كيف تتعاملين مع اختناق طفلك

ماذا تفعلين إذا غص طفلك أو اختنق؟

الغصة أو الاختناق من المواقف التي قد يتعرض لها الأطفال في أي لحظة، مما يسبب القلق والخوف لدى الأمهات والآباء. يمكن أن يحدث الاختناق عندما يعلق شيء في ممر التنفس، مما يعيق مرور الهواء إلى الرئتين. من المهم جدًا أن تكون الأم أو الأب على دراية بالإجراءات الصحيحة للتعامل مع مثل هذه الحالات الطارئة، حيث إن رد الفعل السريع والصحيح قد ينقذ حياة الطفل. في هذا المقال، سنتناول بشكل تفصيلي كيفية التعامل مع حالة الاختناق عند الأطفال، سواء كان ذلك في حالة الغصة أو الاختناق الكامل، مع التركيز على الوقاية والإجراءات المناسبة التي يجب اتخاذها في مختلف المواقف.

أولاً: معرفة الفرق بين الغصة والاختناق

من الضروري التمييز بين الغصة والاختناق، حيث أن كل منهما يتطلب استجابة مختلفة.

• الغصة: هي حالة يحدث فيها انسداد جزئي للمجرى الهوائي. يمكن أن يظل الطفل قادرًا على التنفس والتحدث، ولكن قد يواجه صعوبة في التنفس أو الشعور بالاختناق المؤقت. في حالات الغصة، قد يصدر الطفل أصواتًا أو يسعل بشدة في محاولة لإخراج الجسم الغريب من ممر التنفس.

• الاختناق: هو حالة أكثر خطورة تحدث عندما يتم انسداد المجرى الهوائي تمامًا، مما يؤدي إلى منع وصول الأوكسجين إلى الرئتين. في هذه الحالة، لن يتمكن الطفل من التنفس أو إصدار أصوات، وقد يبدأ في التحول إلى اللون الأزرق أو الشحوب. يتطلب الاختناق استجابة طارئة وفورية.

ثانياً: الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى غصة أو اختناق الطفل

قد يكون من المفيد للأهل فهم الأسباب الأكثر شيوعًا التي قد تؤدي إلى حدوث هذه الحوادث. تشمل هذه الأسباب:

• الطعام: غالبًا ما يحدث الاختناق بسبب الأطعمة التي يصعب بلعها أو تلك التي تكون بحجم كبير بالنسبة للطفل، مثل قطع الطعام الصلبة، المكسرات، العنب، أو الفواكه النيئة. عادة ما يكون الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات أكثر عرضة لهذا النوع من الحوادث.

• الألعاب أو الأغراض الصغيرة: يمكن للأطفال الصغار أن يضعوا ألعابًا أو أجزاء صغيرة من الأشياء في أفواههم، مما يؤدي إلى انسداد الممرات الهوائية. يوصى بتجنب الألعاب التي تحتوي على أجزاء صغيرة أو قطع يمكن أن تتحرك بسهولة في الحلق.

• السوائل: يمكن أن يحدث الاختناق أيضًا بسبب السوائل، خصوصًا إذا كان الطفل يشرب بسرعة أو إذا كان يعاني من مشكلات في التنسيق بين التنفس والبلع.

ثالثاً: الوقاية من الغصة والاختناق

بينما لا يمكن ضمان أن يظل الطفل في أمان دائمًا من خطر الاختناق، يمكن اتخاذ العديد من الخطوات الوقائية لتقليل احتمالية حدوث هذه الحوادث:

• تقديم الطعام بشكل آمن: تجنب تقديم الأطعمة التي قد تكون عرضة للتسبب في الاختناق، مثل المكسرات غير المفرومة أو الفواكه الصلبة للأطفال تحت سن 4 سنوات. من الأفضل تقطيع الطعام إلى قطع صغيرة جدًا، وتجنب تقديم الأطعمة التي قد تنكسر بسهولة إلى قطع صغيرة مثل قطع العظام أو الأطعمة الحادة.

• مراقبة الأطفال أثناء تناول الطعام: يجب دائمًا مراقبة الطفل أثناء تناول الطعام وعدم تركه بمفرده في حالة وجود طعام في فمه. كما يجب تعليم الأطفال كيفية مضغ الطعام بشكل جيد قبل بلعه.

• إزالة الأشياء الصغيرة: تأكد من أن أي شيء قد يكون خطرًا على الطفل مثل الأزرار، العملات المعدنية، الألعاب الصغيرة، وأغطية البطاريات بعيدًا عن متناول اليد.

• التأكد من سلامة الألعاب: يجب أن تكون الألعاب المصممة للأطفال في سن صغير خالية من الأجزاء الصغيرة التي يمكن أن تؤدي إلى الاختناق. تحقق دائمًا من ملصقات الألعاب والمواصفات الخاصة بعمر الطفل.

رابعاً: كيفية التصرف في حالة الغصة

إذا كان الطفل يعاني من غصة ولم يكن المجرى الهوائي مغلقًا بشكل كامل، فإن التصرف السريع قد يساعد في تحريكه الجسم الغريب وإعادة التنفس الطبيعي للطفل. في حالة الغصة، يمكن اتخاذ الخطوات التالية:

1. التأكد من الوضع: إذا كان الطفل لا يستطيع التنفس أو يواجه صعوبة كبيرة في التنفس، يجب مراقبة حالته بعناية. إذا كان الطفل قادرًا على السعال أو التنفس، ينبغي تشجيعه على السعال بشدة لإزالة الجسم الغريب.

2. تشجيع السعال: يمكن للأطفال الأكبر سنًا محاولة السعال لإخراج الشيء العالق. يمكن للأم أو الأب أن يوجهوا الطفل إلى السعال بقوة وبشكل متكرر.

3. المناورة الخلفية (الضغط على الظهر): إذا كان الطفل صغيرًا جدًا أو غير قادر على السعال، يمكن اتخاذ خطوات إضافية مثل تقويم الطفل للأمام بزاوية 45 درجة ومن ثم الضغط برفق على ظهره بين شفرات الكتف. يمكن استخدام اليدين في تطبيق ضربات لطيفة.

4. استخدام حركة هيمليخ للأطفال: إذا لم تساعد المناورة الخلفية، يمكن للأم أو الأب محاولة القيام بحركة هيمليخ، حيث يتم تطبيق ضغط على البطن تحت القفص الصدري في محاولة لتحريك الجسم الغريب. يجب أن يتم ذلك بحذر وبتوجيه جيد.

خامساً: كيفية التصرف في حالة الاختناق الكامل

في حالة الاختناق الكامل، يجب أن يتصرف الأهل بسرعة لأن هذه الحالة تهدد الحياة. تشير الأبحاث إلى أن الطفل يحتاج إلى الحصول على المساعدة خلال دقيقتين من بدء الاختناق لمنع توقف التنفس أو تلف الأنسجة الدماغية بسبب نقص الأوكسجين. إليك الخطوات التي يجب اتخاذها:

1. التحقق من الوعي: إذا كان الطفل غير قادر على التنفس أو إصدار أصوات، يجب التأكد من أنه فاقد للوعي أم لا. إذا كان الطفل واعيًا ولكنه غير قادر على التنفس، يجب تحفيزه للسعال.

2. إجراء حركة هيمليخ: إذا كان الطفل لا يزال واعيًا، يمكن للأم أو الأب إجراء حركة هيمليخ. في حال كان الطفل أقل من سنة، يتم إجراء ضغط لطيف على منطقة البطن باستخدام إصبعين فقط. للأطفال الأكبر سنًا، يجب أن يتم تطبيق الضغط باستخدام اليدين في وضع عمودي.

3. إجراء التنفس الصناعي إذا لزم الأمر: إذا كان الطفل فاقدًا للوعي وتوقف التنفس، ينبغي القيام بالتنفس الصناعي بشكل فوري. يتم ذلك عن طريق إعطاء الطفل تنفسًا صناعيًا حتى تبدأ علامات الحياة في الظهور أو وصول المساعدة الطبية.

4. الاتصال بالإسعاف: في جميع الحالات الطارئة، يجب الاتصال بأرقام الطوارئ على الفور للحصول على المساعدة المتخصصة.

سادساً: بعد الحادثة – مراقبة الطفل

حتى إذا تم إخراج الجسم الغريب بنجاح، يجب مراقبة الطفل عن كثب لفترة من الوقت بعد الحادثة. قد يتعرض الطفل للإصابات نتيجة للاختناق مثل:

• إصابات في الحلق: إذا تعرض الطفل لعدة محاولات لإخراج الجسم الغريب، قد يشعر بألم في حلقه.

• الإصابات التنفسية: في بعض الحالات، قد يعاني الطفل من صعوبة في التنفس أو السعال المستمر نتيجة الاحتكاك في مجرى التنفس.

في حال ملاحظة أي من هذه الأعراض، ينبغي التوجه إلى الطبيب فورًا للتأكد من أن الطفل في حالة صحية جيدة.

في الختام

تعد حالات الغصة والاختناق من الحوادث التي قد تؤثر على الأطفال في أي وقت، وهي مواقف تتطلب استجابة سريعة ودقيقة. من خلال الفهم العميق لأسباب هذه الحالات وكيفية التعامل معها، يمكن تقليل المخاطر بشكل كبير. يُعد التحضير المسبق والتدريب على الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) من الأمور المهمة التي يجب على الوالدين تعلمها لضمان سلامة أطفالهم في حال وقوع الحوادث.