في عام 1343، في الثامن عشر من شهر أكتوبر، وبين الساعة الأولى والثانية من الليل، وقعت صدمة كبيرة تسببت في أحداث مدمرة على سواحل بحر مرمرة ومضيق البوسفور في تركيا. نتيجة للصدمة، ارتفعت مياه البحر إلى ارتفاع يُعتقد أنه وصل إلى مستوى الإنسان، مما أدى إلى فيضان الساحل على مسافة كبيرة، وألقى السفن الشراعية في الموانئ على اليابسة. في بعض المناطق، تقدمت المياه بمقدار 10 استاديا (1.8 كم) داخل اليابسة، مما أسفر عن اجتياحها للناس والمواشي والقطعان، وغرقها جميعًا. وعندما انحسرت المياه بعد الفيضان الشديد والتذبذب الكبير، تركت البحر اليابسة مليئة بالأسماك الميتة ومغطاة بالطين. ولم يُعرف بالضبط مكان وقوع هذا الحدث، لكن يُعتقد أنه حدث على طول الأجزاء ذات المنخفضات على ساحل تراقيا حيث تسببت موجة البحر في أضرار إضافية.
ويُقال إن البحر ارتفع في القسم البحري لمدينة القسطنطينية مما أدى إلى انهيار بعض الأجزاء، جنبًا إلى جنب مع الأبراج، واندفاع المياه إلى مدينة ستافروس (إسطنبول الآن) على الساحل الشرقي للبوسفور شمال شرق سكوتاري. في المناطق المفتوحة، غمرت المياه المباني المقامة بالقرب من الساحل، مما تسبب في انهيار المنازل، وحتى جعلت السياجات في الكروم والبساتين تسقط، مع تراكم الأنقاض في الشوارع.
في العام التالي، 1344، في منتصف الخريف، شهدت القسطنطينية، وسوريا، ومصر، اهتزازات عديدة وعنيفة، حيث غمرت المياه شواطئها في القسطنطينية، وحدثت فيضانات مدمرة فيها.
وفي 14 أكتوبر من نفس العام، وقعت صدمة قوية في بحر مرمرة، حيث هزت البحر بقوة وسببت تدميرًا كبيرًا في القسطنطينية، حيث انهارت العديد من المنازل ومعظم أسوار المدينة. خلال الصدمة، غمرت موجة كبيرة الشاطئ لمسافة كبيرة، تجاوزت الميل واحد في بعض الأماكن، وفي بعض المواقع جرفت الموجة عددًا من السفن التي كانت في الميناء أو كانت تبحر قرب الساحل، وصدمتها على اليابسة. ولقد لقي العديد من الأشخاص حتفهم في هذه الكارثة. وعندما انحسرت المياه، تركت الكثير من الأسماك على الشاطئ.
تعد هذه الأحداث من أكثر الكوارث تأثيرًا في تاريخ المنطقة، وتذكير قوي بقوة الطبيعة وهشاشة البنية التحتية أمامها.