ابن خلدون قدم نظريته حول الحضارات من خلال كتابه “المقدمة”، حيث قام بتحليل ودراسة تطور الحضارات البشرية على مر الزمان. استند ابن خلدون في نظريته إلى مفهوم “العصبية”، وهو مصطلح يشير إلى الروابط القوية والانتماءات الاجتماعية التي تجمع بين أفراد المجتمعات، واستخدمه لشرح كيفية تشكل وتطور الحضارات.
وفي اعتقاد ابن خلدون، تبدأ الحضارات في المجتمعات البدائية والبدائية، حيث تكون العصبية ضعيفة وغير متماسكة. ثم، مع تطور ونمو المجتمع، تزداد العصبية وتتحول إلى عصبية أقوى وأكثر تماسكًا. وعندما يصل المجتمع إلى ذروة قوته واستقراره، يتمركز الاهتمام فيه على الفنون والعلوم والأدب والفلسفة.
ومع مرور الزمن وتراجع العصبية وانهيار الحضارة، تتكرر العملية مرة أخرى في سياق جديد. وبالتالي، فإن تطور الحضارات يتبع نمطًا دوريًا من النمو والازدهار والانحدار والانهيار.
وقدم ابن خلدون هذه النظرية بناءً على ملاحظاته وتجاربه الشخصية في الدراسة والعمل السياسي والتاريخي. واعتبرت نظريته واحدة من أوائل النظريات الاجتماعية التي تسلط الضوء على العوامل التاريخية والاجتماعية في تطور الحضارات.