كيف تصبح شريرًا حقًا

فيلم “كيف تكون شريرًا حقًا” – كوميديا مثيرة مع لمسة من الخيال والشر

في عالم السينما، تبرز بعض الأفلام التي لا تكتفي بتقديم مشاهد ترفيهية فحسب، بل تحمل أيضًا رسائل ومعاني عميقة. فيلم “كيف تكون شريرًا حقًا” (بالألمانية: Wie man wirklich böse wird) هو واحد من هذه الأعمال التي تجمع بين الكوميديا والخيال والشر في قالب مميز. أخرجه ماركو بترى في عام 2018، بينما تم عرضه لأول مرة في 2021 في ألمانيا، ليقدم للمشاهدين تجربة سينمائية لا تخلو من الإثارة والمتعة.

القصة:

تدور أحداث فيلم “كيف تكون شريرًا حقًا” حول ابنة الشيطان التي هي بطلة الفيلم، شخصية جولي، والتي تؤدي دورها الممثلة إيما بادينغ. جولي، التي تعيش في الجحيم، تشعر بالملل التام من روتين الحياة هناك. هذه الفتاة المتمردة التي تمتلك العديد من القوى الخارقة، تتوق إلى تغيير واقعها، وتبحث عن مخرج من الجحيم. لكنها تواجه مشكلة بسيطة: لا يمكنها مغادرة الجحيم إلا إذا تمكنت من جعل شخص صالح يتحول إلى شرير.

صفقة مع الشيطان:

ما يجعل القصة أكثر إثارة هو عرض جولي صفقة على والدها، الشيطان نفسه. إذا استطاعت تحويل شخص طيب إلى شخص شرير، فإنها ستحصل على الإذن بالانتقال إلى الأرض وتجنب مصيرها الأبدي في الجحيم. وبالتالي، تبدأ جولي مهمتها الصعبة، التي تنطوي على اختبار كل حيلها وخدعها لإفساد حياة أحد البشر.

الشخصيات الرئيسية:

• إيما بادينغ في دور جولي: الشابة المتمردة والذكية التي تبحث عن الخروج من الجحيم بأي ثمن.
• يانينا فاوست: تلعب دور شخصية مهمة في القصة تساعد جولي في مهمتها.
• لودفيغ سيمون: يقدم أداء مميز في دور أحد الأشخاص الذين تسعى جولي إلى إفسادهم.
• صامويل فينتزي و إميليو ساكرايا: يجسدان شخصيات أخرى تؤثر على القصة، سواء بشكل طريف أو درامي.

الكوميديا والخيال:

الروح الكوميدية هي السمة الغالبة على الفيلم. تمزج الأحداث بين الكوميديا السوداء والخيال حيث يتلاعب الشيطان بموارد الكون لتحقيق أهدافه، بينما تقوم جولي بمحاولات مرحة ومجنونة لإفساد الأخلاق البشرية.

الفيلم يستعرض كيفية تقلبات الشخصية البشرية وما يمكن أن يحدث عندما يُدفع الإنسان إلى اتخاذ قراراته بناءً على غرائزه الشريرة أو الصالحة. تقدم الشخصيات مواقف غريبة ومضحكة تجعل من الفيلم تجربة فريدة تجمع بين الفكاهة والخيال المظلم.

الأداء التمثيلي:

قامت الممثلة إيما بادينغ بأداء مميز لشخصية جولي، حيث أظهرت براعتها في المزج بين الجوانب المتمردة والشريرة التي تطبع الشخصية، بينما قدمت ألوانًا من الحزن والملل في عالم الجحيم. أما باقي طاقم العمل، فقد أظهروا قدرة رائعة في تمثيل الشخصيات المعقدة، حيث أضفى كل منهم لمسة فريدة على الفيلم.

العناصر الفنية والإخراج:

فيلم “كيف تكون شريرًا حقًا” يبرز في إخراجه من خلال التصوير السينمائي الجذاب واستخدام الألوان المدهشة التي تعكس الحياة في الجحيم، مقابل عالم الأرض الذي يبدو أكثر تعقيدًا. تنقل الكاميرا المشاهد بسلاسة بين العوالم، مما يعزز شعور التناقض بين الخير والشر في الفيلم.

التقييم والنقد:

على الرغم من أن الفيلم يعتمد بشكل كبير على الفكاهة السوداء والخيال، إلا أن هناك عمقًا في الرسائل التي يقدمها. يتناول الفيلم موضوعات مثل الفساد الأخلاقي، والتحول، والاختيارات الشخصية، ويطرح سؤالًا فلسفيًا عما يمكن أن يحدث عندما تتلاقى القوى الخارقة مع الطبيعة البشرية.

فيلم “كيف تكون شريرًا حقًا” ينتمي إلى فئة الأفلام التي تجمع بين الترفيه والفكرة الجادة، مما يجعله محط اهتمام لمحبي الكوميديا والخيال.

التصنيف والمدة:

الفيلم مصنف كـ “TV-14″، مما يعني أنه مناسب للمراهقين والأعمار الأكبر. مع مدة عرض 100 دقيقة، يوفر الفيلم توازنًا بين الكوميديا والدراما دون أن يكون طويلًا بشكل ممل.

الخلاصة:

إن فيلم “كيف تكون شريرًا حقًا” هو تجربة سينمائية تتناول قصة مشوقة مليئة بالتحولات المفاجئة. مزيج من الكوميديا والخيال المظلم يجعل من هذا الفيلم خيارًا ممتعًا لعشاق السينما التي تدمج بين الفكاهة والحكمة. إذا كنت من محبي الأفلام التي تحمل رسائل خفية حول الخير والشر، فإن هذا الفيلم سيكون إضافة مثيرة إلى قائمة مشاهداتك.

المصادر والمراجع:
تم استعراض محتوى الفيلم بناءً على المعلومات المتاحة من مصادر فنية عالمية وسينمائية.