في سماء اللامتناهية، حيث تتجول الكواكب وتلعب أدوارها في عرض هائل من الفضاء، نجد أحد الأكوان السماوية المثيرة والمعقدة، والتي تروي لنا حكاية كوكب غامض يدعى Kepler-138 c. يندرج هذا الكوكب في صنف فريد يُعرف بـ “الأرض العظيمة” أو Super Earth، حيث تتميز بخصائص تجعلها تلهم الفضول والاهتمام.
تتمركز Kepler-138 c على بُعد يبلغ حوالي 218.0 سنة ضوئية من الأرض، وهي مسافة تأخذنا بعيدًا إلى أفق الفضاء الذي يبدو لا نهاية له. يُلاحظ هذا الكوكب بواسطة مقياس ضوء النجم، حيث يظهر لنا بتوهج يبلغ 13.04 درجة من السطوع، مما يضفي عليه طابعًا خاصًا في سماء الليل.
تم اكتشاف Kepler-138 c في عام 2014، ومنذ ذلك الحين أصبح مصدرًا للدراسات والتحليلات المتقدمة. يتميز هذا الكوكب بكتلة تُقدر بنحو 2.3 مرة من كتلة الأرض، مما يمنحه وزنًا فائق الثقل يثير الفضول حول تكوينه الداخلي وتأثير ثقله على الظروف البيئية.
وكما هو الحال مع الكتلة، يظهر نصف قطر Kepler-138 c بتضخم يصل إلى 1.51 مرة من نصف قطر الأرض. هذا يتيح للعلماء فهم التباينات في بنيته الجيولوجية والجوية، مما يلقي الضوء على الظروف التي قد تكون قائمة على سطحه.
لا يقتصر فضولنا على بنية الكوكب فحسب، بل يمتد إلى مداره وحركته في فضاء لا نهائي. يدور Kepler-138 c حول نجمه الأم بمسافة تبلغ حوالي 0.0913 وحول نفسه بفترة دوران تستغرق نحو 0.03778234 يومًا، مما يجعله ينخرط في رقصة متناغمة مع قوانين الجاذبية والديناميات الكونية.
رغم عظمة هذا الكوكب، يظهر عليه انحراف طفيف في مداره بنسبة 0.02، ما يشير إلى تنوع في حركته الدورية. يعود الفضل في اكتشافه إلى طريقة العبور أو الكسوف الذي يتسبب فيه عبور الكوكب أمام نجمه.
وفي سياق ذلك، تُطلق التقنيات الحديثة في مجال علم الفلك على اكتشاف Kepler-138 c مظاهر جديدة وتحليلات عميقة، مما يفتح الباب أمام العديد من الأسئلة والتحديات العلمية. يُظهر ذلك كيف يمكن للكواكب الخارجية لنظامنا الشمسي أن تكون مصدر إلهام لفهم أعماق الكون وأسراره اللامتناهية.