كيف تكون آلام الطلق؟
آلام الطلق من أكثر التجارب التي تخشاها المرأة الحامل، لما لها من تأثير نفسي وجسدي كبير، وتعتبر من المراحل الطبيعية في رحلة الحمل، إلا أن شدتها وطبيعتها تختلف من امرأة لأخرى. في هذا المقال، سنتناول بشكل تفصيلي كيفية حدوث آلام الطلق، أسبابها، أنواعها، كيفية التخفيف منها، وأبرز النصائح التي تساعد المرأة الحامل على التعامل مع هذه التجربة بأفضل شكل ممكن.
ما هو الطلق؟
الطلق هو المرحلة التي تسبق ولادة الطفل، حيث يبدأ الجسم في الاستعداد لإخراج الجنين من الرحم. تترافق هذه المرحلة مع حدوث انقباضات في الرحم تهدف إلى دفع الطفل نحو قناة الولادة. الطلق يعتبر إشارة من الجسم لبدء عملية الولادة الطبيعية.
أنواع آلام الطلق
تنقسم آلام الطلق إلى نوعين رئيسيين: الطلق الكاذب و الطلق الحقيقي. وهما يختلفان بشكل واضح في شدة الأعراض وطريقة حدوثهما.
1. الطلق الكاذب:
الطلق الكاذب هو نوع من الانقباضات التي تشعر بها المرأة الحامل، لكنها ليست قوية بما يكفي لبدء عملية الولادة الحقيقية. تحدث هذه الانقباضات بشكل غير منتظم ويمكن أن تتوقف ثم تعود لاحقًا. يشعر البعض بآلام مشابهة للطلق الحقيقي، ولكنها عادة ما تكون أقل شدة. قد تحدث الانقباضات في الأشهر الأخيرة من الحمل، ولكن لا تؤدي إلى حدوث الولادة.
2. الطلق الحقيقي:
الطلق الحقيقي هو نوع الانقباضات الذي يشير إلى اقتراب موعد الولادة. يبدأ هذا النوع عادة بالظهور بعد الأسبوع 37 من الحمل. يتميز الطلق الحقيقي بأنه يبدأ بشكل منتظم وتزداد شدته مع مرور الوقت. مع تقدم الوقت، تصبح الانقباضات أقوى وأكثر قربًا من بعضها البعض، وتؤدي إلى توسيع عنق الرحم تمهيدًا للولادة.
كيف تكون آلام الطلق؟
آلام الطلق تكون مصحوبة بعدد من الأعراض التي تشير إلى تقدم عملية الولادة. تختلف هذه الآلام من امرأة لأخرى، حيث يمكن أن تشعر المرأة بشدة متفاوتة. لكن بشكل عام، يمكن تلخيص آلام الطلق فيما يلي:
1. آلام الانقباضات:
الطلق يحدث بسبب انقباضات في عضلات الرحم، وهذه الانقباضات هي السبب الرئيسي للآلام. تشعر المرأة بانقباضات في البطن، وقد تنتشر هذه الآلام إلى أسفل الظهر. في البداية، قد تكون الانقباضات غير منتظمة، ولكن مع تقدم الطلق تصبح أقوى وأقرب من بعضها البعض.
2. آلام أسفل البطن والظهر:
أحد الأعراض التي ترافق الطلق هي الشعور بآلام شديدة في أسفل البطن وأحيانًا في أسفل الظهر. يكون الألم في بعض الأحيان مشابهًا لتقلصات الدورة الشهرية ولكن بمستوى أعلى من الشدة.
3. الشعور بالضغط في الحوض:
تزداد مستويات الضغط في منطقة الحوض مع تقدم الطلق. يمكن أن تشعر المرأة كما لو أن الجنين يحاول النزول إلى الأسفل، مما يسبب ضغطًا في منطقة المهبل والحوض.
4. تغيير في التنفس:
مع تزايد شدة الآلام، قد تجد المرأة صعوبة في التنفس بشكل طبيعي، خاصة إذا كانت الانقباضات قوية ومتتابعة. يشعر البعض بضيق التنفس نتيجة للآلام الشديدة في البطن والظهر.
5. الشعور بالغثيان أو التقيؤ:
قد تعاني بعض النساء من شعور بالغثيان أو حتى التقيؤ خلال مرحلة الطلق، وهذا يعتبر من الأعراض المصاحبة لبعض النساء نتيجة للتغيرات الهرمونية والجسدية التي تحدث أثناء هذه المرحلة.
6. التعرق والارتجاف:
نظراً لقوة الآلام والتغيرات الجسدية الكبيرة، قد تشعر بعض النساء بالتعرق الغزير أو الارتجاف. هذا نتيجة لارتفاع مستوى الإجهاد في الجسم.
7. الشعور بالحاجة للتبول أو التبرز:
قد تشعر المرأة في هذه المرحلة برغبة قوية في التبول أو التبرز بسبب الضغط على المثانة والمستقيم نتيجة لوجود الجنين في أسفل الحوض.
مراحل آلام الطلق
يحدث الطلق بشكل تدريجي، ويخضع لعدة مراحل حتى وصوله إلى مرحلة الولادة الفعلية. هذه المراحل يمكن تلخيصها فيما يلي:
المرحلة الأولى: مرحلة الطلق المبكر
تبدأ هذه المرحلة عندما تبدأ الانقباضات في الرحم بشكل غير منتظم. قد يكون الألم في البداية خفيفًا أو معتدلًا، ويستمر لبضع ساعات أو حتى أيام قبل أن يزداد بشكل ملحوظ. في هذه المرحلة، يتسع عنق الرحم بمقدار 3-4 سم، لكن الولادة لم تبدأ بعد.
المرحلة الثانية: الطلق النشط
تتميز هذه المرحلة بزيادة شدة الانقباضات وتواترها، حيث يصبح الطلق أكثر انتظامًا ويحدث كل 3-5 دقائق. تتسارع عملية التوسع في عنق الرحم ليصل إلى 7-8 سم. في هذه المرحلة، تصبح آلام الطلق شديدة، وقد تبدأ المرأة في الشعور بضغط أكبر في الحوض.
المرحلة الثالثة: مرحلة الطلق المتقدم
في هذه المرحلة، يكون عنق الرحم قد اتسع تمامًا (10 سم)، مما يشير إلى أن الولادة وشيكة. تنخفض الآلام في بعض الأحيان بين الانقباضات، لكن عندما يحدث الطلق، يكون الألم أقوى وأكثر إيلامًا. في هذه المرحلة، تبدأ المرأة في الشعور بحاجة إلى الدفع مع كل انقباضة.
المرحلة الرابعة: مرحلة ما بعد الولادة
بعد خروج الجنين من الرحم، قد تستمر آلام الطلق الخفيفة لفترة قصيرة بينما يواصل الرحم انقباضاته لتقليص حجمه.
كيفية تخفيف آلام الطلق
على الرغم من أن آلام الطلق جزء طبيعي من عملية الولادة، فإن هناك عدة طرق للتخفيف منها وجعلها أكثر احتمالًا. إليك بعض الطرق التي يمكن أن تساعد في تخفيف الآلام:
1. التنفس العميق:
يعد التنفس العميق من أبسط الطرق لتخفيف التوتر الناتج عن آلام الطلق. يساعد التنفس العميق في تهدئة الأعصاب وتقليل الشعور بالألم، خاصة إذا تم التزامه مع الانقباضات.
2. التدليك:
يمكن للتدليك الخفيف على منطقة أسفل الظهر أو الساقين أن يساعد في تخفيف الآلام. يُنصح بتدليك المنطقة التي تشعر فيها المرأة بالضغط أو الألم.
3. استخدام المياه الدافئة:
الاستحمام في ماء دافئ أو الجلوس في حوض استحمام يساعد على تخفيف آلام الطلق بشكل كبير. يعمل الماء الدافئ على استرخاء العضلات وتخفيف الضغط.
4. التغيير في الوضعية:
التحرك وتغيير الوضعيات يمكن أن يكون فعالًا في تخفيف آلام الطلق. قد يساعد التبديل بين الوقوف والجلوس أو الركوع على تخفيف الضغط على الحوض والمساعدة في تقدم عملية الولادة.
5. الدعم النفسي:
وجود شخص داعم بجانب المرأة الحامل، مثل الزوج أو القابلة، يساعد بشكل كبير في التخفيف من توترها وشعورها بالألم. يمكن أن يساعد التشجيع والدعم العاطفي في تقليل الشعور بالألم وتحسين القدرة على التحمل.
6. الأدوية:
إذا كانت الآلام شديدة ولا تحتمل، قد يتم اللجوء إلى الأدوية المخدرة مثل المسكنات أو تخدير المنطقة المحلية (الإيبيدورال). في بعض الحالات، قد يتم اللجوء إلى التخدير الكامل في حال الحاجة إلى تدخل جراحي.
خاتمة
آلام الطلق هي جزء طبيعي من عملية الولادة، وهي تجربة فريدة لكل امرأة. على الرغم من أن هذه الآلام قد تكون شديدة ومؤلمة، فإن فهمها والتعرف على طرق تخفيفها يمكن أن يساعد المرأة في التعامل معها بشكل أفضل. من المهم أن تتذكر الحامل أن هذه الآلام هي جزء من عملية طبيعية تهدف إلى تسهيل خروج الجنين، وأن هناك العديد من الخيارات المتاحة لتخفيف الألم، سواء كانت عبر الطرق الطبيعية أو باستخدام الأدوية.
