كل ما تحتاج معرفته عن الزكام

الزكام أو الرشح: الأعراض، الأسباب، العلاج والوقاية

الزكام أو الرشح هو أحد أكثر الأمراض الشائعة التي يعاني منها الناس في مختلف أنحاء العالم. يتميز هذا المرض بعدد من الأعراض التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي، مما يسبب شعورًا بعدم الراحة ويؤثر على قدرة الفرد على أداء مهامه اليومية بشكل طبيعي. وعلى الرغم من أن الزكام غالبًا ما يكون مرضًا غير خطير، إلا أن تأثيراته على الحياة اليومية يمكن أن تكون مزعجة للغاية. في هذا المقال، سوف نناقش كل ما يتعلق بالزكام أو الرشح، بما في ذلك أسبابه، الأعراض المصاحبة له، طرق علاجه، وأفضل طرق الوقاية منه.

1. تعريف الزكام أو الرشح

الزكام هو عدوى فيروسية تصيب الأنف والحنجرة، ويعرف باللغة الطبية بـ “التهاب الجهاز التنفسي العلوي الفيروسي”. غالبًا ما يسبب هذا المرض احتقان الأنف، والسعال، وسيلان الأنف، وعطس، وآلام الحنجرة، وفي بعض الحالات قد يصاحبه صداع وارتفاع طفيف في درجة الحرارة. يصيب الزكام الأشخاص بمختلف أعمارهم، لكنه يكون أكثر شيوعًا بين الأطفال والبالغين في الفصول الانتقالية بين الشتاء والربيع.

2. أسباب الزكام أو الرشح

السبب الرئيسي للإصابة بالزكام هو العدوى الفيروسية، حيث تنتقل الفيروسات المسببة للمرض إلى الجسم عن طريق الهواء أو من خلال الاتصال المباشر مع شخص مريض أو سطح ملوث. هناك أكثر من 200 نوع من الفيروسات التي يمكن أن تسبب الزكام، لكن الفيروسات الأكثر شيوعًا تشمل:

• فيروسات الأنفلونزا (Influenza): هي من أكثر الفيروسات شيوعًا التي تسبب الزكام، وتنتقل بسهولة عبر السعال والعطس.

• فيروسات كورونا (Corona): على الرغم من أن فيروسات كورونا ارتبطت بشكل أساسي بمرض كوفيد-19، إلا أن بعض أنواعها قد تسبب الزكام أيضًا.

• فيروسات الأنف (Rhinovirus): تعتبر من أكثر الفيروسات المسؤولة عن الزكام، وتنتشر بشكل كبير في الفصول الباردة.

• فيروسات أخرى: مثل الفيروسات الغدية والفيروسات الميكروبية، يمكن أن تساهم أيضًا في الإصابة بالزكام.

تنتقل الفيروسات المسببة للزكام عبر الهواء عندما يسعل الشخص المصاب أو يعطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة بالفيروس مثل مقابض الأبواب أو هواتف المحمول. في بعض الحالات، يمكن أن تنتقل العدوى من خلال ملامسة الأيدي الملوثة بالفيروس لمسار الأنف أو العين.

3. أعراض الزكام أو الرشح

عادةً ما تبدأ أعراض الزكام في الظهور بعد 1-3 أيام من التعرض للفيروس المسبب، وقد تشمل الأعراض التالية:

• سيلان الأنف: يعد السيلان الأنفي أحد الأعراض الأكثر شيوعًا للزكام، ويكون عادةً شفافًا في البداية ثم يصبح أكثر سمكًا مع تقدم المرض.

• احتقان الأنف: يشعر المصاب بالزكام بضغط وانسداد في الأنف بسبب التهاب الأغشية المخاطية.

• العطس: يعتبر العطس من أبرز أعراض الزكام ويحدث بشكل متكرر في بداية المرض.

• السعال: يظهر السعال عادةً بعد ظهور الأعراض الأخرى ويستمر لفترة قصيرة.

• آلام الحنجرة: يعاني المريض من التهاب في الحلق، مما قد يسبب صعوبة في البلع والشعور بحكة في الحنجرة.

• الصداع: قد يصاحب الزكام صداع خفيف أو متوسط، ولكن نادرًا ما يصل إلى حد الألم الشديد.

• ارتفاع طفيف في درجة الحرارة: في بعض الحالات، قد يصاب المصاب بالزكام بحمى خفيفة، لكن درجة الحرارة عادةً ما تبقى أقل من 38 درجة مئوية.

على الرغم من أن هذه الأعراض تكون مزعجة، إلا أنها عادةً ما تكون خفيفة وتختفي خلال أسبوع إلى عشرة أيام. في بعض الحالات، قد يستمر السعال لفترة أطول، لكن معظم الأشخاص يتعافون من الزكام دون الحاجة إلى علاج طبي.

4. علاج الزكام أو الرشح

لا يوجد علاج نهائي للزكام، حيث أن الفيروسات التي تسبب المرض لا يمكن علاجها بالمضادات الحيوية. ومع ذلك، هناك عدد من التدابير التي يمكن اتخاذها للتخفيف من الأعراض وتسريع عملية الشفاء:

أ. الراحة والتهدئة

من أهم الأمور التي يجب أن يقوم بها المريض في حال إصابته بالزكام هي الراحة التامة. يجب تجنب ممارسة الأنشطة البدنية المكثفة وتوفير الوقت الكافي للجسم للراحة والتعافي. الراحة تساعد في تقوية جهاز المناعة وتمكينه من محاربة الفيروسات بشكل أفضل.

ب. تناول السوائل

شرب السوائل بوفرة من شأنه أن يساعد في ترطيب الجسم والتخفيف من الاحتقان. يُنصح بتناول الماء، الشوربات، والعصائر الطبيعية، حيث أن السوائل تعمل على تهدئة الحلق الجاف والمساعدة في تخفيف المخاط والبلغم.

ج. استخدام مسكنات الألم

يمكن استخدام مسكنات الألم مثل الأسيتامينوفين (Tylenol) أو الإيبوبروفين (Advil) لتخفيف الحمى والصداع وآلام الجسم التي قد ترافق الزكام. يجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي من هذه الأدوية خاصة إذا كان المريض يعاني من حالات صحية مزمنة.

د. علاجات طبيعية

هناك بعض العلاجات الطبيعية التي يمكن أن تساعد في التخفيف من أعراض الزكام. من بينها:

• غرغرة الماء الدافئ بالملح: تساعد في تهدئة آلام الحنجرة وتخفيف الالتهاب.

• استخدام بخار الماء: استنشاق البخار من الماء الساخن يساعد في فتح الممرات الأنفية وتقليل الاحتقان.

• العسل والليمون: العسل يحتوي على خصائص مضادة للبكتيريا، بينما يعمل الليمون كمصدر غني بفيتامين C مما يساعد في تعزيز جهاز المناعة.

هـ. أدوية مضادة للاحتقان

يمكن استخدام بعض الأدوية المضادة للاحتقان مثل “السودوإيفيدرين” لتخفيف انسداد الأنف، لكنها لا تساهم في علاج الفيروس ذاته بل تعمل على تخفيف الأعراض.

5. الوقاية من الزكام أو الرشح

الوقاية من الزكام تعتمد على تجنب العدوى، ويمكن اتباع بعض الخطوات البسيطة التي تقلل من خطر الإصابة:

أ. غسل اليدين بانتظام

يعد غسل اليدين من أكثر الطرق فعالية للوقاية من الإصابة بالزكام. يجب غسل اليدين بشكل جيد بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل، خصوصًا بعد ملامسة الأسطح العامة أو التعامل مع شخص مريض.

ب. تجنب ملامسة الوجه

تعتبر اليدين هي المصدر الأساسي للعدوى، لذا يجب تجنب ملامسة الأنف أو العينين أو الفم بعد ملامسة الأسطح الملوثة.

ج. البقاء بعيدًا عن الأشخاص المصابين

إذا كان شخص في محيطك يعاني من الزكام أو الرشح، يُنصح بتجنب الاتصال الوثيق معه أو الاقتراب منه، خاصة في الأيام الأولى من المرض حيث تكون العدوى أكثر انتقالًا.

د. تقوية الجهاز المناعي

ممارسة أسلوب حياة صحي يمكن أن يساعد في تقوية جهاز المناعة. يجب الاهتمام بالتغذية السليمة، الحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام. كل هذه العوامل تلعب دورًا في تعزيز قدرة الجسم على محاربة الفيروسات.

هـ. التهوية الجيدة

الحفاظ على تهوية جيدة في المنازل والمكاتب يمكن أن يساعد في تقليل فرص انتشار الفيروسات. يُنصح بفتح النوافذ بشكل دوري لتجديد الهواء.

6. الخلاصة

الزكام هو مرض شائع للغاية، وتكمن صعوبته في أنه قد يؤثر على الشخص لفترة قصيرة، ولكنه في نفس الوقت مزعج جدًا. يمكن أن يساعد الراحة والعلاج الطبيعي والتعامل الصحيح مع الأعراض في تسريع التعافي من الزكام. مع اتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة، يمكن الحد من خطر الإصابة بهذا المرض والتقليل من انتشاره بين أفراد المجتمع.