عندما يتعامل المخ مع الوسائط المتعددة، يستخدم مجموعة من المناطق الدماغية المختلفة للتعرف على الإشارات المرئية والسمعية والحسية الأخرى، ومن ثم تحويلها إلى إشارات عصبية تنتقل إلى الجزء المناسب من المخ لتفسيرها والرد عليها. وتتضمن هذه المناطق الدماغية منطقة البصر في القشرة المرئية للمخ، ومنطقة السمع في القشرة السمعية، ومنطقة الحركة في القشرة الحركية، ومنطقة الذاكرة في القشرة الجبهية، ومناطق أخرى.
وعندما يتفاعل المخ مع الوسائط المتعددة مثل الفيديو والصوت والصور والنصوص، فإن هذه المناطق الدماغية تتفاعل معاً لإنشاء تجربة واقعية. فمثلاً، تتفاعل منطقة البصر مع نظام الإدراك الحسي وتتلقى الإشارات البصرية وتحللها لتشكل صورة واقعية في العين، في حين يتم استخدام منطقة السمع لتحسين الأصوات والموسيقى وتفسير الخطاب اللفظي، وتتفاعل منطقة الحركة مع هذه المناطق لتحقيق التعلم المراقب والمحاكاة.
يقترن تفاعل المخ مع الوسائط المتعددة أيضًا بمستوى المشاركة العاطفية والأفكار والمعرفة السابقة. ففي الستينيات من القرن الماضي، قال “مارشال ماكلوهان” Marshall McLuhan “إن الوسائط هي التي تحدد النظرة الأساسية لكل مجتمع بشأن حساب الوقت والمكان والمسافة والعلاقة”. وهذا ببساطة يعني أن طريقة تفاعلنا مع الوسائل المتعددة يؤثر على مدى فهمنا للعالم المحيط.