كيفية صلاة الشفع والوتر

كيفية صلاة الشفع والوتر: شرح شامل لأركان وأدعية هذه الصلاة المباركة

مقدمة

تعد صلاة الشفع والوتر من السنن المستحبة في الإسلام، وهي من صلوات النفل التي لها فضل عظيم وثواب كبير. تُؤدى هذه الصلاة في الليل، وتُعتبر بمثابة ختم اليوم، حيث يستحسن للمسلم أن يصليها بعد أن يؤدي صلاة العشاء، وتُختتم بصلاة الوتر التي هي بمثابة دعاء إلى الله تعالى بأن يرحم عباده ويغفر لهم. إن صلاة الشفع والوتر من الصلوات التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على أدائها بانتظام، وتُعد من أبرز العبادات التي تميز الليل، مما يجعلها واحدة من السنن التي يوصي بها العلماء.

في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل كيفية صلاة الشفع والوتر، وأركانها، وأوقاتها، وأهم الأدعية التي يُستحب أن يقال فيها، بالإضافة إلى آراء العلماء في فضلها وكيفية أدائها بشكل صحيح.

تعريف صلاة الشفع والوتر

صلاة الشفع هي صلاة ركعتين تُصلى قبل الوتر، في حين أن صلاة الوتر هي صلاة ركعة واحدة تُصلى بعد الشفع. من حيث المبدأ، يُقال إن صلاة الشفع تأتي للإجابة عن حاجات المسلم ودعواته، أما صلاة الوتر فهي تعبير عن الشكر والاعتراف بعظمة الله وتوحيده. تجمع هاتين الصلاتين بين الدعاء والتسبيح والتهليل، وتعتبران من الأعمال التي تساهم في تقوية العلاقة بين العبد وربه.

فضل صلاة الشفع والوتر

صلاة الشفع والوتر حظيت بفضائل عظيمة وردت في الأحاديث النبوية الشريفة. فقد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

• عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الوتر حق على كل مسلم.” (رواه مسلم).

هذا الحديث يدل على أن الوتر من السنن المؤكدة التي ينبغي للمسلم المحافظة عليها، وإذا تركها الإنسان فإنها تعتبر تركًا لحق من حقوق الله عليه.

عدد ركعات صلاة الشفع والوتر

• عدد ركعات الشفع: هي ركعتان تؤدى قبل صلاة الوتر.

• عدد ركعات الوتر: هي ركعة واحدة، وقد تكون أكثر من واحدة بناءً على رغبة المصلي. لكن الأكثر شيوعًا هو أن تكون ركعة واحدة. في بعض الحالات، يمكن للمسلم أن يصلي الوتر ثلاث ركعات، وهذه تعتبر من صيغ الوتر المشروعة.

أوقات صلاة الشفع والوتر

وقت صلاة الشفع والوتر يبدأ بعد صلاة العشاء، ويستمر حتى ما قبل الفجر. يُفضل أن يصلي المسلم الوتر في آخر الليل، أي قبل أن يؤذن الفجر، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: “من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أول الليل، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل.” (رواه مسلم).

ومع ذلك، يمكن أداء صلاة الشفع والوتر في أي وقت من الليل، ولكن الأفضل أن تُؤدى في الثلث الأخير من الليل.

كيفية أداء صلاة الشفع والوتر

1. كيفية صلاة الشفع

• تُصلى ركعتان كأي صلاة نفل أخرى. يبدأ المسلم في الركعة الأولى بتكبيرة الإحرام، ثم يقرأ الفاتحة وسورة قصيرة بعدها.

• بعد الركعة الأولى، يتوجه المسلم للركعة الثانية، ويؤدي فيها نفس الخطوات.

• في السجدتين، يُقال ما يقال في أي صلاة من التسبيح والدعاء.

2. كيفية صلاة الوتر

بعد إتمام ركعتي الشفع، يأتي دور صلاة الوتر، التي هي ركعة واحدة. يمكن أداء الوتر بعدة صيغ:

• الوتر بركعة واحدة: يتم فيها قراءة الفاتحة وسورة قصيرة، ثم الركوع والسجود، وبعد السجدة الأخيرة، يُرفع اليدين للدعاء، ويتم الانتهاء بالتسليم.

• الوتر بثلاث ركعات: وهذه أيضًا صيغة معروفة، حيث يُصلى المسلم ركعتين كسائر النفل، ثم في الركعة الأخيرة، يقرأ الفاتحة وسورة قصيرة، ثم يرفع يديه للدعاء بعد السجود، ومن ثم يُسلم.

3. الدعاء في صلاة الوتر

أحد الأمور الهامة في صلاة الوتر هو الدعاء الذي يُقال في الركعة الأخيرة بعد السجود الأخير. ويُستحب للمسلم أن يدعو الله تعالى بما يشاء من خيري الدنيا والآخرة، لكن ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الوتر بهذا الدعاء:

• اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.

كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الدعاء في الوتر مستجاب، مما يجعل هذه اللحظة من أبرز اللحظات التي يمكن أن يرفع فيها المسلم يديه إلى الله تعالى بالدعاء.

آراء العلماء في صلاة الشفع والوتر

اتفق معظم العلماء على أن صلاة الشفع والوتر من السنن المؤكدة التي يجب على المسلم المحافظة عليها. رغم ذلك، اختلفوا في حكمها إذا تركها الشخص:

• الشافعية والحنابلة: ذهبوا إلى أن صلاة الوتر من السنن المؤكدة، وإذا تركها المسلم فله أجر، لكن تركها عمداً يعد تقصيرًا.

• المالكية: اعتبروا أن صلاة الوتر مستحبة، وتركها لا يُعد معصية في حال عدم التكرار.

• الحنفية: رأوا أن صلاة الوتر من السنن غير المؤكدة، لكن أداؤها مستحب في كل حال.

أهمية المحافظة على صلاة الشفع والوتر

من أهم الأشياء التي تُعلمها صلاة الشفع والوتر هي أهمية التوازن بين العبادات اليومية والأوقات الخاصة. كما تُساعد هذه الصلاة على تقوية إيمان المسلم وتعميق ارتباطه بالله، إذ إنه في نهاية كل يوم يقف أمام الله تعالى في صلاة خاشعة، طلبًا للرحمة والمغفرة.

الخاتمة

صلاة الشفع والوتر ليست فقط عبادة تُؤدى في آخر الليل، بل هي أيضًا فرصة للمسلم للتقرب إلى الله ودعائه، فهي تعبير عن الشكر والتسبيح لله تعالى. إضافة إلى ذلك، فإنها تُعتبر من السنن الثابتة التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم، ولها فضل عظيم في الدنيا والآخرة. ولذلك، على المسلم أن يُحرص على أداء هذه الصلاة المباركة بنية صادقة وابتغاءً لرضا الله.