كيف أعرف أن الجنين يتحرك؟
تعتبر حركة الجنين واحدة من أبرز علامات تطور الحمل، إذ تعد مؤشراً مهماً لصحة الجنين وللحالة العامة للحمل. تشعر الأم بتلك الحركات تدريجيًا، وقد تكون هذه الحركات مصدرًا للفرح والطمأنينة. تتطور هذه الحركات مع مرور أسابيع الحمل، وقد تكون البداية تدريجية وغير محسوسة في البداية، ثم تتزايد مع تقدم الحمل. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف يمكن للأم أن تعرف أن الجنين يتحرك؟ في هذا المقال، سنستعرض كافة جوانب حركة الجنين في بطن الأم، وكيف يمكن التعرف عليها، ومعرفة توقيت ظهورها، والعوامل التي تؤثر فيها.
بداية حركة الجنين: متى تبدأ الأم في الشعور بها؟
عادة ما يبدأ الجنين في التحرك داخل رحم الأم في مراحل مبكرة من الحمل، لكن غالبًا ما يكون هذا التحرك غير محسوس من قبل الأم. تبدأ الحركات الأولى للجنين في الأسبوع الثامن من الحمل، ولكنها تكون صغيرة للغاية بحيث لا يمكن للأم الإحساس بها. تبدأ الأم في ملاحظة الحركة بشكل أكثر وضوحًا في الفترة ما بين الأسبوعين 16 و25 من الحمل.
1. أولى الحركات: الأسبوع 16-20
في الأسبوع 16 من الحمل، يبدأ الجنين في تحريك أطرافه، لكنه يكون صغيرًا جدًا بحيث لا تشعر به الأم. مع تقدم الحمل، تبدأ الحركات في أن تصبح أكثر وضوحًا. خلال هذه الفترة، قد تشعر الأم بحركات خفيفة تشبه “الفقاعات” أو “النبضات”، وتستمر تلك الحركات في النمو تدريجيًا.
2. الحركات الواضحة: الأسبوع 20-25
في هذا الوقت، تتزايد الحركات وتصبح أكثر قوة وتحديدًا، ويبدأ الجنين في ممارسة حركات أكثر تنوعًا. يمكن للأم أن تشعر بحركات الجنين بشكل واضح، سواء كان الركل أو التموجات أو اللف. عند هذه النقطة، تبدأ الحركات في أن تصبح علامة على أن الجنين في حالة جيدة من النشاط.
ما هي علامات حركة الجنين؟
تختلف حركات الجنين من امرأة لأخرى ومن حمل لآخر، ولكن هناك بعض الأنماط العامة التي يمكن أن تساعد في معرفة أن الجنين يتحرك بشكل طبيعي. تزداد الحركات عادة مع تقدم الحمل وتصبح أكثر قوة ووضوحًا. فيما يلي بعض العلامات الشائعة لحركات الجنين:
-
الركلات: قد تشعر الأم بحركات مفاجئة تشبه الركلات، وهي من أكثر أنواع الحركات وضوحًا. قد تكون الركلات أكثر وضوحًا عندما يكون الجنين مستريحًا أو في أوقات معينة خلال اليوم.
-
التموجات أو اللف: يمكن أن يشعر البعض بحركات خفيفة تشبه التموج أو اللف، والتي هي نتيجة لتحركات جسم الجنين بشكل أكبر. تكون هذه الحركات عادة أكثر وضوحًا في فترات بعد الظهر أو في المساء.
-
التقلبات والأنماط المنتظمة: في بعض الأحيان، يبدأ الجنين في تحريك أطرافه بشكل دوري أو منتظم. يمكن أن تُلاحظ بعض الأمهات نمطًا محددًا من الحركات، مثل حدوث نشاط الجنين في نفس الوقت من كل يوم.
-
تحركات السائل الأمينوسي: في بعض الأحيان، تشعر الأم بحركات غير تقليدية مثل اهتزازات خفيفة أو تموجات ناعمة قد تكون ناتجة عن تحركات السائل الأمينوسي أو تقلبات الجنين.
العوامل المؤثرة في حركة الجنين
عدة عوامل يمكن أن تؤثر على مدى وضوح أو قوة حركات الجنين. تشمل هذه العوامل:
1. موقع الجنين في الرحم
موقع الجنين داخل الرحم هو أحد العوامل التي تؤثر على كيفية شعور الأم بالحركة. إذا كان الجنين في وضعية رأسية أو مائلة، قد تشعر الأم بحركاته بشكل أكثر وضوحًا. أما إذا كان الجنين في وضعية غير مريحة أو مستقرة، فقد يكون تحركه أقل وضوحًا.
2. عدد الأجنة
في حالة الحمل التوأمي أو المتعدد، قد يكون من الصعب تحديد أي حركة تعود إلى أي جنين. قد تشعر الأم بحركات متقطعة ومتنوعة نتيجة لتواجد أكثر من جنين.
3. مستوى السائل الأمينوسي
مستوى السائل الأمينوسي قد يؤثر على قدرة الأم على الشعور بحركة الجنين. إذا كان السائل الأمينوسي في مستويات طبيعية، من الأسهل على الأم ملاحظة حركات الجنين. في حالة نقص السائل الأمينوسي أو وجود بعض المشكلات، قد تشعر الأم بحركات الجنين بشكل أقل وضوحًا.
4. حالة الأم الجسدية والنفسية
صحة الأم العامة تلعب دورًا كبيرًا في شعورها بحركات الجنين. الأمهات اللواتي يعانين من الإرهاق أو التوتر قد يجدن صعوبة في الإحساس بحركات الجنين. كما أن الأمهات اللاتي يخضعن لبعض العلاجات الطبية أو يعانين من مشاكل صحية قد يلاحظن تغييرات في تردد أو نوع الحركات.
5. عوامل غذائية
نوع الطعام الذي تتناوله الأم يمكن أن يؤثر على حركات الجنين. بعض الأطعمة مثل السكريات قد تحفز الجنين على الحركة بشكل أسرع، في حين أن بعض الأطعمة الدهنية قد تؤدي إلى خمول الجنين. أيضًا، إذا تناولت الأم مشروبات تحتوي على الكافيين، قد تلاحظ زيادة في حركات الجنين.
6. الوقت من اليوم
يتفاوت النشاط البدني للجنين طوال اليوم. في الغالب، يهدأ الجنين خلال الليل ويزداد نشاطه في أوقات معينة من النهار، خاصة بعد تناول الوجبات. من الممكن أن تشعر الأم بالحركة بشكل أكبر بعد فترات طويلة من الراحة أو عندما تكون أكثر استرخاءً.
هل هناك حالات تستدعي القلق؟
على الرغم من أن الحركة هي مؤشر جيد على صحة الجنين، قد تكون هناك بعض الحالات التي يجب أن تنتبه إليها الأم. عدم الشعور بحركات الجنين لفترات طويلة، خاصة بعد الأسبوع 28 من الحمل، قد يستدعي القلق. في هذه الحالة، يجب على الأم الاتصال بالطبيب أو الممرضة للحصول على استشارة طبية.
-
قلة الحركة المفاجئة: إذا لاحظت الأم انخفاضًا مفاجئًا في حركات الجنين أو توقفت الحركات لفترة طويلة، فقد يشير ذلك إلى مشكلة. قد يكون من الصعب تحديد السبب، ولكن من الأفضل دائمًا التحقق من أي تغيرات في حركة الجنين مع الطبيب.
-
تغيرات في نوع الحركة: إذا بدأت حركات الجنين في التغير بشكل مفاجئ، مثل أن تصبح متسارعة للغاية أو تتوقف تمامًا، يجب على الأم استشارة الطبيب.
-
الألم أثناء الحركة: في بعض الحالات، قد تشعر الأم بألم أو ضغط خلال حركة الجنين، وهو أمر قد يتطلب فحصًا طبيًا.
كيفية متابعة حركة الجنين
من الجيد أن تكون الأم على دراية بأنواع الحركات التي تشعر بها وأن تتابعها بشكل منتظم. يمكن للأم محاولة مراقبة وتسجيل الحركات في أوقات مختلفة من اليوم. من المفيد الاحتفاظ بسجل يومي للحركات؛ حيث يمكن للطبيب أن يستخدم هذه المعلومات في حال كانت هناك أي مشكلات.
الخاتمة
تعتبر حركة الجنين جزءًا طبيعيًا من الحمل وتعد إحدى طرق الاطمئنان على صحته. بمرور الوقت، تصبح هذه الحركات جزءًا من تجربة الحمل التي ينتظرها العديد من الأمهات بفارغ الصبر. من خلال مراقبة هذه الحركات وفهمها، يمكن للأم معرفة ما إذا كان الجنين في حالة صحية جيدة أم لا. ورغم أن الحركات تختلف من حمل لآخر، فإن الشعور بها يعد جزءًا مهمًا من الرحلة التي لا بد أن تمر بها كل أم.
