كيفية الوقاية من التسمم الغذائي

كيف تقي نفسك من التسمم الغذائي

التسمم الغذائي هو حالة مرضية تحدث نتيجة تناول غذاء ملوث بالبكتيريا أو الفيروسات أو الطفيليات أو المواد الكيميائية السامة. وعلى الرغم من أنه يمكن أن يحدث لأي شخص في أي وقت، إلا أن الوقاية منه هي المسار الأكثر فعالية للحفاظ على صحة الجسم وتجنب المضاعفات الصحية الخطيرة. وللحد من خطر الإصابة بالتسمم الغذائي، ينبغي تبني مجموعة من الممارسات الغذائية والنظافة الشخصية والعناية بالبيئة المحيطة. في هذا المقال، سنتناول طرق الوقاية المختلفة التي يمكن أن تتبعها لتقليل فرصة تعرضك للتسمم الغذائي.

1. مفهوم التسمم الغذائي وأسبابه

قبل الحديث عن الوقاية، من الضروري أن نفهم ما هو التسمم الغذائي وأسباب حدوثه. التسمم الغذائي عادة ما يحدث عندما يتلوث الطعام بالعوامل الممرضة مثل البكتيريا (مثل السالمونيلا أو الإيشيريشيا كولاي)، الفيروسات (مثل نوروفيروس)، أو الطفيليات (مثل الجيارديا أو التوكسوبلازما)، أو السموم الناتجة عن هذه الكائنات الحية. يمكن أن يتسبب التسمم الغذائي في مجموعة متنوعة من الأعراض مثل القيء، الإسهال، الألم البطني، الحمى، والضعف العام.

2. ممارسات النظافة الشخصية والطعام

إن النظافة الشخصية هي أولى وأهم خطوات الوقاية من التسمم الغذائي. ينبغي أن يتم غسل اليدين بشكل منتظم وبطريقة صحيحة، خاصة قبل إعداد الطعام أو تناوله. اليدين تحمل العديد من البكتيريا التي يمكن أن تنتقل بسهولة إلى الطعام إذا لم يتم غسلها بالشكل المناسب. إليك بعض النصائح المهمة في هذا السياق:

• غسل اليدين بشكل صحيح: يجب غسل اليدين بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، خاصة بعد التعامل مع اللحوم النيئة أو البيض أو الأسطح الملوثة. كما ينبغي غسل اليدين بعد استخدام الحمام أو لمس الحيوانات.

• استخدام أدوات نظيفة: من المهم الحفاظ على نظافة الأدوات المستخدمة في تحضير الطعام مثل الأواني، السكاكين، والأسطوانات. ينصح بتنظيف هذه الأدوات بالماء الساخن والصابون بعد كل استخدام.

• ارتداء القفازات: في بعض الحالات، مثل التعامل مع اللحوم النيئة أو الأسماك، من الأفضل ارتداء القفازات لتجنب نقل الجراثيم إلى الطعام.

3. التخزين السليم للطعام

تخزين الطعام بشكل صحيح يعتبر من أهم العوامل التي تحد من انتشار البكتيريا وتجنب التسمم الغذائي. هناك عدة أسس ينبغي اتباعها عند تخزين الطعام في المنزل أو في المطاعم، منها:

• التخزين في درجات حرارة مناسبة: يجب أن يُخزن الطعام في درجات حرارة منخفضة تقل عن 5 درجات مئوية للحفاظ على الأطعمة القابلة للتلف مثل اللحوم والأسماك. في المقابل، ينبغي أن تُخزن الأطعمة الجافة مثل الحبوب والمكسرات في أماكن باردة وجافة بعيداً عن الرطوبة.

• تفادي تخزين الأطعمة في درجة حرارة الغرفة لفترات طويلة: الطعام يجب ألا يُترك خارج الثلاجة أكثر من ساعتين، وفي الأيام الحارة يجب ألا يتجاوز هذا الوقت ساعة واحدة. فترك الطعام في درجة حرارة الغرفة يمكن أن يعزز نمو البكتيريا.

• الفصل بين الأطعمة النيئة والطهي: يجب تجنب ملامسة اللحوم النيئة للأطعمة الجاهزة أو للخضروات التي سيتم تناولها دون طهي. يمكن أن تسبب اللحوم النيئة انتقال البكتيريا إلى الأطعمة الأخرى بسهولة.

4. الطهي السليم للأطعمة

من الضروري أن يتم طهي الطعام بدرجة حرارة كافية للقضاء على أي بكتيريا أو كائنات ممرضة قد تكون موجودة في الطعام. إليك بعض الإرشادات التي تساعد في ضمان طهي الطعام بشكل آمن:

• استخدام مقياس الحرارة: يُنصح باستخدام مقياس حرارة الطعام للتأكد من أن الطعام قد تم طهيه بشكل كافٍ. على سبيل المثال، يجب أن يتم طهي اللحوم الحمراء مثل اللحم البقري إلى درجة حرارة داخلية لا تقل عن 70 درجة مئوية.

• تجنب الطهي الجزئي: يجب تجنب طهي الطعام جزئياً ثم تخزينه لإكمال الطهي لاحقاً. إذا تم طهي الطعام بشكل غير كافٍ، فإن ذلك يزيد من خطر الإصابة بالتسمم الغذائي.

• الطهي على درجات حرارة عالية: من المهم طهي الطعام على درجات حرارة كافية لضمان القضاء على الجراثيم والبكتيريا. ينصح باستخدام حرارة عالية عند طهي اللحوم والدواجن.

5. التعامل مع الأطعمة البحرية واللحوم النيئة

الأطعمة البحرية واللحوم النيئة تحتاج إلى اهتمام خاص نظراً لاحتمال تلوثها بالبكتيريا والطفيليات. ومن النصائح التي يجب اتباعها عند التعامل مع هذه الأطعمة:

• تحقق من مصدر الطعام: تأكد من أن مصدر اللحوم والأسماك موثوق، وأنها قد تم معالجتها وتخزينها بشكل صحيح.

• استهلاك الأطعمة البحرية طازجة: يُفضل تناول الأطعمة البحرية في أسرع وقت ممكن بعد شرائها، لأن الميكروبات يمكن أن تتكاثر فيها بسرعة إذا تم تخزينها بشكل غير صحيح.

• الطهي الجيد للأسماك واللحوم: يجب طهي الأسماك واللحوم بشكل جيد للتأكد من قتل أي بكتيريا أو طفيليات قد تكون موجودة فيها.

6. التأكد من صلاحية الطعام

تأكد دائماً من تاريخ صلاحية الأطعمة قبل تناولها. تاريخ الصلاحية هو مؤشر هام على جودة الطعام وقدرته على الفساد. ينبغي أن يتم التخلص من الأطعمة التي تجاوزت تاريخ صلاحيتها أو تبدو مشكوكاً فيها من حيث اللون أو الرائحة أو الملمس.

7. الوقاية من التسمم الغذائي عند السفر

إذا كنت تخطط للسفر إلى مناطق قد تكون فيها المخاطر عالية من التسمم الغذائي، مثل بعض المناطق النامية أو الدول ذات المستوى الصحي المنخفض، يجب أن تتخذ احتياطات إضافية. ومن النصائح الهامة في هذا السياق:

• تجنب تناول الأطعمة غير المطهية: لا تأكل الأطعمة النيئة أو غير المطهية جيداً مثل السلطات النيئة أو اللحوم غير المطهية.

• شرب مياه آمنة: لا تشرب المياه غير المعالجة أو المياه المعبأة من مصادر غير موثوقة. يُفضل شرب المياه المغلية أو المياه المعبأة في زجاجات.

• الاهتمام بنظافة الأيدي: احرص على غسل يديك جيداً باستخدام الماء والصابون قبل تناول الطعام أو بعد استخدام الحمام.

8. التسمم الغذائي الناتج عن المواد الكيميائية

إلى جانب الميكروبات، قد يتعرض الطعام للمواد الكيميائية السامة مثل المبيدات الحشرية أو المعادن الثقيلة. لتقليل هذا النوع من التسمم، يمكن اتباع النصائح التالية:

• غسل الخضروات والفواكه جيداً: يجب غسل جميع الخضروات والفواكه جيداً بالماء الجاري للتخلص من بقايا المبيدات الحشرية أو المواد الكيميائية السامة.

• شراء الأطعمة العضوية: إذا كنت قلقاً بشأن المبيدات الحشرية، يمكن اختيار الأطعمة العضوية التي يتم إنتاجها بدون استخدام المبيدات أو الأسمدة الكيميائية.

• الابتعاد عن الأطعمة المحفوظة في عبوات غير آمنة: يجب تجنب تناول الأطعمة المحفوظة في عبوات تحتوي على مواد كيميائية قد تكون ضارة مثل BPA.

9. الوعي بعوامل الخطورة للأشخاص المعرضين للخطر

هناك فئات معينة من الناس أكثر عرضة للإصابة بالتسمم الغذائي مثل الأطفال الصغار، كبار السن، النساء الحوامل، والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة. لذا، من المهم اتخاذ احتياطات إضافية لهذه الفئات، مثل:

• التأكد من طهي الطعام جيداً: يجب الحرص على طهي الطعام بشكل كامل عند تحضيره لهؤلاء الأشخاص.

• تجنب الأطعمة عالية المخاطر: مثل الأطعمة البحرية النيئة أو اللحوم النيئة، التي يمكن أن تكون أكثر عرضة للتلوث.

10. التسمم الغذائي في المطاعم

إذا كنت تتناول الطعام في المطاعم، فعليك أن تكون حذرًا بشكل خاص بشأن نظافة المكان وجودة الطعام الذي يتم تقديمه. تأكد من أن المطعم يتبع معايير الصحة العامة من حيث النظافة وجودة الطعام ودرجة حرارة الطهي. قد يكون من الأفضل اختيار المطاعم التي تتمتع بسمعة جيدة والابتعاد عن الأماكن التي تفتقر إلى معايير النظافة الأساسية.

11. التحقق من المراجعات والملاحظات

في عصرنا الحالي، يمكن البحث عن آراء العملاء والمراجعات عبر الإنترنت لمعرفة جودة الطعام في المطاعم. لا تتردد في التحقق من هذه المراجعات قبل اتخاذ قرار بتناول الطعام في مكان جديد.

الخاتمة

تعتبر الوقاية من التسمم الغذائي أمرًا بسيطًا إذا تم اتباع مجموعة من الخطوات الوقائية المتعلقة بالنظافة الشخصية، والتخزين السليم للطعام، والحرص على طهي الطعام بشكل جيد. بتطبيق هذه الاحتياطات في حياتنا اليومية، يمكن تقليل مخاطر الإصابة بالتسمم الغذائي بشكل كبير والتمتع بصحة أفضل وأمان أكبر