في سماء اللامكان، حيث ينسج الكون قصصاً ملهمة، تبرز كواكب النظام الشمسي معجزات فلكية تعكس جمال الطبيعة الكونية. تندرج إحدى هذه الكواكب تحت اسم HD 23472 c، حيث تنطوي على أسرار وخصائص فريدة تلفت انتباه علماء الفضاء والباحثين في ميدان علم الفلك.
عندما نتأمل مسافة تلك الكوكب الرائعة عنا، ندرك أنها تتخذ موقعاً في السماء يبلغ ابتعاده عنا 127 سنة ضوئية. هذا يعني أن الضوء الذي يتلألأ منها الآن قد انطلق في رحلته قبل 127 عاماً، رحلة عبر الفراغ العميق ليصل إلى عيوننا الفضائية في الوقت الحاضر.
تتسم HD 23472 c بلمعانها الفائق، حيث تظهر بسطوع يصل إلى 9.73 درجة نجومية. هذا الرقم يشير إلى الكمية الظاهرة للضوء الذي تنبعث من هذه الكوكبة البعيدة. ورغم بُعدها الكوني، فإن هذا اللمعان يظهر للمراقبين الأرضيين كنقطة قوية في قلب السماء.
تعتبر HD 23472 c نوعاً فريداً من الكواكب، حيث تُصنف بأنها “سوبر إيرث”، وهي تصنيف يشير إلى وجود تشابه بين خصائصها وتلك الخاصة بكوكب الأرض. وبالفعل، يبدو أنها تحمل في جعبتها أسرار الحياة والظروف الملائمة للوجود الحي.
اكتشف العلماء HD 23472 c في عام 2019، ومنذ ذلك الحين، توالت الدراسات لفهم المزيد عن هذه الجوهرة الكونية. تبلغ الكتلة الخاصة بها مضاعفة بنسبة 3.41 مقارنة بكتلة الأرض، مما يشير إلى وجود كتلة هائلة قد تؤثر بشكل كبير على خصائصها الفيزيائية.
تبرز الأبعاد الرائعة لهذه الكوكبة أيضاً، حيث يبلغ نصف قطرها مضاعفة بنسبة 1.87 مقارنة بنصف قطر الأرض. هذا الاختلاف في الأبعاد يُضفي عليها مظهراً فريداً وشكلاً خاصاً في رحلتها الدائرية حول نجمها.
تدور HD 23472 c في فلكها بمسافة تقارب 0.1646 وحدة فلكية، مما يجعلها تحظى ببيئة فلكية فريدة ومثيرة للاهتمام. تستغرق حول محورها الدوري في زمن يعادل تقريباً 0.08158795 سنة، مما يعكس سرعة دورانها الرائعة حول نجمها.
تتمتع HD 23472 c بشكل إضافي بخاصية الانحراف المداري، حيث يبلغ الانحراف 0.06. هذا الخصائص يضفي على حركتها حول نجمها لمسة من التعقيد والتفرد.
تم اكتشاف هذا العالم الرائع باستخدام أسلوب العبور الكوني، حيث تم رصد تغييرات طفيفة في لمعان النجم عندما يمر الكوكب أمامه. هذا الأسلوب الدقيق يمكن العلماء من استنتاج العديد من الخصائص المهمة للكوكب، مما يسهم في إثراء معرفتنا بأسرار الفضاء.
في النهاية، تظل HD 23472 c نقطة ساطعة في سماء الفضاء، تروي قصة ملهمة عن الجمال الكوني والألغاز الفلكية. إنها تذكير مذهل بتعقيدات وعجائب الكون التي تنتظر اكتشافها وفهمها.