كيفية صلاة تحية المسجد
تعد صلاة تحية المسجد من السنن التي حثنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم على أدائها عندما يدخل المسلم إلى المسجد. إن هذه الصلاة تعتبر وسيلة رائعة لفتح باب العبادة والتقرب إلى الله تعالى عند دخول بيت من بيوته، كما أنها تمثل تعبيرًا عن احترام المسلم للمسجد وحسن استقبال له. في هذا المقال، سنتناول كيفية أداء صلاة تحية المسجد، فضلها، وأهميتها في حياة المسلم اليومية.
تعريف صلاة تحية المسجد
صلاة تحية المسجد هي صلاة نافلة يصليها المسلم عند دخوله إلى المسجد، بهدف إكرام المسجد وتحية له، وهي صلاة ركعتين تقام في أي وقت من الأوقات التي لا يكون فيها وقت محرم للصلاة، مثل وقت الصلاة المفروضة. وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على فضيلة هذه الصلاة، ومنها حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين” (رواه البخاري ومسلم).
وقت صلاة تحية المسجد
من أهم خصائص صلاة تحية المسجد أنها يمكن أداؤها في أي وقت يدخل فيه المسلم إلى المسجد، ما لم يكن ذلك في الأوقات التي نهى فيها الشارع عن الصلاة، وهي:
-
عند صلاة الفجر حتى طلوع الشمس: حيث يُمنع أداء أي صلاة نافلة إلا الفريضة.
-
عند الزوال: قبيل صلاة الظهر عندما تبدأ الشمس في الميل عن كبد السماء.
-
عند غروب الشمس حتى غروبها بالكامل: من لحظة غروب الشمس حتى دخول وقت المغرب.
في غير هذه الأوقات، يمكن أداء صلاة تحية المسجد في أي وقت آخر، سواء كان المسلم قد دخل المسجد لأداء فرض أو لنية عبادية أخرى، كقراءة القرآن أو الجلوس للذكر.
كيفية أداء صلاة تحية المسجد
صلاة تحية المسجد تتكون من ركعتين، وتُؤدى كما يأتي:
-
النية: يبدأ المسلم الصلاة بنية أداء صلاة تحية المسجد، فكما هو الحال في جميع الصلوات النافلة، تُشترط النية القلبية التي يعقدها المسلم في قلبه قبل أن يبدأ الصلاة.
-
التكبير والإحرام: بعد النية، يقوم المسلم برفع يديه مع قول “الله أكبر”، وهو التكبير الذي يبدأ به الصلاة.
-
قراءة الفاتحة: كما في جميع الصلوات، يجب على المصلي أن يقرأ سورة الفاتحة بعد تكبيرة الإحرام في الركعة الأولى. تعد هذه السورة ركنًا أساسيًا من أركان الصلاة ولا يجوز تركها.
-
قراءة سورة قصيرة بعد الفاتحة: بعد الفاتحة، يجب على المصلي أن يقرأ سورة قصيرة من القرآن في كل ركعة. ويُستحب أن يختار المسلم السور التي تناسب حالته الروحية أو النفسية.
-
الركوع: بعد إتمام القراءة في كل ركعة، ينزل المصلي إلى الركوع قائلاً: “سبحان ربي العظيم” ثلاث مرات على الأقل. يعتبر الركوع أحد أركان الصلاة التي لا يجوز الاستغناء عنها.
-
الرفع من الركوع: بعد الركوع، يُرفع المصلي قائلاً: “سمع الله لمن حمده”، ثم يقف مستقيمًا قائلاً: “ربنا لك الحمد”، وهو من السنن التي تقال في هذا الموضع.
-
السجود: بعد الوقوف، ينزل المصلي إلى السجود قائلاً: “سبحان ربي الأعلى” ثلاث مرات على الأقل. ويجب أن يكون السجود على السبعة أعضاء وهي: الجبهة، الأنف، اليدان، الركبتان، والقدمان.
-
الجلوس بين السجدتين: بعد السجود، يجلس المصلي بين السجدتين قائلاً: “رب اغفر لي”، ويفضل أن يتنفس المصلي ويطيل الجلوس في هذه الفترة.
-
السجود مرة أخرى: بعد الجلوس، يُسجد المسلم مرة أخرى بنفس الطريقة التي تم فيها السجود الأول.
-
إتمام الركعة الأولى: بعد السجود الثاني في الركعة الأولى، يقوم المسلم للركعة الثانية بنفس الطريقة.
-
الركعة الثانية: في الركعة الثانية، يكرر المصلي ما فعله في الركعة الأولى من قراءة الفاتحة، ثم سورة قصيرة، الركوع، والرفع، ثم السجود، مع الجلوس بين السجدتين.
-
التسليم: في نهاية الركعة الثانية، يسلم المسلم عن يمينه “السلام عليكم ورحمة الله”، ليكون قد أتم الصلاة.
فضل صلاة تحية المسجد
صلاة تحية المسجد هي من السنن التي تحمل العديد من الفوائد الروحية والدنيوية. من أبرز فضائلها:
-
إكرام المسجد: تحية المسجد تعد إكرامًا للمكان الذي يجتمع فيه المسلمون لعبادة الله تعالى. فالمسجد هو بيت الله في الأرض، وصلاة تحيته تُظهر احترام المسلم لهذا المكان المقدس.
-
التقرب إلى الله: عندما يؤدي المسلم صلاة تحية المسجد، فإنه يحقق هدفًا كبيرًا من أهداف العبادة، وهو التقرب إلى الله. بهذه الصلاة، يُظهر المسلم طاعته لله واستعداده للتفرغ لعبادته.
-
بركة الدخول إلى المسجد: إن أداء صلاة تحية المسجد يعزز شعور المسلم بالطمأنينة والراحة النفسية. إذ يشعر بدخول بيئة مقدسة ويبدأ بالصلاة الطاهرة التي تهيئه للأعمال القادمة في المسجد.
-
تحقيق سنة النبي صلى الله عليه وسلم: إن الالتزام بصلاة تحية المسجد يعتبر اتباعًا لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقد ورد في الأحاديث النبوية تأكيد على أهمية هذه الصلاة، مما يجعلها واحدة من السنن التي يستحب أن يؤديها المسلم بشكل يومي.
-
زيادة في الحسنات: كغيرها من الصلوات النفلية، تزيد صلاة تحية المسجد من رصيد المسلم من الحسنات. فكل عمل يُقرب المسلم إلى الله يعود عليه بفائدة عظيمة في الدنيا والآخرة.
-
فتح باب للعبادة: صلاة تحية المسجد تعتبر بداية مباركة للأنشطة الروحية الأخرى التي يمكن أن يؤديها المسلم في المسجد، مثل قراءة القرآن، الذكر، أو صلاة النفل الأخرى. فهي تهيئ المسلم للاستمرار في العبادة في تلك الأجواء الطاهرة.
الحالات التي يمكن أن تؤدي فيها صلاة تحية المسجد
هناك بعض الحالات التي يمكن أن يكون فيها المسلم في حاجة لأداء صلاة تحية المسجد حتى لو لم يكن في وقت صلاة مفروضة. على سبيل المثال:
-
عند دخول المسجد بعد أداء الصلاة: إذا دخل المسلم المسجد بعد صلاة فريضة أو بعد فترة من الغياب عن المسجد، فإنه يمكنه أداء صلاة تحية المسجد كتحية للمسجد.
-
عند الدخول في وقت النفل: يمكن أن يؤدي المسلم صلاة تحية المسجد إذا دخل المسجد في وقت لم يكن مخصصًا للصلاة المفروضة، مثل دخول المسجد بين الأذان والإقامة.
-
عند الدخول لمسجد لم يُصلى فيه من قبل: إذا كان المسلم يزور مسجدًا جديدًا أو لم يُصلي فيه من قبل، فإن صلاة تحية المسجد تعتبر فرصة ممتازة لفتح الباب لعبادة جديدة فيه.
الخاتمة
صلاة تحية المسجد تمثل سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي وسيلة عظيمة للتقرب إلى الله تعالى وإكرام بيوت الله. تعلم كيفية أداء صلاة تحية المسجد بطريقة صحيحة، يساعد المسلم على الاستفادة من هذه السنة المباركة بشكل كامل، ويعزز من روحه الدينية وإيمانه. بالحرص على أداء هذه الصلاة، يحقق المسلم عدة مكاسب دينية ونفسية، ويجعل من دخوله إلى المسجد مناسبة لفتح باب من أبواب العبادة والطاعة لله تعالى.
