في قلب أحداث رواية “كيف تغري الشبح” التي صاغتها الكاتبة هوب ماك إنتاير، تنكشف لنا قصة غير تقليدية ومثيرة تجمع بين الخيال والغموض في أطنان من الكلمات. يعيش كاتب الأشباح لي بارثولوميو في منزل مهدم في منطقة نوتينغ هيل في لندن، وحيداً. تتعقد حياتها الشخصية بعلاقتها مع تومي، الذي يُلبسها بالطلب المستمر بالزواج أو السماح له بالانتقال إليها. ورغم تجاوزها عتبة الثلاثين بدرجات الحسم، تظل لي مُصرة على العيش بطريقتها، تحب الحفاظ على مساحتها الشخصية، وتخاف بشكل مرعب من السماح لأي رجل بالاقتراب منها، حتى وإن كان تومي، الرجل الودود واللطيف.
تتغير الأمور على نحو غير متوقع عندما يُشعل مشعل الحب بجوار منزلها بجوار، مما يؤدي إلى وفاة السيدة التي كانت تعيش هناك. تتسارع خيال لي المفرط وعادتها لتصوّر نفسها وقد حانت لها نهاية مروعة، حتى تقنع نفسها بأنها ستكون الضحية التالية للقاتل. ومع ذلك، لا يكون مصيرها المقبل الموت، بل يكون الإغراء. تحقق لي وظيفة رائعة ككاتب أشباح لنجمة صاعدة في عالم الدراما التلفزيونية الذي يعد بالكشف عن سر صادم. تغمر لي بالحماس والسعادة، ولكن لقاءها بباز، مدير النجم الوسيم، يصيبها بإحساس غير متوقع – في مكان ما تحت منطقة الغضروف الشمسي.
تقفز لي بلا تفكير مسبق إلى علاقة غير مشروعة دون أن تتصوّر عواقبها – من تهديد علاقتها مع تومي إلى شيء أكثر خطورة – حتى يكاد يكون الأمر متأخرًا تمامًا. مع كشفها عن الخدع تلو الأخرى، تنمو شكوكها حول الحريق الغامض في حيها. وعندما يندلع حريق آخر أقرب إلى منزلها، سيكون ذلك كفيلًا بتحطيم حياة كاتبة الأشباح وإشعال خوف يائس في قلبها.
تتسلل الرواية إلى أروقة الخيال والإثارة، حيث يتجسد الغموض في كل سطر، وتنسجم الشخصيات ببراعة مع تفاصيل الحبكة. إنها عمل فني في عالم الروايات الرومانسية والغموض، حيث يتلاقى الواقع بالخيال بأسلوب لغوي رائع. تأخذنا هوب ماك إنتاير في رحلة مثيرة ومبهجة عبر عوالم متشابكة من العواطف والألغاز. وبفضل تفاصيلها الدقيقة والوصف الرائع، تصبح قراءتها تجربة ساحرة تنتقل بنا إلى عوالم غير مألوفة ومثيرة.