ابن خلدون واحد من أهم المفكرين العرب في العصور الوسطى، وقد وضع نظرية عظيمة في مجال الاجتماع والتاريخ والحضارة. وقد قام بدراسة التاريخ العربي والإسلامي وأعماله الأدبية والشعرية واستخدم هذه الدراسات لتطوير فكره ونظريته.
بالنسبة لمفهوم “العصر الجاهلي”، فقد وصل ابن خلدون إلى هذا المفهوم بعد دراسة عميقة للأدب والتاريخ العربي. في كتابه “المقدمة”، قام ابن خلدون بتحليل الحضارة وتطورها بناءً على فهمه للطبيعة البشرية والعوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تؤثر فيها.
واعتبر ابن خلدون أن العصر الجاهلي هو فترة من التاريخ العربي قبل ظهور الإسلام، وهو عصر الجاهلية والجهل والتخلف. وقد وصف هذا العصر بأنه عصر العرب البدو والرحالة الذين عاشوا في الصحراء وكانوا يعيشون حياة بسيطة وبريئة من التعقيدات السياسية والاجتماعية.
وقد أشار ابن خلدون إلى أن العصر الجاهلي كان عصرًا من التخلف والجهل، لكنه في الوقت نفسه كان فترة من الابتكار والإبداع في الشعر والأدب والفنون. واعتبر أن هذه الفترة الجاهلية كانت بمثابة البداية لتطور الحضارة العربية وظهور الإسلام.
وبناءً على هذا المفهوم، وجد ابن خلدون أن الحضارات تتطور وتتغير مع مرور الوقت، وقد وصف هذا التطور بمصطلح “دورة حضارية”. واعتبر أن العصور الجاهلية والدينية والمدنية تتبع هذه الدورات الحضارية وتتلاشى وتحل محلها حضارات جديدة.
بالاستناد إلى هذه الفكرة، قام ابن خلدون بتحليل ودراسة العصور الجاهلية والتاريخية الأخرى واستخدم هذه الدراسات لفهم الحضارة والتطور الاجتماعي. وقد أثرت نظريته في العديد من المفكرين والعلماء اللاحقين وساهمت بشكل كبير في تطور حقول الاجتماع والتاريخ والحضارة.
