في رحلة استكشاف الكواكب والفضاء، نجد أنظارنا تتجه نحو عجائب الكون، حيث تظهر لنا أكوان بعيدة تتنوع في خصائصها وتركيبها. واحدة من هذه العوالم الساحرة التي استحوذت على اهتمام علماء الفلك هي “كيبلر-32 c”. إنها إحدى الكواكب الغازية العظيمة التي تحمل في طياتها أسرارًا مثيرة تكشف عن تعقيدات لا حصر لها في تركيبها وخصائصها.
تأتي “كيبلر-32 c” كجزء من نظام نجمي بعيد يقع على بُعد يبلغ حوالي 1056.0 سنة ضوئية منا. يبرز هذا النظام النجمي بسطوعه الذي يبلغ 16.36 درجة، مما يجعله ينافس بروعته السماء اللامعة في سهوب الليل. تظهر الكوكب كشكل غريب يشبه كوكب نبتون، حيث يتمتع بخصائص مشتركة تجعله يشبه إلى حد كبير تلك العمالقة الغازية الزرقاء.
تم اكتشاف “كيبلر-32 c” في عام 2011، وكانت هذه اللحظة تاريخية في رصد الكواكب خارج نظامنا الشمسي. يعزى الاكتشاف إلى استخدام طريقة العبور (Transit)، حيث يتم رصد تغيير في سطوع النجم الأم عندما يعبر الكوكب أمامه. هذه الطريقة الدقيقة تسمح للعلماء بتحديد الخصائص الأساسية للكوكب، مثل حجمه ومداره.
فيما يتعلق بالخصائص الفيزيائية لـ “كيبلر-32 c”، يبرز تضاعف كتلته البالغ 0.5 مقارنةً بكتلة المشتري، مما يمنحه وزنًا فلكيًا يضاهي نصف كتلته. أما بالنسبة لقطره، فيتجاوز ضعف قطر الأرض، ما يجعله عملاقًا غازيًا ينافس بروعته الكواكب العملاقة في نظامنا.
تتميز مدار “كيبلر-32 c” بقربه الكبير من نجمه الأم، حيث يتوسط المسافة بينهما نسبة تقارب تبلغ 0.09 وحدة فلكية. وتدور الكوكب حول نجمه بفترة دوران قصيرة تقدر بحوالي 0.024093088 يوم، مما يجعله يعيش في عالم من التسارع والديناميات الفلكية المتقدمة.
لا يظهر أي تمييز في شكل مدار “كيبلر-32 c”، حيث تكون الشذوذ في مداره (الانحراف عن المدار المستديم) قريبًا جدًا من الصفر، مما يشير إلى أن حركته حول نجمه تتسم بالاستقرار والانتظام.
في الختام، يظهر “كيبلر-32 c” كجسم فلكي غامض وفريد، يتحدى فهمنا لتشكيل الكواكب وتفاعلاتها في هذا الكون الواسع. إنه رمز للجمال الطبيعي والغموض، يمنحنا فرصة لاستكشاف أعماق الفضاء وفهم أسراره الكونية.