كل ما تحتاج معرفته عن سرطان الجلد

سرطان الجلد: الأسباب، الأنواع، الوقاية والعلاج

مقدمة

يُعتبر سرطان الجلد أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا في العالم، حيث يتم تشخيص أكثر من 3.5 مليون حالة سنويًا في الولايات المتحدة وحدها. بينما يمكن أن يصيب جميع الأشخاص، فإنه يعد أكثر شيوعًا في الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة، الذين يتعرضون بشكل مفرط لأشعة الشمس. تعتبر الوقاية المبكرة من التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية (UV) والتشخيص المبكر من أهم العوامل التي تؤثر في فرص الشفاء من سرطان الجلد. في هذا المقال، سنتناول أسباب سرطان الجلد، أنواعه، أعراضه، طرق الوقاية، بالإضافة إلى خيارات العلاج المتاحة.

ما هو سرطان الجلد؟

سرطان الجلد هو نوع من السرطان ينشأ من خلايا الجلد، وهو يحدث عندما تبدأ الخلايا في النمو بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى تكوين ورم. يترتب على ذلك تشوهات في الشكل والوظيفة، وقد يتسبب في انتشار الخلايا السرطانية إلى أجزاء أخرى من الجسم إذا لم يتم تشخيصه ومعالجته في وقت مبكر.

أسباب سرطان الجلد

تعتبر الأشعة فوق البنفسجية (UV) الصادرة عن الشمس أو من مصادر صناعية مثل أسرة التسمير (التان) من أبرز الأسباب التي تسهم في الإصابة بسرطان الجلد. قد تؤدي هذه الأشعة إلى تلف خلايا الجلد، مما يعزز نمو الخلايا السرطانية.

1. التعرض المفرط لأشعة الشمس

يشمل التعرض لأشعة الشمس المباشرة أو غير المباشرة لفترات طويلة دون حماية مناسبة. وتعتبر هذه الأشعة المصدر الرئيسي للإصابة بسرطان الجلد. الأشعة فوق البنفسجية تتسبب في تلف الحمض النووي للخلايا الجلدية، مما يؤدي إلى تحولها إلى خلايا سرطانية.

2. تاريخ العائلة والجينات

إذا كان أحد أفراد العائلة قد أصيب بسرطان الجلد، فإن الشخص يكون أكثر عرضة للإصابة بالمرض. تساهم الجينات في تحديد قدرة الجسم على إصلاح الخلايا المتضررة من أشعة الشمس، ولذلك فإن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الجلد معرضون أكثر للمخاطر.

3. البشرة الفاتحة وحساسية الجلد

الأشخاص ذوو البشرة الفاتحة أو الذين يعانون من عدم القدرة على التان بسهولة (وذلك بسبب نقص الميلانين في الجلد) يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد. الميلانين هو الصبغة التي تساهم في حماية الجلد من أشعة الشمس، وبالتالي فإن الأشخاص ذوي البشرة الداكنة لديهم مستوى أعلى من الحماية مقارنةً بذوي البشرة الفاتحة.

4. التعرض للمواد الكيميائية

تشير بعض الدراسات إلى أن التعرض المستمر لبعض المواد الكيميائية مثل الزيوت الصناعية، والمبيدات الحشرية، وبعض المواد الكيميائية في أماكن العمل قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.

5. ضعف جهاز المناعة

الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، سواء بسبب الأمراض المناعية أو بسبب استخدام الأدوية المثبطة للمناعة (مثل أدوية زراعة الأعضاء) يكونون عرضة للإصابة بسرطان الجلد.

6. تاريخ شخصي لسرطان الجلد

إذا كان الشخص قد أصيب سابقًا بسرطان الجلد، فإنه يكون أكثر عرضة للإصابة به مرة أخرى. ولذلك فإن المتابعة الطبية المنتظمة بعد العلاج تكون أساسية للكشف المبكر عن أي انتكاسات.

أنواع سرطان الجلد

يوجد ثلاثة أنواع رئيسية من سرطان الجلد، وهي:

1. سرطان الجلد القاعدي (Basal Cell Carcinoma)

يعتبر سرطان الجلد القاعدي أكثر أنواع سرطان الجلد شيوعًا. يحدث هذا النوع عندما تتطور الخلايا القاعدية في الطبقة السفلية من البشرة. رغم أنه عادة لا ينتشر إلى الأعضاء الأخرى، إلا أنه يمكن أن يتسبب في أضرار كبيرة للأنسجة المحيطة إذا لم يُعالج في مرحلة مبكرة. يتميز هذا النوع بوجود ندبة حمراء أو قرحة أو نتوء شفاف أو شمعي على الجلد.

2. سرطان الخلايا الحرشفية (Squamous Cell Carcinoma)

يظهر هذا النوع في الخلايا التي تشكل الطبقة الخارجية من الجلد (البشرة). يمكن أن يظهر على شكل بقعة حمراء جافة متقشرة أو تقرحات أو نتوءات. قد ينتشر هذا النوع إلى الأنسجة المجاورة والعقد اللمفاوية إذا لم يُعالج في وقت مبكر.

3. الميلانوما (Melanoma)

يعد الميلانوما أكثر أنواع سرطان الجلد خطورة. يتطور هذا النوع من الخلايا الميلانينية التي تعطي الجلد لونه. عادةً ما يظهر الميلانوما على شكل شامة جديدة أو تغيير في شكل أو لون الشامة الموجودة. الميلانوما يمكن أن ينتشر بسرعة إلى الأعضاء الأخرى إذا لم يتم اكتشافه في مرحلة مبكرة، مما يجعله أكثر تهديدًا للحياة.

أعراض سرطان الجلد

تختلف الأعراض حسب نوع السرطان ومرحلته، ولكن يمكن تلخيص الأعراض الأكثر شيوعًا كالتالي:

• تغير في شكل أو حجم الشامات أو التقرحات الموجودة: يمكن أن تكون هذه التغييرات مفاجئة أو تدريجية.

• وجود جروح لا تلتئم: إذا كان الجرح في الجلد لا يلتئم بعد فترة طويلة من الزمن.

• ظهور آفات جديدة أو نموات: خاصة في الأماكن التي تتعرض للشمس.

• نزيف أو تقرحات: في بعض الحالات، قد يبدأ الجلد في النزيف أو يتقرح.

تشخيص سرطان الجلد

تشخيص سرطان الجلد يعتمد على الفحص السريري والفحوصات المخبرية:

الفحص السريري

يتمثل الفحص السريري في تفحص الشامات أو الآفات الجلدية التي تطرأ على الجلد أو التي كانت موجودة مسبقًا وتغيرت. الطبيب يقوم بتحديد ما إذا كانت هذه التغيرات تشير إلى وجود سرطان الجلد.

خزعة الجلد

إذا اكتشف الطبيب تغيرًا غير طبيعي في الجلد، يمكن أخذ خزعة من المنطقة المشكوك فيها لفحصها في المختبر تحت المجهر. هذا الفحص يساعد في تأكيد ما إذا كانت الخلايا سرطانية أم لا.

التصوير الطبي

في بعض الحالات، قد يتم إجراء اختبارات تصويرية مثل الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية (CT) أو الرنين المغناطيسي (MRI) لمعرفة مدى انتشار السرطان.

طرق الوقاية من سرطان الجلد

الوقاية من سرطان الجلد تعتمد بشكل رئيسي على تجنب التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية، حيث يمكن اتخاذ مجموعة من الإجراءات للحد من المخاطر:

1. استخدام واقي الشمس

من أهم وسائل الوقاية هو استخدام واقيات الشمس التي تحتوي على حماية واسعة النطاق ضد الأشعة فوق البنفسجية A و B. يُنصح بتطبيق واقي الشمس كل ساعتين، خاصة إذا كنت تتعرض للسباحة أو التعرق.

2. تجنب التعرض المباشر للشمس

يجب تجنب التعرض المباشر للشمس بين الساعة 10 صباحًا و 4 مساءً، حيث تكون الأشعة الشمسية في ذروتها.

3. ارتداء الملابس الواقية

ارتداء ملابس واقية من الشمس مثل القبعات والملابس ذات الأقمشة السميكة قد يساعد في حماية الجلد من الأشعة الضارة.

4. زيارة الطبيب بانتظام

يجب زيارة الطبيب لإجراء فحص دوري للجلد، خاصةً إذا كان الشخص ينتمي إلى فئة الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بسرطان الجلد.

5. تجنب أسرة التسمير

تعتبر أسرة التسمير مصدراً رئيسيًا للتعرض للأشعة فوق البنفسجية، وينبغي تجنب استخدامها تمامًا.

علاج سرطان الجلد

يعتمد العلاج على نوع السرطان ومرحلته. تشمل الخيارات العلاجية:

1. الجراحة

يُعد العلاج الجراحي الأكثر شيوعًا لإزالة الأورام السرطانية في الجلد، حيث يتم استئصال الورم مع جزء من الأنسجة السليمة المحيطة به.

2. العلاج الإشعاعي

يستخدم العلاج الإشعاعي في الحالات التي يصعب علاجها بالجراحة أو في الحالات التي ينتشر فيها السرطان إلى الأنسجة المجاورة.

3. العلاج الكيميائي

يمكن أن يستخدم العلاج الكيميائي في بعض الحالات التي يشتبه في انتشار السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم.

4. العلاج المناعي

في بعض الحالات، يُستخدم العلاج المناعي لتحفيز جهاز المناعة على محاربة الخلايا السرطانية.

5. العلاج بالليزر

قد يُستخدم الليزر في بعض الأحيان لإزالة الخلايا السرطانية في مراحلها المبكرة.

الخلاصة

سرطان الجلد يعد أحد الأمراض الشائعة التي قد تهدد الحياة إذا لم يتم اكتشافها وعلاجها في وقت مبكر. الوقاية من خلال تجنب التعرض المفرط لأشعة الشمس واستخدام واقيات الشمس تعتبر من أهم الوسائل للحماية. علاوة على ذلك، فإن التشخيص المبكر والعلاج الفوري لهما دور حاسم في تحسين فرص الشفاء.