كيفية التعامل مع عضة الحيوان

كيف تتصرفين مع عضة الحيوان؟

تُعد عضة الحيوان من الإصابات الشائعة التي قد تواجه الإنسان في حياته اليومية، سواء كان ذلك بسبب الكلاب أو القطط أو حتى الحيوانات البرية الأخرى. تُعتبر هذه العضة حالة طبية تتطلب اهتماماً فورياً، لأن عضة الحيوان لا تقتصر فقط على الضرر الجسدي المباشر الذي تسببه، بل قد تحمل مخاطر صحية كبيرة تشمل العدوى والبكتيريا، وأحياناً انتقال أمراض خطيرة مثل داء الكلب. لذلك، فإن معرفة كيفية التصرف الصحيح مع عضة الحيوان يُعد أمراً أساسياً للحفاظ على صحة وسلامة الفرد.

أولاً: تعريف عضة الحيوان وأسبابها

عضة الحيوان هي جرح أو قطع ناتج عن أسنان الحيوان عندما يعض جسم الإنسان. تختلف شدة العضة باختلاف نوع الحيوان، قوة العض، ومكان الإصابة. يمكن أن تكون العضة سطحية أو عميقة، وقد تسبب تمزق الجلد والأنسجة، أو حتى كسور في العظام في بعض الحالات الشديدة.

الأسباب وراء عض الحيوانات عديدة ومتنوعة، منها الشعور بالخوف، الدفاع عن النفس، الشعور بالألم أو المرض، أو الاستفزاز من قبل الإنسان. وفي حالات أخرى، قد تكون العضات ناتجة عن حيوانات ضالة أو غير مدربة، ما يزيد من خطورتها الصحية.

ثانياً: الخطوات الأولى في التعامل مع عضة الحيوان

عند التعرض لعضة حيوان، تتطلب الحالة التعامل السريع والمناسب لتقليل خطر العدوى ومضاعفاتها. يمكن تلخيص الخطوات الأولى كالتالي:

1. إزالة مصدر الخطر: يجب الابتعاد فوراً عن الحيوان الذي تسبب في العضة، لتجنب المزيد من الإصابة. في حال كان الحيوان ضالاً أو مريضاً، ينبغي إخطار الجهات المختصة للسيطرة عليه.

2. تنظيف مكان الإصابة: من الضروري غسل مكان العضة بالماء الجاري والصابون لمدة لا تقل عن 5 إلى 10 دقائق. هذا الإجراء يساعد على تقليل عدد الجراثيم والبكتيريا التي قد تكون دخلت الجسم من خلال الجرح.

3. تعقيم الجرح: بعد الغسل الجيد، يُنصح باستخدام مطهر مناسب مثل الكحول أو اليود أو محلول بيروكسيد الهيدروجين لتطهير الجرح.

4. إيقاف النزيف: إذا كان الجرح ينزف، يجب الضغط عليه باستخدام قطعة قماش نظيفة أو شاش معقم حتى يتوقف النزيف.

5. تغطية الجرح: يُفضل تغطية العضة بضمادة معقمة للحفاظ على نظافة المنطقة ومنع دخول الجراثيم.

ثالثاً: متابعة الحالة الطبية

على الرغم من الخطوات الأولية التي يمكن اتخاذها في المنزل، فإن زيارة الطبيب أو التوجه إلى المستشفى تعتبر ضرورة في حالات عضة الحيوانات، خاصة إذا كانت العضة عميقة أو أظهرت علامات التهاب أو عدوى.

• الفحص الطبي: يقوم الطبيب بتقييم الجرح، ويقرر مدى الحاجة إلى تنظيف جراحي للجرح أو إعطاء مضادات حيوية للوقاية من العدوى.

• التطعيم ضد التيتانوس: من الأمور المهمة التي قد يحتاجها المصاب، خصوصاً إذا لم يتم تلقي تطعيم التيتانوس في السنوات الأخيرة. التيتانوس هو مرض بكتيري خطير يدخل الجسم عبر الجروح العميقة.

• مراقبة علامات العدوى: تشمل علامات العدوى الاحمرار، التورم، الألم المتزايد، خروج صديد، والحمى. في حال ظهور أي من هذه العلامات، يجب طلب الرعاية الطبية الفورية.

رابعاً: المخاطر الصحية لعضة الحيوان

تُعد العدوى من أخطر المضاعفات التي قد تحدث نتيجة عضة الحيوان، والسبب يعود إلى البكتيريا الموجودة في فم الحيوان والتي تدخل إلى الجسم عبر الجرح. أشهر أنواع العدوى تشمل:

• عدوى بالبكتيريا اللاهوائية، التي قد تسبب التهابات شديدة في الأنسجة.

• عدوى بالمكورات العنقودية والمكورات العقدية، والتي يمكن أن تؤدي إلى تورم واحمرار وألم في المنطقة المصابة.

• داء الكلب: وهو مرض فيروسي مميت، ينتقل عن طريق لعاب الحيوان المصاب، ولا يظهر على الفور، لكنه قاتل إذا لم يُعالج سريعاً.

خامساً: علاج عضة الحيوان

العلاج يعتمد على نوع العضة وشدتها، ويتضمن عادةً:

• المضادات الحيوية: توصف لمنع تطور العدوى البكتيرية، وخاصة في العضة العميقة أو في حالات العض من حيوان ضال أو مريض.

• الرعاية الجراحية: في بعض الحالات قد يحتاج الجرح إلى تنظيف جراحي أو خياطة دقيقة.

• العناية المنزلية: يجب متابعة تنظيف الجرح يومياً وتغيير الضمادة، مع الانتباه لأي تغيرات قد تشير إلى التهاب.

سادساً: الوقاية من عضات الحيوانات

الوقاية من التعرض لعضة الحيوان هي خطوة أساسية لتجنب المخاطر الصحية المرتبطة بها، ومن أهم الإجراءات الوقائية:

• تجنب الاقتراب من الحيوانات غير المألوفة أو الضالة.

• عدم الاستفزاز أو التهديد للحيوانات الأليفة أو البرية.

• تدريب الحيوانات الأليفة على السلوكيات الصحيحة وتلقي التطعيمات اللازمة.

• تعليم الأطفال كيفية التعامل الآمن مع الحيوانات.

جدول يوضح بعض أنواع الحيوانات ومخاطر العضة المرتبطة بها

سابعاً: دور التوعية المجتمعية في الحد من عضات الحيوانات

يلعب التوعية والتثقيف دوراً محورياً في الحد من حالات عضة الحيوان. يجب أن تشمل هذه التوعية:

• التوعية بأهمية تلقي الحيوانات التطعيمات اللازمة.

• نشر معلومات عن كيفية التعرف على علامات العدوانية في الحيوانات.

• تعليم الأسر والأفراد كيفية التصرف عند تعرضهم لعضة حيوان.

• تنظيم حملات للقضاء على الحيوانات الضالة أو السيطرة عليها بطريقة إنسانية.

ثامناً: العناية النفسية بعد التعرض لعضة الحيوان

إلى جانب الرعاية الطبية، قد يعاني بعض الأشخاص من آثار نفسية نتيجة التعرض لعضة الحيوان، خاصة إذا كان الحيوان غير مألوف أو عض بطريقة عنيفة. يمكن أن تتضمن العناية النفسية:

• التخفيف من القلق والخوف المرتبط بتجربة العضة.

• الدعم النفسي من خلال استشارة مختصين إذا لزم الأمر.

• تعزيز الثقة بالنفس من خلال التعامل الصحيح والناجح مع الإصابة.

خلاصة

التعامل مع عضة الحيوان يتطلب سرعة في الاستجابة واتباع خطوات مدروسة تبدأ بتنظيف الجرح، التعقيم، وقف النزيف، وصولاً إلى الرعاية الطبية المتخصصة. الفهم الجيد لمخاطر عضة الحيوان والالتزام بإجراءات الوقاية تساهم بشكل كبير في تقليل نسبة الإصابات والمضاعفات الخطيرة التي قد تنجم عنها. إذ أن الالتزام بالتدابير الوقائية والتعامل السليم مع هذه الحالات يمثلان خط الدفاع الأول للحفاظ على الصحة العامة والوقاية من الأمراض المعدية التي قد تنقلها الحيوانات.

المراجع:

1. Mayo Clinic, “Animal bites: First aid”

2. World Health Organization (WHO), “Rabies and animal bites management”