الرأسمالية تؤثر على الجغرافيا الاقتصادية بعدة طرق.
أولاً، تؤدي الرأسمالية إلى تكوين المناطق الاقتصادية المركزية والمتقدمة. عندما تتاح فرص الاستثمار والأعمال الجيدة في مناطق معينة، يتم جذب المزيد من رؤوس الأموال والموارد إلى تلك المناطق، مما يؤدي إلى نمو اقتصادي أعلى وتطور أسرع. وبالتالي، تتراكم الثروة في تلك المناطق الرئيسية، مما يؤدي إلى تفاقم الاختلافات الاقتصادية بين المناطق الغنية والفقيرة.
ثانيًا، تؤدي الرأسمالية إلى تشكيل شبكات الإنتاج والتجارة العالمية. تحرر الرأسمالية الأسواق وتزيد من الحركة الحرة للسلع والخدمات ورؤوس الأموال عبر الحدود. وبشكل طبيعي، تنجذب الشركات والمصانع والمكاتب الرئيسية إلى المناطق التي توفر فرصًا جيدة للإنتاج والتجارة. وبالتالي، تتشكل شبكات الإنتاج والتجارة العالمية حول هذه المناطق، وتتأثر الدول والمناطق الأخرى بالعوامل الاقتصادية العالمية.
ثالثًا، تؤثر الرأسمالية على التنمية الاقتصادية للمناطق الريفية والمناطق المهمشة. في ظل الرأسمالية، يتم التركيز بشكل أكبر على المناطق الحضرية والمناطق التجارية والصناعية المركزية. وبالتالي، تترك المناطق الريفية والمناطق المهمشة دون تطوير اقتصادي كافٍ، مما يؤدي إلى انعدام الفرص الاقتصادية وتراجع جودة الحياة في تلك المناطق.
بصفة عامة، يؤثر النظام الرأسمالي في تشكيل النمط الاقتصادي والجغرافي، حيث يزيد من التركيز والتراكم في المناطق الاقتصادية المركزية، ويؤثر في توزيع الثروة والفرص الاقتصادية بين المناطق المختلفة.