ليبيا شهدت تدخلا دولياً كبيراً في الفترة منذ 2011 عندما أطاحت الثورة بنظام العقيد معمر القذافي ، وكانت جميع الأطراف الدولية متفقة على الحاجة إلى إعادة بناء ليبيا الذي عانى من عدة عقود من القمع والفساد.
وقد أفضى التدخل الدولي إلى انعدام الاستقرار السياسي والأمني في ليبيا، فقد تطورت الحالة الأمنية في البلاد إلى صراع مسلح بين العديد من الجماعات المسلحة والقوات الحكومية، كما استفحل الفساد والاقتصاد غير المستقر في البلاد. وقد استفادت بعض الأطراف من الانعدام الأمني في ليبيا، حيث تبنت بعض الجهات الإرهابية والتشددية فكر العنف وبدأت تنشط في البلاد، ما أسفر عن تسلل العديد من الجماعات المتطرفة إلى مختلف المناطق الليبية.
كذلك، قادت الضغوط المالية التي طالبت بها الدول الكبرى الحكومات الليبية بالتبعية للإصلاحات الاقتصادية الكبيرة، مثل خفض الدعم عن المواد الأساسية ورفع الأسعار، وهو الأمر الذي أثر على حياة المواطنين الليبيين عموماً.
بشكل عام ، فإن التدخل الدولي في ليبيا لم يحقق الأهداف المرجوة، بل عمل على تفاقم الأزمة الليبية ومن ثم تردي الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد.