عندما ننظر إلى سماء الليل ونستمع إلى ألحان الكواكب والنجوم، نجد أن عالم الفضاء ينبض بالأسرار والتحديات التي تتيح لنا فهم أعماق الكون ومكوناته المعقدة. واحدة من تلك الكواكب الرائعة التي تتميز بمعلومات مثيرة هي “إتش دي 10180 دي”، فتلك الكوكب البعيد الكائن في نجمية بعيدة يحمل معه العديد من الألغاز والخصائص الفريدة التي تثير فضول العلماء والباحثين.
توجد كوكب HD 10180 d على بُعد يناهز 127 سنة ضوئية عنا، يمثل جزءًا من نظام النجم HD 10180، حيث يظهر النجم الأم بسطوع مغرٍ يبلغ 7.33 درجة نجمية. هذا الكوكب، الذي يشبه في بنيته كوكب نبتون، تم اكتشافه في عام 2010، ومنذ ذلك الحين أصبح محط اهتمام العديد من العلماء الذين يتساءلون عن أسراره وتكوينه.
ما يميز HD 10180 d هو كتلته الهائلة بمعامل يبلغ 11.75 مرة كتلة الأرض، مما يجعله أحد أثقل الكواكب المعروفة حتى الآن. بالمقارنة مع كوكبنا الأزرق، يظهر نصف قطره بمعامل 0.308 مقارنة بقطر المشتري. وعندما نتحدث عن مداره، فإن HD 10180 d يدور حول نجمه الأم على بُعد يبلغ 0.12859 وحدة فلكية، ويستغرق فترة دورانه حوالي 0.044900753 يوم. تتميز مداره بإرتفاع تدني نسبي لديه إلى الشمس بنسبة 0.13، ما يضيف للغموض الذي يحيط به.
وكيف تم اكتشاف هذا الكوكب البعيد؟ تم استخدام أسلوب الكشف بالسرعة الشعاعية، حيث تم رصد تأثير كتلة HD 10180 d على حركة نجمه الأم باستمرار. هذه التقنية تعتمد على تغيير في الطول الموجي للضوء الذي يصدره النجم نتيجة للحركة الدورانية للكوكب حوله. إن هذا الأسلوب الدقيق يسمح للعلماء بتحديد خصائص الكواكب بدقة، وهو ما أتاح لهم الوقوف على خصائص HD 10180 d بشكل دقيق.
في النهاية، يُعَدّ كوكب HD 10180 d إضافة مهمة لقائمة الكواكب البعيدة التي تشد انتباه الإنسان نحو أبعاد الكون وغموضه. يظهر لنا هذا الكوكب البعيد كنافذة مفتوحة نحو فهم أعماق الكون، وفي كل تفاصيله الفريدة نجد سرًا ينتظر الكشف عنه، مما يضيف لروعة السماء وتعقيدات الكواكب في هذا الكون اللامتناهي.