في إحدى الزوايا البعيدة والغامضة للكون، يتلألأ نجمٌ يحمل اسمًا لامعًا يُدعى HD 3167، ويقع على بُعدٍ يبلغ حوالي 154.0 سنة ضوئية عن الأرض. يظهر هذا النجم في سماء الليل بلمعان يبلغ 8.97 درجة من اللمعان النجمي، مضيءًا كجوهرة ثمينة في قلب الظلام الفضائي.
وفي هذا السياق السحري، يكمن عالم آخر مدهش يُدعى HD 3167 b، وهو كوكب عظيم يُصنف بوصف “سوبر إرث”، حيث يتمتع بخصائص فلكية استثنائية تثير الدهشة والفضول. تم اكتشاف هذا العالم السماوي الرائع في عام 2016، عندما ألقى عليه الباحثون أضواء التفتيش واكتشفوا آثاره في السماء المظلمة.
يتميز HD 3167 b بكتلة هائلة تعادل 4.73 مرة من كتلة الأرض، مما يجعله ينتمي إلى فئة الكواكب الفائقة الكتلة. ولتعكس أبعاده الضخمة، يُقارن قطره بتلك الخاصة بالأرض، حيث يكون مضاعف القطر هو 1.627، مما يجعله كوكبًا ذا أبعاد هائلة تتفوق على الكواكب المألوفة.
في مداره حول HD 3167، يندرج HD 3167 b في فجوة صغيرة لكنها حاسمة تبلغ نسبتها 0.01802، مما يجلبه ليدور حول نجمه الأم بأسرع من الكواكب الأخرى في النظام. ومع زمن دورته الفلكية الذي يعادل 0.0027378509 من الأيام الأرضية، يعيش هذا الكوكب تحت إيقاع سماوي سريع يُضفي عليه سحرًا فلكيًا فريدًا.
لا يقتصر إعجابنا بـ HD 3167 b على حجمه الهائل وحركته الكونية الرائعة، بل يمتد إلى خصائصه الفيزيائية الأخرى. تظهر طريقة اكتشافه بوضوح، حيث تم الكشف عنه باستخدام طريقة العبور أو الانتقال، حيث يتم رصد تغييرات طفيفة في لمعان النجم الأم عندما يمر الكوكب أمامه.
وفي محاولة لفهم تركيب HD 3167 b بشكل أعمق، يظهر أن لديه زاوية انحراف تصل إلى 0.1، مما يعني أن مداره قد يظهر بشكل بسيط عن المدار المستديم، مما يضيف لغزًا إضافيًا لهذا العالم الغامض.
بهذه الطريقة، يندمج HD 3167 b في سيمفونية الكون بألحانه الخاصة، محملاً بالأسرار والتحديات التي تدفع علماء الفضاء إلى مواصلة البحث والاستكشاف، سعيًا وراء فهم أعماق هذا العالم الفلكي البعيد والمثير.