“كلمات الدكتور داهش” هو عمل يحمل في طياته جوهر العمق والتأمل، فهو ليس مجرد تجميع لكلمات عابرة بل هو نتاج تأملات دقيقة قام بها الدكتور داهش على مدار عام كامل، حيث قرر أن يسجل في كل يوم من أيامه كلمة تعبر عن مشاعره وأفكاره وتأملاته في الحياة. ومع نهاية تلك السنة، تجلى أمامه مجموعة متنوعة وغنية من الحكم والخواطر، شكلت جوهر هذا الكتاب.
في صفحات “كلمات الدكتور داهش”، نجد أن المؤلف قد عكس فيها مرايا نفسه بكل صدق وصراحة، متناولاً مختلف الجوانب في حياته وعواطفه وأفكاره، سواء كانت لحظات من الفرح والسعادة، أو لحظات من الحزن والشك والحنين. ولا تقتصر كلماته على وصف حالته الشخصية فحسب، بل تتجاوز ذلك لتشمل آرائه وتفكيره في مواضيع مختلفة مثل دور المرأة في المجتمع، وأهمية الصداقة، وقيمة الكتب في الحياة، وضرورة الحرية، وظلم الأنظمة، وعمق المفهومين للحياة والموت، وتأملاته في الدين والإيمان، بالإضافة إلى التفكير في السعادة والشقاء.
تتسم آراء الدكتور داهش بالقسوة في بعض الأحيان، ولكنها قسوة تنبع من عمق التفكير والحياة الصعبة التي عاشها، فهي قسوة عادلة تعبر عن تجاربه الصعبة ومعاناته في سبيل فهم الحقيقة والوصول إلى النضج الفكري. ورغم أن “كلمات الدكتور داهش” ليست مجرد تأملات نظرية أو فلسفية بل هي نتاج تجارب وتحديات مريرة في الحياة، إلا أن من يقرأها يستشعر عمق التفكير والتجربة الحياتية التي شكلت رؤاه وآرائه.
يثير هذا الكتاب تساؤلات حول كيفية استطاعة شاب في منتصف العمر العشرين أن يصل إلى مستوى عمق فكري وروحي كهذا؟ وربما يكون الجواب على هذا التساؤل موجوداً في اطلاعنا على حياته وتجاربه وفلسفته، حيث أنها تعكس رحلة طويلة ومريرة من البحث والتجربة والتأمل في الحياة.
في النهاية، “كلمات الدكتور داهش” ليست مجرد مجموعة من الكلمات بل هي مرآة تعكس حياة الكاتب وفلسفته وتجاربه، وتعتبر مصدرًا للتأمل والاستفادة لكل من يسعى لفهم عمق الحياة وتعقيداتها.