في سماء اللامتناهيّة، تتلألأ نجوم عديدة، وتخفي خلف أفقيّها البعيد العديد من الأسرار الكونيّة الساحرة، ومن بين تلك النجوم المتلألئة، نجد نجمًا يُدعى Kepler-1812، يتوسط فضاءات الكون بألقه ورونقه. وفي تلك الفضاءات البعيدة، نكتشف إحدى الكواكب المدهشة التي أخذت اسمها من نجمها الوالد، Kepler-1812b.
تعتبر Kepler-1812b إحدى ألواح اللغز الفلكيّة، حيث تتميز بموقعها البعيد عنا بمسافة تبلغ 4597 وحدة فلكيّة، وتتسم بلمعان نجمها الأم Kepler-1812 بشدة، حيث يبلغ معدل اللمعان (التألق) النجمي 15.631 درجة.
تتميز Kepler-1812b بأنها من نوع الكواكب الشبيهة بكوكب نبتون، حيث تحمل في طياتها ألغازاً كونيّة تستحق الاستكشاف والتفكير. تم اكتشاف هذا العالم الغامض في عام 2021، حيث انفتحت أمام علماء الفلك أبواب جديدة لفهم أسرار هذا الجسم السماوي البعيد.
فيما يتعلق بالخصائص الفيزيائيّة لهذا العالم الغامض، نجد أنه يتميّز بكتلة متعددة تعادل 6.01 مرّة كتلة الأرض، مما يجعله ينتمي إلى فئة الكواكب ذات الكتل الضخمة. ولتوضيح هذا الأمر بشكل أدق، يُعبر مضاعف الكتلة عن كمية المادة المتواجدة في Kepler-1812b بالمقارنة مع الأرض.
تظهر الشمس الصغيرة لكوكبنا البعيد، إذ يظهر نصف قطر Kepler-1812b بنسبة 0.207 مقارنة بنصف قطر المشتري، وهو مؤشر آخر على الطبيعة الفريدة لهذا العالم. وكلما اقتربنا من تحليقنا حول هذا الكوكب، نجد أنه يتحرك في مدار دائري يتميّز بنصف قطر يبلغ 0.0765 وحدة فلكية، حيث يتجاوز مداره حول نجمه الأم بشكل آسر.
تأخذ Kepler-1812b حوالي 0.019712524 سنة لاكتمال دورتها الدائرية حول نجمها الأم، مما يجعل فترة دورانها أكثر قصرًا بكثير من الفترة التي يحتاجها الأرض لدورانها حول الشمس. تلك الفترة القصيرة تضيء لنا على سرعة حولها الساحر في هذا الفضاء الواسع.
رغم جمالها الخارجي والمعلومات الرائعة التي نعلمها عن Kepler-1812b، فإن وسيلة اكتشافها كانت باستخدام طريقة العبور (Transit)، حيث تم رصد تلك اللحظات التي يمر فيها الكوكب أمام نجمه الأم، مما أدى إلى اكتشافه وفهم تكوينه وخصائصه بشكل أفضل.
وهكذا، يظهر Kepler-1812b ككوكب مليء بالغموض والجمال في عوالم الكواكب البعيدة، حيث تستمر مساهمات الفلكيين في كشف أسرارها وتفسير خباياها، ليس فقط كجسم سماوي بعيد، ولكن كلوحة فنية تستحق الاستكشاف والتأمل في سحرها الخفي.