كل ما تحتاج معرفته عن فتق السرة

فتق السرة: أسباب، أعراض، تشخيص وعلاج

مقدمة

يعتبر فتق السرة من الحالات الصحية الشائعة التي تصيب الإنسان، وخاصةً الأطفال الرضع، رغم أنه قد يظهر في أي مرحلة من مراحل الحياة. يُعد الفتق هو حالة طبية تتمثل في بروز جزء من الأمعاء أو الأنسجة الداخلية من خلال فتحة أو ضعف في جدار البطن. فتق السرة يحدث عندما تندفع الأنسجة أو الأمعاء من خلال نقطة ضعف في المنطقة المحيطة بالسرة (المنطقة التي تربط فيها الحبل السري بالجنين أثناء الحمل). وعلى الرغم من أن هذه الحالة غالبًا ما تكون غير مؤلمة، إلا أن العلاج المناسب قد يكون ضرورياً في بعض الحالات لتجنب المضاعفات المحتملة.

ما هو فتق السرة؟

فتق السرة هو نوع من الفتق الذي يظهر في المنطقة المحيطة بالسرة. يحدث عندما يتسبب ضعف أو فتحة في جدار البطن في اندفاع الأنسجة أو الأعضاء الداخلية، مثل الأمعاء، من خلال هذه المنطقة. يتكون الفتق عادة عندما لا تغلق جدران البطن بشكل كامل في مرحلة ما من الحياة، سواء أثناء النمو في الجنين أو لاحقاً في مراحل الحياة الأخرى.

عادةً ما يتم اكتشاف الفتق السري عند الأطفال حديثي الولادة، ولكن يمكن أن يحدث أيضاً عند البالغين. قد يكون الفتق السري صغيراً أو كبيراً حسب حجم الثقب الذي يمر من خلاله الجزء الداخلي من الأمعاء أو الأنسجة الأخرى.

أسباب فتق السرة

تختلف أسباب فتق السرة من شخص لآخر، وفيما يلي أبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث هذه الحالة:

1. الولادة المبكرة:
   الأطفال الذين يولدون قبل الأوان (الولادة المبكرة) يكونون أكثر عرضة للإصابة بفتق السرة. في هذه الحالة، يكون الجدار البطني غير مكتمل النمو بشكل كامل، مما يزيد من فرصة حدوث الفتق.

2. التعرض لضغط داخل البطن:
   قد يؤدي تعرض جدار البطن لضغط إضافي إلى فتق السرة. هذا يحدث في حالات مثل السعال المزمن، الإمساك المزمن، أو زيادة الوزن السريعة. كل هذه العوامل تزيد الضغط على المنطقة السريّة وتؤدي إلى ظهور الفتق.

3. ضعف الجدار البطني:
   في بعض الحالات، قد يكون هناك ضعف في الأنسجة أو العضلات المحيطة بالسرة، مما يساهم في حدوث الفتق. يمكن أن يكون هذا الضعف وراثيًا أو ناتجًا عن إصابة سابقة.

4. الحمل المتعدد أو المتكرر:
   النساء اللواتي مررن بتجارب حمل متعددة أو تعرضن لحمل متعدد (توأم أو أكثر) أكثر عرضة للإصابة بفتق السرة، حيث يتسبب الحمل في تمدد كبير لجدار البطن، مما قد يضعف المنطقة المحيطة بالسرة.

5. السمنة:
   الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة هم أكثر عرضة للإصابة بفتق السرة. زيادة الوزن تضغط على جدار البطن، مما يزيد من احتمالية حدوث الفتق.

6. التاريخ العائلي:
   يمكن أن يكون لوجود تاريخ عائلي للإصابة بفتق السرة دور كبير في زيادة احتمالية الإصابة بهذه الحالة.

أعراض فتق السرة

يتمثل العرض الأكثر وضوحًا لفتق السرة في ظهور انتفاخ صغير في منطقة السرة، والذي يمكن أن يصبح أكثر وضوحًا عند السعال أو أثناء التوتر البدني. قد تختلف الأعراض من شخص لآخر، ولكن الأعراض الأكثر شيوعًا تشمل:

• انتفاخ أو بروز في منطقة السرة: يظهر غالبًا عندما يبذل الشخص جهداً بدنياً، مثل السعال أو العطس أو رفع شيء ثقيل.

• ألم طفيف أو انزعاج في المنطقة السريّة: في بعض الحالات، قد يشعر المريض بألم أو انزعاج عند الضغط على المنطقة المصابة.

• تورم في منطقة السرة: قد يصاحب الفتق تورم في السرة يمكن أن يختفي عند الاستلقاء أو أثناء الراحة.

• تغيرات في شكل السرة: قد تتغير شكل السرة قليلاً بسبب الفتق، مما يجعلها تبدو بارزة أكثر من المعتاد.

في الحالات النادرة، قد يحدث الفتق السري دون أي أعراض ظاهرة. في هذه الحالة، قد يتم اكتشافه بالصدفة أثناء الفحص الطبي.

تشخيص فتق السرة

يتم تشخيص فتق السرة عادة من خلال الفحص البدني. يقوم الطبيب بفحص منطقة السرة عند المريض للتحقق من وجود انتفاخ أو بروز، بالإضافة إلى فحص تاريخ المريض الطبي والعوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بالفتق.

إذا كان الفتق كبيراً أو إذا كان هناك شك في وجود مشاكل صحية أخرى، قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات إضافية، مثل:

• الأشعة السينية (X-ray): يمكن أن تساعد في تحديد ما إذا كان هناك أي عوائق أو مشاكل في الأمعاء.

• الأشعة المقطعية (CT scan): تستخدم لفحص منطقة السرة بشكل أكثر تفصيلًا.

• الموجات فوق الصوتية (Ultrasound): يمكن أن تُستخدم لفحص الأنسجة الرخوة في منطقة السرة وتحديد مدى الفتق.

علاج فتق السرة

تتفاوت الخيارات العلاجية للفتق السري حسب درجة الحالة والأعراض المصاحبة. في معظم الحالات، لا يحتاج فتق السرة إلى تدخل طبي إذا كانت الحالة خفيفة أو غير مصحوبة بألم. مع ذلك، هناك بعض الخيارات التي قد يلجأ إليها الأطباء:

1. المراقبة والانتظار:
   في حالات الفتق السري البسيط وغير المؤلم، قد يوصي الطبيب بمراقبة الفتق دون إجراء أي علاج. في بعض الحالات، قد يختفي الفتق بشكل تلقائي مع مرور الوقت، خاصةً في الأطفال الرضع.

2. الجراحة:
   في حالات الفتق الكبير أو إذا كان يسبب ألمًا أو مضاعفات، قد يحتاج المريض إلى جراحة لإصلاح الفتق. تتضمن الجراحة عادةً إعادة الأنسجة الداخلية إلى مكانها الطبيعي وإغلاق الفتحة في جدار البطن.

   في حالة الأطفال حديثي الولادة، قد يلتئم الفتق السري من تلقاء نفسه قبل بلوغ الطفل سن 5 سنوات. ولكن إذا لم يلتئم أو إذا كان هناك مشاكل صحية مصاحبة، قد يتطلب الأمر إجراء جراحة.

3. الوقاية من المضاعفات:
   إذا كان الفتق يعاني من ضغط متزايد أو قد يتعرض للإغلاق (احتجاز الأمعاء)، فقد يحدث مضاعفات خطيرة مثل التهاب الأمعاء أو انقطاع تدفق الدم إلى الأمعاء. في هذه الحالات، يجب أن يُعالج الفتق على الفور.

4. العلاج بالضمادات:
   في بعض الحالات، قد يستخدم الطبيب ضمادات أو أحزمة طبية للمساعدة في تقليل الانتفاخ، خاصة في حالات الفتق البسيطة.

مضاعفات فتق السرة

رغم أن الفتق السري غالبًا ما يكون غير مؤلم ولا يسبب مشاكل صحية كبيرة، إلا أن هناك بعض المضاعفات التي قد تحدث في حالات معينة:

• احتجاز الأمعاء (Incarceration): يحدث عندما ينحصر جزء من الأمعاء في الفتق ولا يمكنه العودة إلى داخل البطن. هذه الحالة قد تؤدي إلى انسداد الأمعاء وألم شديد.

• انقطاع تدفق الدم إلى الأمعاء (Strangulation): في هذه الحالة، يمكن أن يحدث انقطاع في تدفق الدم إلى الأمعاء المحتجزة، مما يؤدي إلى تلف الأنسجة وربما عدوى خطيرة. هذه الحالة تتطلب علاجًا جراحيًا عاجلاً.

خاتمة

فتق السرة هو حالة صحية شائعة قد تصيب البالغين والأطفال على حد سواء. على الرغم من أن العديد من الحالات تكون غير مؤلمة وتختفي من تلقاء نفسها، إلا أن التدخل الطبي قد يكون ضروريًا في بعض الحالات لتجنب المضاعفات المحتملة. إذا كنت تشك في وجود فتق سري أو تعاني من الأعراض المرتبطة به، يجب عليك مراجعة الطبيب للحصول على التشخيص والعلاج المناسب.

المراجع:

1. “Hernia.” Mayo Clinic, https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/hernia/symptoms-causes/syc-20350152.

2. “Umbilical Hernia.” National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases, https://www.niddk.nih.gov/health-information/digestive-diseases/umbilical-hernia.