كيفية قياس سرعة الإنترنت

عنوان المقال: قياس سرعة الإنترنت بدقة

تُعدّ سرعة الإنترنت من أهم المؤشرات التي تحدد جودة تجربة المستخدم الرقمية، سواء في التصفح، أو تحميل الملفات، أو مشاهدة الفيديوهات، أو التفاعل مع تطبيقات الزمن الحقيقي كالألعاب والبث المباشر. وتكمن أهمية فهم كيفية قياس سرعة الإنترنت في القدرة على تقييم الأداء الفعلي لشبكة الاتصال ومقارنته بما تعهد به مزود الخدمة. يعتمد قياس سرعة الإنترنت على مجموعة من المعايير الفنية والعوامل المؤثرة التي يجب فهمها بعمق لتحقيق قياسات دقيقة وموثوقة.

أولاً: ما هي سرعة الإنترنت؟

تشير سرعة الإنترنت إلى معدل نقل البيانات بين جهاز المستخدم (حاسوب، هاتف ذكي، جهاز لوحي) وخوادم الإنترنت في فترة زمنية معينة، وتُقاس عادة بوحدة “ميغابت في الثانية” (Mbps) أو في بعض الأحيان “كيلوبت في الثانية” (Kbps) أو “غيغابت في الثانية” (Gbps) عند توفر سرعات فائقة.

سرعة الإنترنت تنقسم إلى نوعين رئيسيين:

• سرعة التنزيل (Download Speed): وهي السرعة التي يتم بها استقبال البيانات من الإنترنت إلى جهاز المستخدم.

• سرعة الرفع (Upload Speed): وهي السرعة التي يتم بها إرسال البيانات من جهاز المستخدم إلى الإنترنت.

بالإضافة إلى ذلك، هناك مؤشرات مهمة أخرى يجب قياسها:

• زمن الاستجابة (Ping): ويقيس الوقت الذي تستغرقه البيانات للانتقال من الجهاز إلى الخادم والعودة، ويُقاس بالمللي ثانية (ms).

• الكمون (Latency): وهو التأخير الزمني في نقل البيانات، وكلما كان أقل، كانت التجربة أفضل.

• معدل فقدان الحزم (Packet Loss): ويقيس نسبة البيانات التي لم تصل إلى وجهتها خلال النقل.

ثانياً: العوامل المؤثرة في سرعة الإنترنت

لا يمكن تفسير نتائج قياس سرعة الإنترنت دون معرفة العوامل المؤثرة فيها، والتي تنقسم إلى داخلية وخارجية:

العوامل الداخلية

1. نوع الجهاز المستخدم: الأجهزة الحديثة المزودة بمعالجات قوية وبطاقات شبكة سريعة تتيح نقل بيانات أسرع.

2. عدد الأجهزة المتصلة بالشبكة: كلما زاد عدد الأجهزة، توزعت السرعة بينها، ما يؤدي إلى انخفاض الأداء الكلي.

3. نوع الاتصال: الاتصال السلكي (Ethernet) غالبًا ما يكون أكثر استقرارًا من الاتصال اللاسلكي (Wi-Fi).

4. المسافة من جهاز الراوتر: كلما ابتعد الجهاز عن الراوتر، ضعفت الإشارة وقلت سرعة الاتصال.

5. برمجيات الخلفية: وجود تطبيقات تستهلك الشبكة (مثل التحديثات التلقائية أو النسخ السحابي) يمكن أن يقلل من السرعة المتاحة للمستخدم.

العوامل الخارجية

1. مزود الخدمة (ISP): تختلف السرعات باختلاف الشركات حسب البنية التحتية وخطط الاشتراك.

2. وقت الذروة: تكون الشبكة أبطأ في أوقات الذروة (مثل المساء) بسبب الضغط الكبير على الخوادم.

3. موقع الخادم: الخوادم القريبة توفر سرعات أفضل، بينما تزيد المسافة من زمن الاستجابة.

4. البنية التحتية للمنطقة: في بعض المناطق، قد تكون شبكات الاتصال قديمة أو مزدحمة.

ثالثاً: كيفية قياس سرعة الإنترنت

يتم قياس سرعة الإنترنت باستخدام أدوات خاصة تعتمد على إرسال واستقبال حزم بيانات من خادم معين إلى جهاز المستخدم، ثم قياس الوقت اللازم والمعدل الزمني لحركة البيانات.

أدوات القياس الشائعة

• مواقع اختبار السرعة:

  • Speedtest by Ookla

  • Fast by Netflix

  • Google Internet Speed Test

• تطبيقات سطح المكتب والهاتف:

  • تطبيقات Ookla وFast متوفرة على أنظمة Android وiOS.

  • أدوات نظام التشغيل: مثل أمر ping أو traceroute في Windows أو macOS.

خطوات إجراء اختبار سرعة الإنترنت بدقة

1. التأكد من توصيل الجهاز مباشرة بالراوتر عند الإمكان، باستخدام كابل إيثرنت.

2. إغلاق جميع التطبيقات النشطة أو تحميلات الخلفية لضمان أن الاختبار يعكس السرعة الكاملة المتاحة.

3. اختيار خادم قريب جغرافيًا لتقليل التأخير الزمني.

4. إجراء الاختبار أكثر من مرة في أوقات مختلفة للحصول على متوسط دقيق.

5. مقارنة النتيجة مع السرعة التي توفرها شركة الإنترنت ضمن باقة الاشتراك.

رابعاً: الفروقات بين ميغابت وميغابايت

كثير من المستخدمين يخلطون بين وحدتي القياس “ميغابت” (Mb) و”ميغابايت” (MB):

• 1 ميغابايت = 8 ميغابت

• شركات الإنترنت تعرض السرعة عادة بوحدة ميغابت في الثانية، بينما تعرض أنظمة التشغيل سرعة التحميل بـ ميغابايت في الثانية

مثال توضيحي:

إذا كانت سرعة الإنترنت 40 Mbps، فإن سرعة التحميل القصوى ستكون نظريًا:

40 ÷ 8 = 5 MBps

أي أن الملف بحجم 100 ميغابايت سيستغرق حوالي 20 ثانية لتحميله.

خامساً: تفسير نتائج اختبار السرعة

إذا كانت النتائج أدنى من التوقعات رغم دفع اشتراك مرتفع، فهذا مؤشر على وجود مشكلة في الاتصال الداخلي أو في الشبكة الخاصة بمزود الخدمة.

سادساً: الفرق بين السرعة النظرية والحقيقية

غالبًا ما لا يحصل المستخدم على السرعة المعلنة كاملة من مزود الخدمة، ويعود ذلك إلى أسباب متعددة مثل:

• تقاسم النطاق الترددي بين المستخدمين.

• قيود المعدات أو الأسلاك القديمة.

• ضغط الاستخدام في المنطقة أو خلل فني.

النسبة الطبيعية للسرعة الفعلية مقارنة بالإعلان:

الحصول على 70% إلى 90% من السرعة المعلنة يُعد طبيعياً.

سابعاً: تقنيات حديثة لرفع سرعة الإنترنت

• تقنية الألياف البصرية (Fiber Optic): توفر سرعات فائقة تصل إلى 1 Gbps وأكثر.

• الجيل الخامس (5G): يقدم إنترنت سريع جداً عبر الهواتف المحمولة.

• Wi-Fi 6 و Wi-Fi 7: تحسينات في الاتصال اللاسلكي من حيث التداخل والكفاءة.

• MIMO وBeamforming: تقنيات في أجهزة الراوتر لتوزيع الإشارة بذكاء نحو الأجهزة المتصلة.

ثامناً: أهمية قياس سرعة الإنترنت في المؤسسات

في المؤسسات والشركات، يُعد قياس سرعة الإنترنت جزءًا من تقييم الأداء التشغيلي، خاصةً في البيئات التي تعتمد على الحوسبة السحابية أو الاجتماعات عبر الفيديو أو مراكز الاتصال. ويمكن من خلال القياس الدوري تحديد ما إذا كانت هناك حاجة للترقية أو لتغيير المزود أو حتى لإعادة تنظيم الشبكة الداخلية.

تاسعاً: أدوات احترافية لمراقبة الشبكة

إلى جانب أدوات القياس العادية، هناك أدوات احترافية لمراقبة أداء الإنترنت على المدى الطويل:

• PRTG Network Monitor

• NetFlow Analyzer

• Wireshark

• SolarWinds Network Performance Monitor

تتيح هذه الأدوات تقارير شاملة عن كل جانب من جوانب الشبكة، من السرعة إلى نوع الترافيك وحجمه.

عاشراً: الخلاصة التقنية

قياس سرعة الإنترنت هو إجراء أساسي لتحديد جودة الخدمة التي يحصل عليها المستخدم ومقارنتها بالمواصفات المعلنة من مزود الخدمة. لكن لا يمكن الاكتفاء برقم واحد أو اختبار واحد فقط، بل يجب أخذ مجموعة من المعايير التقنية والعوامل المؤثرة في الاعتبار. وتتغير سرعة الإنترنت باستمرار حسب الاستخدام، الظروف التقنية، وعدد المتصلين، لذلك يُوصى بإجراء الاختبارات بشكل دوري وتحديث معدات الشبكة كل فترة لضمان أقصى استفادة ممكنة من خدمات الإنترنت.

المراجع:

1. Ookla Speedtest Guide – https://www.speedtest.net

2. FCC Broadband Speed Guide – https://www.fcc.gov/reports-research/guides/broadband-speed-guide