كل ما تحتاج معرفته عن خبز التوست

خبز التوست: تاريخ، خصائص، وأنواع مع شرح شامل لطرق تحضيره واستخداماته

خبز التوست هو أحد أنواع الخبز الأبيض الشائع والمعروف عالمياً، ويتميز بشكله المستطيل المنتظم وسماكته المتوسطة التي تسمح بتحميصه بسهولة ليصبح مقرمشاً من الخارج وطرياً من الداخل. يعد خبز التوست من أكثر أنواع الخبز استخداماً في الوجبات اليومية، سواء للفطور أو في إعداد السندويشات والوجبات السريعة، ويتميز بكونه متاحاً في الأسواق بكميات كبيرة بسبب إنتاجه الصناعي الواسع.

تعريف خبز التوست وأصله

خبز التوست هو خبز أبيض يتم خبزه في قوالب خاصة تمنحه شكله المنتظم والمستطيل، ويعود أصل خبز التوست إلى أوروبا، حيث بدأ إنتاجه في القرن التاسع عشر كوسيلة لتوفير خبز موحد الشكل وسهل الاستخدام. كلمة “توست” تعني في الأصل “محمص” وهو ما يعبر عن الاستخدام التقليدي لهذا النوع من الخبز، إذ أن تحميص شرائح خبز التوست يعتبر من أشهر طرق تناوله.

ظهرت الحاجة إلى خبز التوست الصناعي عندما توسعت المدن وازدادت الحاجة إلى خبز يُحفظ لفترة أطول مقارنة بالخبز التقليدي، كما أنه يوفر سهولة في الاستخدام للوجبات السريعة التي أصبحت أكثر شعبية مع مرور الزمن.

المكونات الأساسية لخبز التوست

يتكون خبز التوست في الأساس من المكونات التالية:

• الدقيق الأبيض: وهو المكون الأساسي، وغالباً ما يكون دقيق القمح المكرر الذي يعطي الخبز لونه الأبيض وملمسه الطري.

• الماء: يستخدم لترطيب العجين وتسهيل عملية التخمير والعجن.

• الخميرة: تلعب دوراً أساسياً في تخمير العجين ورفع الخبز أثناء الخبز، مما يمنحه قوامه الهوائي.

• الملح: يحسن من نكهة الخبز ويوازن طعم الدقيق.

• السكر: يضاف بكميات صغيرة لتحفيز نشاط الخميرة وإضفاء طعم حلو بسيط.

• الدهون: مثل الزبدة أو الزيت النباتي، تعمل على جعل الخبز أكثر نعومة وطراوة.

• مكونات إضافية: أحياناً يضاف الحليب أو مسحوق الحليب، والمواد المحسنة للعجين التي تزيد من مدة صلاحيته وتحسن من ملمسه.

خطوات تحضير خبز التوست

تحضير خبز التوست يتطلب دقة في المكونات واتباع خطوات معينة لضمان الحصول على خبز طري وناعم مع قشرة رقيقة ومتماسكة. تتمثل الخطوات في ما يلي:

1. خلط المكونات: تبدأ العملية بخلط الدقيق مع الخميرة، السكر، الملح، والدهون. ثم تضاف السوائل (ماء أو حليب) تدريجياً مع العجن المستمر حتى تتكون عجينة متجانسة وطرية.

2. العجن: تُعجن العجينة جيداً، إما يدوياً أو باستخدام آلات العجن، بهدف تطوير شبكة الجلوتين التي تعطي العجين مرونة وقابلية للتمدد، ما يساعد على تخمير جيد وخبز منتفخ.

3. التخمير الأول: تترك العجينة في مكان دافئ لترتفع ويتضاعف حجمها، ويستغرق ذلك عادةً من ساعة إلى ساعتين حسب درجة الحرارة.

4. التشكيل: بعد التخمير الأول، تُقسّم العجينة وتُشكل في قالب التوست المعد خصيصاً، وهو قالب مستطيل الشكل ذو جوانب مرتفعة، ما يساعد في تكوين شكل الخبز المميز.

5. التخمير الثاني: تُترك العجينة في القالب لتختمر مرة أخرى، وهذا التخمير يسمح للعجين بأن يكتسب الحجم المناسب قبل دخول الفرن.

6. الخبز: تُخبز العجينة في فرن بدرجة حرارة متوسطة (حوالي 180-200 درجة مئوية) لمدة 30-40 دقيقة، حتى تتحول القشرة إلى اللون الذهبي الفاتح وتصبح متماسكة.

7. التبريد: بعد إخراج الخبز من الفرن، يُترك ليبرد قليلاً قبل تقطيعه إلى شرائح.

الخصائص الفيزيائية والميكانيكية لخبز التوست

خبز التوست يتميز بقشرة رقيقة وناعمة مقارنة بالخبز التقليدي، كما أن مضمونه الداخلي يكون طرياً وذو مسامات صغيرة منتظمة، ويتميز بأنه سهل التقطيع إلى شرائح متساوية الحجم.

تعد مرونة العجين قبل الخبز عاملًا حاسمًا في جودة التوست، حيث إن العجين يجب أن يكون مرناً وقابلاً للتمدد ليستوعب الغازات الناتجة عن التخمير. أما بعد الخبز، فإن الخبز يتمتع بقوام متماسك لكنه طري، ويُفضل أن يكون رطوبة الخبز متوسطة لكي لا يجف بسرعة عند التخزين.

أنواع خبز التوست

هناك أنواع متعددة من خبز التوست تختلف في المكونات وطريقة التحضير، وأشهرها:

• خبز التوست الأبيض: هو النوع الأكثر شيوعًا ويصنع من دقيق القمح المكرر. يتميز بلونه الأبيض الناصع وملمسه الطري.

• خبز التوست الأسمر أو الكامل: يحتوي على دقيق القمح الكامل أو أجزاء من النخالة، ويتميز بنكهة أغنى وقيمة غذائية أعلى بسبب وجود الألياف.

• خبز التوست متعدد الحبوب: يضاف إليه خليط من الحبوب مثل الشوفان، بذور الكتان، السمسم، وعباد الشمس، مما يزيد من القيمة الغذائية ويعطي نكهة مميزة.

• خبز التوست الخالي من الغلوتين: مخصص لمن يعانون من حساسية الغلوتين أو مرض السيلياك، ويصنع من دقيق بدائل مثل دقيق الأرز أو الذرة.

• خبز التوست المحلى أو المنكّه: يحتوي على مكونات إضافية كالعسل، الزبيب، أو القرفة لتعزيز النكهة.

الفوائد الغذائية والتغذوية

خبز التوست الأبيض يحتوي بشكل رئيسي على الكربوهيدرات والبروتينات بنسبة قليلة، كما أن محتواه من الألياف يكون منخفضاً إذا كان الدقيق مكررًا بالكامل. لذلك، يُفضل تناول خبز التوست الأسمر أو متعدد الحبوب لمن يرغبون في زيادة الألياف والفيتامينات والمعادن في النظام الغذائي.

• الكربوهيدرات: مصدر رئيسي للطاقة.

• البروتين: موجود بنسب معتدلة، ويساهم في بناء العضلات.

• الألياف الغذائية: تساعد في تحسين الهضم وتنظيم مستويات السكر في الدم.

• الفيتامينات والمعادن: خصوصاً في خبز التوست الكامل أو متعدد الحبوب، حيث يحتوي على فيتامينات ب، الحديد، المغنيسيوم، والزنك.

مع ذلك، يجب الانتباه إلى أن خبز التوست المصنوع من الدقيق الأبيض قد يرفع مستوى السكر في الدم بسرعة أكبر مقارنة بالخبز الكامل، لذلك ينصح الأشخاص المصابون بالسكري أو الذين يسعون إلى إنقاص الوزن بالاعتدال في تناوله.

طرق استخدام خبز التوست

خبز التوست متعدد الاستخدامات، ويُستخدم في العديد من الأطباق اليومية والوجبات السريعة، ومن أشهر الطرق:

• التوست المحمص: حيث يتم تحميص شرائح الخبز حتى تصبح ذهبية اللون ومقرمشة، ويقدم مع الزبدة، المربى، أو العسل.

• السندويشات: يستخدم التوست كقاعدة لإعداد السندويشات الباردة أو الساخنة، مثل ساندويشات الجبن، الدجاج، أو اللحوم.

• الأطباق المحضرة بالفرن: مثل التوست الفرنسي (French toast) أو شرائح التوست المحشوة بالجبنة والخضار والمخبوزة.

• تغميس في الشوربات والصلصات: يمكن تقديم التوست مقطعاً إلى مكعبات صغيرة (كروتون) مع الشوربات.

• الوجبات الخفيفة: مثل الوجبات التي تتطلب خبزاً خفيفاً وغير دهني.

التخزين وصلاحية خبز التوست

نظرًا لطبيعته الطرية، فإن خبز التوست يحتاج إلى حفظ جيد لمنع جفافه أو تعفنه. يتم تخزينه عادة في أكياس بلاستيكية محكمة الغلق، ويفضل حفظه في مكان بارد وجاف بعيدًا عن الرطوبة. في حال عدم استهلاكه خلال أيام قليلة، يمكن تجميده لإطالة مدة الصلاحية.

تأثير خبز التوست على النظام الغذائي والصحة

رغم أن خبز التوست الأبيض يعتبر خياراً سهلاً وسريع التحضير، إلا أن الإفراط في تناوله قد يسبب مشاكل صحية مثل زيادة الوزن وارتفاع مستويات السكر في الدم، بسبب احتوائه على كربوهيدرات سريعة الامتصاص وقليل من الألياف. لذلك ينصح بالاعتدال وتفضيل خبز التوست المصنوع من الحبوب الكاملة عند الإمكان.

يقدم خبز التوست خياراً مناسبا للأشخاص الذين يحتاجون إلى خبز طري وسهل المضغ، وهو مفيد للأطفال وكبار السن، كما يمكن استخدامه كجزء من وجبات متوازنة عند دمجه مع مصادر البروتين والخضروات.

جدول مقارنة بين أنواع خبز التوست من حيث المكونات والقيمة الغذائية

المصادر والمراجع

1. كتاب تكنولوجيا صناعة الخبز والمعجنات، د. محمد عبد الحليم، 2018.

2. Nutrition and Health Benefits of Whole Grains, Journal of Nutrition, 2020.

يعتبر خبز التوست من الخيارات الغذائية الأساسية في العديد من المنازل حول العالم، لما يوفره من سهولة في الاستخدام وتنوع في طرق التقديم، إلى جانب إمكانية تعديله وتحسينه حسب الحاجة الغذائية أو الذوق الشخصي. مع المعرفة الصحيحة بمكوناته وطرق تحضيره، يمكن استثمار خبز التوست ضمن نظام غذائي متوازن وصحي.