في العمق السحيق للسماء، تتوسع عجائب الكون لتشمل عوالم لا تعرف حدوداً. تلك العوالم التي تدور حول نجوم بعيدة تقدم لنا لغزاً جديداً يستحق الاستكشاف والتأمل. أحد هذه الكواكب الغامضة هي K2-403 b، والتي تعد واحدة من تلك الكواكب البعيدة التي تحمل في طياتها أسراراً فلكية مثيرة.
تظهر K2-403 b في السماء كنقطة ضعيفة تتلألأ بشكل خافت، إذ تبعد عنا بمسافة تبلغ 804.0 سنة ضوئية. يتلألأ نجمها الأم، الذي يحمل درجة لمعان قدرها 12.305، بشكل يتسلل إلى الليل الساكن. إنها رقصة فلكية بين الكواكب والنجوم، تحكي قصة الكون بأسراره وعجائبه.
تتميز K2-403 b بطابعها الفريد، إذ تعد من الكواكب الشبيهة بكوكب نبتون. تكشف البيانات الواردة عن اكتشاف هذا العالم الساحر في عام 2022، حيث تمت دراستها بعناية فائقة لفهم أبعادها وخصائصها. تتمثل واحدة من أبرز السمات في كوكب K2-403 b في كتلتها المذهلة، إذ يتجاوز وزنها ضعفين وأربعين وستة بالمائة من وزن الأرض، مما يجعلها تنتمي إلى فئة الكواكب العملاقة.
عندما نتحدث عن الأبعاد، يبرز تأثير كوكب K2-403 b بواسطة نسبة نصف قطرها إلى نصف قطر المشتري. حيث يظهر أنها تمتلك قطراً يعادل 47.6 في المائة من قطر المشتري، مما يجعلها تحمل ملامحاً مميزة تميزها عن باقي العوالم.
تدور K2-403 b حول نجمها الأم بمسار فلكي محير وصعب التنبؤ به، حيث يظهر أن المسافة الزمنية للدورة الدورانية لها تبلغ حوالي 0.09199178 عام. تكمن تحديات التوقع في طابعها الاستثنائي، إذ تعتبر الطريقة المستخدمة في اكتشافها هي عبور الكواكب أمام نجمها (Transit)، وهو أسلوب يتطلب دقة فائقة في الملاحظات وفي فهم الظواهر الفلكية.
مع كل هذه المعلومات، يظهر K2-403 b كنافذة فريدة نحو عوالم لا تنتهي، حيث يتحد الفضول البشري مع جهود العلماء لاستكشاف هذا العالم البعيد وفهمه بشكل أفضل. إن كل رقعة في السماء تحمل قصة خاصة بها، وكوكب K2-403 b يعد واحداً من تلك القصص الملهمة التي تكشف لنا عن عظمة الكون وغموضه اللانهائي.