كل ما يجب معرفته عن اللاكتوز

ما هو اللاكتوز؟

اللاكتوز هو نوع من السكر الطبيعي الذي يوجد في الحليب ومنتجاته. يعتبر اللاكتوز من الكربوهيدرات الثنائية (Disaccharides)، حيث يتكون من جزئين من السكر البسيط، هما الجلوكوز والجلاكتوز. يتم هضم اللاكتوز بشكل رئيسي في الأمعاء الدقيقة بواسطة إنزيم يسمى “اللاكتاز”، الذي يعمل على تفكيك اللاكتوز إلى جلوكوز وجلاكتوز ليتم امتصاصهما في مجرى الدم.

توجد العديد من الدراسات التي تشير إلى أهمية اللاكتوز في نظامنا الغذائي كجزء من المغذيات الأساسية، لكنه قد يمثل تحديًا لبعض الأشخاص الذين يعانون من حساسية أو نقص في الإنزيم اللاكتاز. في هذا المقال، سنتناول كل ما يتعلق باللاكتوز، بدءًا من تعريفه، وصولًا إلى تأثيراته الصحية، وتوافره في الأطعمة، إضافة إلى سبل التعامل مع مشكلات الهضم المرتبطة به.

خصائص اللاكتوز

اللاكتوز هو سكر موجود في الحليب ومنتجات الألبان مثل الجبن واللبن الزبادي. لا يتمكن الجسم من امتصاص اللاكتوز بالكامل إلا إذا تم تكسير الجزيئات بواسطة إنزيم اللاكتاز. اللاكتوز لا يعد المصدر الوحيد للطاقة في الحليب، ولكنه جزء أساسي من تركيبة الحليب الطبيعي حيث يساهم في إمداد الجسم بالطاقة اللازمة.

عند تفكيك اللاكتوز بواسطة إنزيم اللاكتاز، ينقسم إلى جزئين بسيطين: الجلوكوز والجلاكتوز. الجلوكوز هو السكر الذي يستخدمه الجسم بشكل رئيسي للحصول على الطاقة، في حين أن الجلاكتوز يدخل في تكوين العديد من الوظائف الحيوية الأخرى داخل الجسم مثل بناء الخلايا العصبية.

مصادر اللاكتوز في الغذاء

تعد الحليب ومشتقاته المصادر الرئيسية للاكتوز في الطعام. تتضمن هذه المصادر:

1. الحليب الطازج: الحليب الكامل، الحليب قليل الدسم، أو الحليب الخالي من الدسم.

2. الجبن: على الرغم من أن معظم أنواع الجبن تحتوي على كميات منخفضة من اللاكتوز مقارنة بالحليب، إلا أن بعض الأنواع مثل الجبن الطازج تحتوي على مستويات أعلى.

3. الزبادي: يحتوي الزبادي على اللاكتوز، لكن من المهم ملاحظة أن البكتيريا الحية في الزبادي قد تساهم في هضم بعض من هذا اللاكتوز، مما قد يجعل الزبادي أسهل في الهضم مقارنة بالحليب.

نقص إنزيم اللاكتاز وحساسية اللاكتوز

يعاني بعض الأشخاص من مشكلة صحية تتعلق بعدم القدرة على هضم اللاكتوز بشكل طبيعي. يُعرف هذا بالحالة الطبية المعروفة بـ “عدم تحمل اللاكتوز”. يحدث عدم تحمل اللاكتوز عندما لا ينتج الجسم كمية كافية من إنزيم اللاكتاز، مما يعيق قدرة الأمعاء الدقيقة على تفكيك اللاكتوز إلى مكوناته البسيطة.

يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى مجموعة من الأعراض المزعجة مثل:

• الانتفاخ.

• آلام في البطن.

• إسهال.

• غازات.

تعتمد شدة هذه الأعراض على كمية اللاكتوز التي تم تناولها، وكذلك مدى نقص الإنزيم في الجسم. تجدر الإشارة إلى أن عدم تحمل اللاكتوز ليس مرضًا خطيرًا في معظم الحالات، ولكنه قد يؤثر بشكل كبير على نوعية الحياة إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح.

كيف يتم تشخيص عدم تحمل اللاكتوز؟

تتوافر عدة اختبارات لتشخيص عدم تحمل اللاكتوز، مثل:

1. اختبار تنفس الهيدروجين: هذا الاختبار يُستخدم لتحديد كمية الهيدروجين التي يتم إطلاقها في النفس بعد تناول مشروب يحتوي على اللاكتوز. إذا كان الشخص يعاني من نقص في إنزيم اللاكتاز، فإن هذا يعني أن اللاكتوز سيبقى في الأمعاء ويبدأ في التخمير، مما يؤدي إلى زيادة إطلاق الهيدروجين.

2. اختبار تحمل اللاكتوز: يشمل هذا الاختبار إعطاء الشخص مشروبًا يحتوي على اللاكتوز ثم قياس مستويات السكر في الدم. إذا لم يتم امتصاص اللاكتوز بشكل كافٍ، فإن مستويات السكر في الدم لن ترتفع كما هو متوقع.

3. اختبار البراز: يتم استخدامه للأطفال الرضع لتحديد قدرة الجسم على هضم اللاكتوز.

أنواع عدم تحمل اللاكتوز

يمكن تقسيم عدم تحمل اللاكتوز إلى عدة أنواع حسب السبب الرئيسي للاضطراب:

1. عدم تحمل اللاكتوز الأولي: هو الأكثر شيوعًا ويحدث عندما يقل إنتاج إنزيم اللاكتاز مع تقدم العمر، مما يؤدي إلى صعوبة هضم اللاكتوز بعد سن معينة.

2. عدم تحمل اللاكتوز الثانوي: يحدث نتيجة لإصابة الأمعاء الدقيقة أو بسبب أمراض معوية معينة مثل الداء البطني أو التسمم الغذائي، مما يؤدي إلى تقليل قدرة الجسم على إفراز إنزيم اللاكتاز.

3. عدم تحمل اللاكتوز الخلقي: هو نوع نادر جدًا من عدم تحمل اللاكتوز، ويحدث عند الولادة عندما يكون الطفل غير قادر على إنتاج أي من إنزيم اللاكتاز.

معالجة مشكلة عدم تحمل اللاكتوز

هناك عدة استراتيجيات يمكن اتباعها للتعامل مع عدم تحمل اللاكتوز، بما في ذلك:

1. تجنب الأطعمة التي تحتوي على اللاكتوز: يُفضل بعض الأشخاص تجنب تناول الحليب والمنتجات المشتقة من الألبان تمامًا. يمكن استبدال الحليب التقليدي بحليب خالٍ من اللاكتوز أو منتجات حليب نباتية مثل حليب اللوز أو حليب الصويا.

2. استخدام مكملات إنزيم اللاكتاز: تتوافر مكملات إنزيم اللاكتاز في الأسواق، والتي يمكن أن تساعد الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز على هضم الطعام الذي يحتوي على اللاكتوز بشكل أفضل.

3. اختيار الأطعمة التي تحتوي على كميات أقل من اللاكتوز: مثل الجبن القاسي (كالجودا أو الشيدر) أو الزبادي، حيث تحتوي هذه المنتجات على كميات أقل من اللاكتوز مقارنة بالحليب.

4. التدرج في استهلاك منتجات الألبان: يمكن لبعض الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز أن يستهلكوا كميات صغيرة من المنتجات التي تحتوي على اللاكتوز دون أن يواجهوا أعراضًا مزعجة.

الفوائد الصحية للاكتوز

على الرغم من أن اللاكتوز يمكن أن يسبب مشكلات صحية لبعض الأشخاص، إلا أنه في الحالات التي يتمكن فيها الجسم من هضمه بشكل طبيعي، يوفر عدة فوائد صحية هامة:

1. مصدر طاقة: يوفر اللاكتوز مصدرًا مهمًا للطاقة، خاصةً للأطفال الرضع الذين يعتمدون بشكل رئيسي على حليب الأم أو الحليب الصناعي.

2. دعم امتصاص الكالسيوم: يُعتقد أن اللاكتوز يساعد في امتصاص المعادن الأساسية مثل الكالسيوم، وهو أمر بالغ الأهمية لصحة العظام والأسنان.

3. تحسين صحة الأمعاء: تشير بعض الدراسات إلى أن اللاكتوز قد يسهم في نمو البكتيريا المفيدة في الأمعاء، مما يساعد في تعزيز صحة الجهاز الهضمي.

استبدال اللاكتوز في النظام الغذائي

يمكن للأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز استبدال الحليب ومشتقاته بحليب خالٍ من اللاكتوز أو الأطعمة النباتية التي تحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم وفيتامين D. تشمل الخيارات الشائعة:

• حليب اللوز.

• حليب الصويا.

• حليب الأرز.

• حليب جوز الهند.

بعض هذه المنتجات قد تحتوي على إضافات من الكالسيوم وفيتامين D لتعويض العناصر الغذائية المفقودة عند تجنب منتجات الألبان.

خاتمة

اللاكتوز هو جزء أساسي من الحليب والعديد من المنتجات الغذائية الأخرى. بالنسبة للكثير من الأشخاص، لا يمثل اللاكتوز مشكلة صحية، لكنه قد يتسبب في بعض الاضطرابات الهضمية لأولئك الذين يعانون من نقص إنزيم اللاكتاز. يمكن التعامل مع مشكلة عدم تحمل اللاكتوز بطرق عدة مثل تغيير النظام الغذائي أو استخدام مكملات إنزيم اللاكتاز. وفي جميع الأحوال، تظل أهمية اللاكتوز كجزء من النظام الغذائي الصحي واضحة، سواء تم استهلاكه في الحليب أو تم استبداله بمنتجات خالية من اللاكتوز.