كل نفس تأخذه: جوديث مكناوت بين الرومانسية والتشويق في رواية مثيرة

كل نفس تأخذه: رواية لجوديث مكناوت

تُعتبر روايات جوديث مكناوت، التي تحظى بقاعدة جماهيرية واسعة، من أبرز الأعمال الأدبية التي تجمع بين الرومانسية، والتشويق، والإثارة. تُعرف مكناوت بقدرتها الفائقة على بناء شخصيات لا تُنسى ونسج قصص تتسم بالإثارة والتشويق، مما جعلها واحدة من الكاتبات الأكثر مبيعًا في نيويورك تايمز. وفي روايتها الأخيرة “كل نفس تأخذه” (Every Breath You Take)، تعود مكناوت إلى أسلوبها المحبب وتجذب القراء من خلال قصة تجمع بين الغموض الرومانسي والتشويق الدرامي.

تدور أحداث الرواية في مدينة شيكاغو، حيث تفتتح الرواية بأجواء من الفخامة والرقي عبر تصوير قصر وايت العتيق الذي يعلو تلة مغطاة بالثلوج، والذي يُعد رمزًا للنجاح والسعادة. يتناول الكتاب قصة الملايين التي لا تُعوض الغياب المفاجئ والشاذ لحفيد الثري، ويليام وايت، الذي اختفى قبل عيد ميلاده الثمانين، تاركًا خلفه لغزًا محيرًا حول مصيره. تكتشف الرواية أن جميع المحاولات التي بذلها أفراد العائلة، والشرطة، ووسائل الإعلام لحل اللغز باءت بالفشل، حيث تشير الأدلة إلى تورط الأخ غير الشقيق، ميتشيل وايت، في القضية.

تُعقد الرواية في أجواء من التوتر حيث يشتبه في كل من يحيط بالحادثة، وبالأخص في كيت دونوفان، التي كانت في البداية ضحية لظروف غير متوقعة على جزيرة استوائية، حيث كانت لقاءاتها الرومانسية مع ميتشيل وايت تصدرت الأحداث. يُكتشف أن كيت أصبحت في دائرة الشك، إذ تثار حولها أسئلة وشكوك بعد تورطها مع ميتشيل، الذي يظهر كصديق محتمل وخطير في نفس الوقت.

تعتمد مكناوت على الأسلوب السردي المشوق، الذي يجمع بين الرومانسية القوية والتشويق الدرامي، لتشويش الحدود بين الخير والشر، وبين الحب والخيانة. يتعزز الغموض والتوتر في الرواية من خلال الشخصيات المعقدة والعلاقات المتشابكة التي تشكل نسيج القصة. وكما هو الحال في أعمال مكناوت السابقة، فإنها تجلب أجواء من الفخامة والجاذبية التي تميزها، مما يجعل الرواية تجربة قراءة فريدة وشاملة.

تُختتم الرواية بحل اللغز بطرق غير متوقعة، مما يضيف عنصر المفاجأة والإثارة إلى القصة. تمثل “كل نفس تأخذه” إضافة قوية إلى مكتبة مكناوت الأدبية، حيث تقدم قراءة مشوقة تجمع بين الإثارة والرومانسية، وتستمر في الحفاظ على مستوى عالٍ من جودة الكتابة الذي عُرفت به.

أُصدرت “كل نفس تأخذه” عن دار بالنطين للكتب في ديسمبر 2005، وتعتبر مثالاً على كيفية نجاح مكناوت في دمج عناصر مختلفة من الحب والتشويق لخلق تجربة قراءة ممتعة وجذابة.