في هذا الزمن البعيد الذي نغوص فيه في أسرار الكون، تكمن إحدى الدرر الفلكية في كوكب بديع يُعرف بإسم “كيبلر-1384 ب”. إنه عالمٌ جديد ينتظر بفارغ الصبر أن يكشف لنا عن أسراره وخباياه الفلكية المثيرة. تحيل الأرقام والمقاييس الضخمة التي تعرفنا بها على مدى روعة هذا الكوكب البعيد، الذي يقع على بُعد يناهز 2016 سنة ضوئية عنا، ما يجعله جوهرة ثمينة في سماء الفلك.
ينتمي كوكب كيبلر-1384 ب إلى فئة الكواكب الضخمة المعروفة بإسم “الأرض العظيمة”، حيث يُصنف تحت تصنيف “الأرض الفائقة” بسبب حجمه الكبير الذي يزيد عن حجم الأرض بمعامل يصل إلى 4.42 مرة. يشير مُعدل الكتلة هذا إلى كميات هائلة من المواد والعناصر التي تكوّن هذا الكوكب الفريد في تشكيلته.
وما يُثير الدهشة أكثر هو الشكل الخارجي الذي يتميز به كيبلر-1384 ب، إذ يُصف بأنه “الأرض الفائقة” بسبب نصف قطره الذي يتجاوز نصف قطر الأرض بمعامل يصل إلى 1.94. يعكس هذا الفارق الهائل في الأبعاد عن مقدار الجاذبية الذي يُشعر به الكائنات التي قد تعيش على سطحه، حيث تكون القوى الجاذبية هنا أضعاف مُضاعفة لتلك التي نعرفها على كوكب الأرض.
فيما يتعلق بالحياة الفلكية لكيبلر-1384 ب، يتداول حوله الكثيرون بأنه ينتمي إلى نظام نجمي يُعرف بـ “الكيبلر-1384″، والذي يتميز بسطوع نجمه بمقدار يبلغ 15.7578 درجة. هذا النجم اللامع هو الذي يضيء سماء هذا العالم الغامض ويُشكل المصدر الرئيسي للطاقة اللازمة لحياة الكائنات المحتملة داخله.
تم اكتشاف كيبلر-1384 ب في سنة 2016، وكانت وسيلة اكتشافه هي من خلال طريقة العبور أو ما يُعرف بـ “طريقة العبور الكوكبي”، حيث يمر الكوكب أمام نجمه الأم، مما يسبب تغييرًا في سطوع النجم يمكن رصده من خلال التلسكوبات الفلكية. هذه الطريقة الدقيقة للكشف عن الكواكب تُعد إنجازًا كبيرًا في علم الفلك وتفتح الأبواب أمام فهم أعماق الفضاء.
الكوكب يدور حول نجمه المضيء في مدار دائري يبلغ نصف قطره 0.1126 وحدة فلكية، ويستغرق فترة دورانه حول النجم نحو 0.042162903 سنة. وبالرغم من أنه لا يظهر أي انحراف في مداره، إذ تبلغ الشذوذية الزاوية لمداره 0.0، إلا أن النظر إلى هذا الكوكب يفتح أمامنا نوافذ على تعقيدات الحركة الفلكية التي تتلاعب بها القوى الكونية.
في الختام، يُظهر لنا كوكب كيبلر-1384 ب أن عالمنا الفلكي غني بالألغاز والاكتشافات الجديدة. إنه ليس مجرد كوكب بعيد، بل عالم مدهش يلفه الغموض والتفاصيل الفلكية الرائعة التي تنتظر بفارغ الصبر أن نكتشفها ونستكشفها في رحلاتنا المستقبلية إلى أعماق الفضاء اللامتناهي.