تؤثر الثقافة على التطور البشري بطريقة كبيرة، وذلك لأن الثقافة تشمل نمط الحياة والقيم والمعتقدات التي تتبناها المجموعات البشرية. وبما أن تلك النمط والقيم والمعتقدات يعتمد عليها سلوك البشر، فإنها تؤثر على تطوّر الجنس البشري على الصعيد الفكري والاجتماعي والاقتصادي والتكنولوجي.
على سبيل المثال، إذا كانت الثقافة التي تسود في مجتمع ما تحث على الإبداع والابتكار، فإن ذلك يشجّع الناس على تطوير تقنيات جديدة وخلق حلول جديدة للمشاكل المختلفة. وعلى العكس، إذا كانت الثقافة تشجّع على التمسك بالتقاليد والاحتفاظ بالعادات القديمة، فإن ذلك يعترض على التقدم والتطور.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تأثير الثقافة يمتد إلى سلوك البشر بشكل عام، فإذا كانت الثقافة تشجّع على العدالة والمساواة، فإن ذلك يؤدي إلى إنشاء مجتمع أكثر حرية وعدالة. وعلى العكس، إذا كانت الثقافة تشجّع على العنف والتعصب، فإن ذلك يؤدي إلى التوترات الاجتماعية والنزاعات المسلحة.
بشكل عام، فإن الثقافة تلعب دورًا رئيسيًا في تطوّر الإنسان وسلوكه وتؤثر عليه بطريقة كبيرة، وتحديدًا في مدى اتساع نطاق التعاون والتطور الاجتماعي والفكري والتقني.