في فلسفة ابن رشد (أو ابن روشد)، يتعلق مفهوم العدالة بمفهوم الفضيلة (الخلق الحميد). فالعدالة، بوصفها فضيلة، تتطلب التعامل مع الآخرين بالإنصاف والمساواة والاحترام، وذلك لأن هذه الصفات تعتبر ضرورية للعيش في مجتمع حضاري ووفقاً للأخلاق السوية.
ويشدد ابن رشد على ضرورة مبدأ المساواة في العدالة، لأن التمييز بين الناس بناءً على الأصل أو الطبقة أو العرق يؤدي إلى التفرق والاضطهاد، ويتناقض مع مفهوم العدالة والفضيلة.
ويعتبر ابن رشد أن العدالة لا تقتصر على العلاقات الاجتماعية فقط، بل أنها تمتد إلى العلاقة بين الإنسان والله. وفي هذا السياق، يؤكد على ضرورة تطبيق العدالة في العبادة وتفادي الأخطاء الفقهية التي تؤدي إلى التشدد والتفرق في الدين.
ويشدد ابن رشد على ضرورة أن يكون الحاكم (أو الحاكمة) متقدماً في الفهم والمعرفة والعدل، وأن يتمتع بالخبرة في الإدارة وإصلاح المجتمع. ويعتبر أن الحاكم الذي يتجاوز القانون ويسيء التعامل مع الناس يفسد المجتمع ولا يستحق الحكم.