل توأم متشابه بجانب توأم مختلف، خاصة في حالات الحمل بأكثر من جنينين.

أهمية معرفة نوع التوأم

معرفة نوع التوأم تعد ضرورية لأسباب طبية وصحية متعددة:

• متابعة الحمل: التوأم المتشابه يحمل مخاطر أكبر مثل مشاكل في المشيمة أو تعارض الدم.

• التخطيط الطبي: معرفة نوع التوأم تساعد الأطباء في وضع خطة متابعة خاصة لكل جنين.

• الاستعداد النفسي والاجتماعي: تساعد الأهل في فهم التشابه والاختلاف بين الأطفال، وتحضير أنفسهم للتعامل مع الفروق المحتملة.

• الدراسات العلمية والوراثية: تقدم معلومات عن الوراثة وأسباب التوائم.

جدول يوضح الفروقات الأساسية بين التوأم المتشابه وغير المتشابه

ملاحظات ختامية

مع تقدم التكنولوجيا الطبية، أصبح من السهل نسبياً تحديد نوع التوأم بدقة خلال مراحل الحمل المبكرة، وذلك عبر تقنيات التصوير والمختبرات المتطورة. يجدر بالنساء الحوامل بالتوأم متابعة الحمل مع أطباء متخصصين لضمان صحة الأم والجنينين، ومتابعة أية تطورات طبية قد تستدعي تدخلاً مبكرًا.

يظل فهم طبيعة التوأم وتحديد نوعه خطوة أساسية في مجال طب النساء والتوليد، لها تأثير كبير على الرعاية الصحية المقدمة للأم والأطفال. كما أن البحث المستمر في أسباب تكون التوأم يفتح آفاقًا جديدة لفهم أعمق لعمليات الإخصاب والتطور الجنيني.

المصادر والمراجع

• Mayo Clinic, “Twins: Types, Causes, and Risks.”

• American College of Obstetricians and Gynecologists (ACOG), Practice Bulletin No. 134: “Multiple Gestation: Twin, Triplet, and Higher-Order Multifetal Pregnancy.”