كيفية التعامل مع الطفل المشاغب

طفلي شيطان! كيف نتعامل مع تصرفات الأطفال الصعبة؟

قد تشعرين في بعض الأحيان أنك تتعاملين مع طفل تصرفاته لا تُحتمل، وقد تصفينه بـ “الشيطان”، ولكن في الحقيقة، هذه الصفة هي غالباً نتيجة لعدة عوامل تربوية، نفسية، أو بيئية. الأطفال يمرون بمرحلة تعلمٍ مستمر، وبعض التصرفات التي قد تبدو غير لائقة أو مشاغبة في بداية الأمر، قد تكون مجرد علامات على مراحل تطورهم الطبيعية أو استجابات لمتطلبات الحياة اليومية. في هذا المقال، سنستعرض الأسباب المحتملة لهذه التصرفات الصعبة وكيفية التعامل معها بشكل إيجابي.

أولاً: لماذا يظن الآباء أن أطفالهم “شياطين”؟

تعددت الأسباب التي قد تجعل الأمهات والآباء يصفون أطفالهم بهذا الوصف. وفيما يلي بعض هذه الأسباب:

1. المرحلة العمرية: الأطفال في بعض المراحل العمرية، مثل مرحلة “التمرد” (من 2 إلى 4 سنوات)، يتسمون بسلوكيات تمثل تحدياً للسلطة. هذه المرحلة من النمو تشمل الصراع على الاستقلالية، وهو ما قد يظهر في شكل مقاومة للأوامر أو تصرفات غير متوقعة.

2. عدم القدرة على التعبير عن المشاعر: الأطفال في سن مبكرة لا يملكون الأدوات اللازمة للتعبير عن مشاعرهم بالكلمات، مما يؤدي إلى تصرفات قد تُعتبر عنيفة أو غير لائقة مثل الصراخ، رمي الأشياء، أو حتى ضرب الآخرين.

3. التأثيرات البيئية: البيئة التي يعيش فيها الطفل تلعب دوراً مهماً في سلوكياته. قد تؤدي المشاكل العائلية أو التغيرات في الحياة (مثل الانتقال إلى منزل جديد، أو دخول الطفل إلى مرحلة المدرسة) إلى ظهور تصرفات غير مرغوب فيها.

4. التقليد: الأطفال يحبون تقليد سلوكيات الكبار من حولهم، بما في ذلك الإخوة والأخوات، والأصدقاء، والمعلمين. إذا كانوا يشاهدون سلوكيات غير لائقة أو عنيفة، قد يتبنون تلك السلوكيات في تصرفاتهم اليومية.

5. المطالب الزائدة: عندما يُطلب من الأطفال أداء مهام فوق طاقتهم أو تقييدهم بأوامر مستمرة دون منحهم مجالاً للتعبير عن أنفسهم، قد يُظهرون ردود فعل سلبية.

ثانياً: كيف نتعامل مع الطفل “الشيطان”؟

إذا كنت تجدين أن طفلك يميل إلى التصرفات التي تصفينها بـ “الشياطين”، فمن المهم أن تفهمي أن هذه التصرفات غالباً ما تكون سلوكيات تعلميّة، ويمكنك تحويلها إلى فرص لبناء علاقة أفضل مع طفلك. فيما يلي بعض النصائح للتعامل مع هذه التصرفات:

1. التحلي بالصبر:
   الأطفال في مراحلهم المبكرة لا يعرفون الفرق بين السلوك الجيد والسيء تمامًا، لذلك من المهم أن نكون صبورين في تعليمهم. الصبر يساعدك على التفاعل بشكل أفضل مع تصرفاتهم غير المرغوب فيها بدلاً من الانفعالات السلبية.

2. وضع قواعد واضحة وثابتة:
   لتقليل السلوكيات السلبية، من الضروري تحديد قواعد منزلية واضحة وتطبيقها باستمرار. يجب أن يعرف الطفل ما هو مسموح به وما هو غير مسموح به. تذكري أن الثبات في تطبيق القواعد يسهم في زيادة فهم الطفل لما هو متوقع منه.

3. استخدام التعزيز الإيجابي:
   بدلاً من التركيز على تصحيح السلوكيات السلبية، حاولي تعزيز السلوكيات الإيجابية عن طريق المكافآت أو كلمات التشجيع. عندما يظهر الطفل سلوكًا جيدًا، امتدحيه أو اعطه مكافأة بسيطة، مثل لعبة أو وقت إضافي للعب. هذا سيحفزه على تكرار السلوك الجيد.

4. الاستماع والتواصل الجيد:
   اجلسي مع طفلك وأصغي له، حتى وإن كان في البداية لا يستطيع التعبير بشكل كامل. التفاعل مع الطفل والتحدث معه عن مشاعره يساعده على فهم نفسه أفضل، ويمكنك توجيهه برفق في حالة ارتكاب تصرف غير لائق.

5. التعامل مع الغضب والعصبية:
   إذا كان الطفل يظهر نوبات غضب أو تصرفات غير منضبطة، حاولي تهدئته بهدوء دون الانفعال. قد يحتاج الطفل إلى وقت ليهدأ، ويمكنك أن تُعطيه مساحة ليتنفس قبل استئناف الحديث عن تصرفه.

6. وضع روتين منتظم:
   الأطفال يشعرون بالأمان والاستقرار عندما يكون لديهم روتين يومي منظم. من خلال تحديد وقت النوم، والأنشطة اليومية، والوجبات، يمكنك تقليل الإحباطات الناتجة عن الاضطراب وتجنب السلوكيات السلبية.

7. التعامل مع المشاعر السلبية:
   إذا كان طفلك يتصرف باندفاعية أو بعدوانية، فقد يكون بسبب تراكم مشاعر سلبية، مثل الغضب أو الحزن. ساعديه على التعبير عن هذه المشاعر بشكل صحي، بدلاً من قمعها. قد تكون الأنشطة مثل الرسم أو الألعاب الحركية وسيلة فعالة في مساعدة الطفل على تهدئة نفسه.

ثالثاً: متى يجب اللجوء إلى مساعدة مختص؟

إذا كنتِ قد جربتِ النصائح التي ذكرناها سابقاً، ولكن لم تحصلي على أي نتائج إيجابية، قد يكون من الضروري استشارة مختص في سلوك الأطفال. يمكن أن يكون طفلك يعاني من اضطراب سلوكي أو مشكلة نفسية تحتاج إلى تقييم وعلاج مهني.

في الختام:

إذا كان طفلك يمر بتصرفات صعبة أو “شيطانية”، تذكري أنه جزء من مرحلة النمو الطبيعية التي يمر بها. تعلم كيفية التعامل مع هذه التصرفات بشكل إيجابي وتوجيهه إلى السلوكيات الصحيحة سيحقق نتائج أفضل على المدى الطويل. قد تكون هذه التحديات فرصة لبناء علاقة أقوى وأكثر تواصلًا مع طفلك، وأساسًا لتعلمه القيم والأخلاقيات التي سيحملها معه طوال حياته.