في أعماق السماء الفسيحة تتجسد روائع الكون، ومن بين هذه الروائع، يبرز كوكبٌ بأسماء تحمل في طياتها أسرار عليا. إنه كوكب “كيبلر-15 b”، الكوكب العملاق الذي يحمل بين جنباته لغزاً فلكياً يثير الدهشة والتساؤلات. يتمتع هذا الكوكب بموقعه البعيد عنا بمسافة تبلغ 2412.0 سنة ضوئية، حيث يظهر في سماء الليل بريقه بدرجة ضوء نجمي تبلغ 13.81 درجة.
يندرج “كيبلر-15 b” تحت فئة الكواكب العملاقة الغازية، تلك العمالقة الفضائية التي تتميز بهياكلها السحابية الضخمة والجاذبية القوية. تم اكتشاف هذا الكوكب الساحر في عام 2011، ومنذ ذلك الحين أصبح محط اهتمام العلماء والفلكيين الذين يسعون إلى فهم أعماقه وأسراره.
فيما يخص السمات الفيزيائية لـ “كيبلر-15 b”، يظهر أنه يتمتع بكتلة تعادل 0.66 كتلة نصف قطر كوكب المشتري، وقطر يبلغ 0.96 قطر مشتري. يتجلى الجمال الكوني في مداره الدائري، حيث يدور حول نجمه الأم بشكل يسير على بعد يبلغ 0.05714 وحدة فلكية، مكملاً دورته في زمن قدره 0.013415469 عام.
تبرز معلومة مثيرة حول خصائص مدار “كيبلر-15 b”، حيث يظهر أنه يتميز بشكل طفيف بالانحراف عن المدار المستدير، إذ يبلغ الاستدارة فيه نسبة 0.06. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع باستخدام طريقة العبور (Transit)، حيث يلاحظ العلماء التغيرات في سطوع النجم الأم عندما يعبر الكوكب أمامه، مما يشير إلى وجود هذا الجسم السماوي الضخم.
إن “كيبلر-15 b” يشكل لغزاً كونياً يستدعي استكشافاً عميقاً وتحليلاً دقيقاً لفهم طبيعته وأصله. هذا العملاق الغازي الذي يرقى إلى جماليات السماء يظل محط إعجاب العلماء، الذين يسعون إلى كشف الستار عن أسراره وفهم أعماقه الغامضة.