كل ما تحتاج معرفته عن اختبار التوفل

اختبار التوفل: نظرة شاملة وشاملة

يعتبر اختبار التوفل (TOEFL) واحداً من أهم وأشهر الاختبارات القياسية على مستوى العالم، ويعد مقياساً أساسياً لتحديد قدرة الأفراد على فهم واستخدام اللغة الإنجليزية بشكل فعال. يسعى العديد من الأفراد حول العالم لاجتيازه لأغراض أكاديمية أو مهنية، كما يعد من الاختبارات التي تطلبها الجامعات والمؤسسات التعليمية في الدول الناطقة بالإنجليزية مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا والمملكة المتحدة وغيرها.

ما هو اختبار التوفل؟

اختبار التوفل (Test of English as a Foreign Language) هو اختبار دولي معترف به دولياً لتقييم مهارات اللغة الإنجليزية لدى غير الناطقين بها. يُستخدم هذا الاختبار بشكل رئيسي من قبل الجامعات والمؤسسات الأكاديمية لتحديد قدرة المتقدمين على فهم اللغة الإنجليزية واستخدامها في بيئات أكاديمية. يتم اختبار المتقدمين في أربع مهارات لغوية رئيسية: الاستماع، والقراءة، والكتابة، والتحدث.

تأسس التوفل في عام 1964 تحت إشراف “مؤسسة الاختبارات التعليمية” (Educational Testing Service – ETS)، وهي مؤسسة أمريكية مستقلة غير ربحية تهتم بتطوير وتنظيم الاختبارات التعليمية. يتم تنظيم الاختبار في أكثر من 150 دولة حول العالم، ويُعد معياراً دولياً للقبول الجامعي في أكثر من 11,000 مؤسسة أكاديمية في أكثر من 150 دولة.

مكونات اختبار التوفل

يتكون اختبار التوفل من أربعة أقسام رئيسية، وكل قسم يختبر جانباً مختلفاً من مهارات اللغة الإنجليزية. يتم تقديم الاختبار على الإنترنت (iBT) في الغالب، مع وجود خيارات أخرى للاختبارات الورقية (PBT) في بعض الأماكن التي لا تتوفر فيها الإنترنت.

1. الاستماع (Listening)

يهدف قسم الاستماع إلى قياس قدرة المتقدمين على فهم اللغة الإنجليزية المنطوقة في سياقات أكاديمية واجتماعية. يتضمن هذا القسم الاستماع إلى محاضرات، نقاشات، ومحادثات بين أطراف مختلفة في سياقات أكاديمية وغير أكاديمية. يتم اختبار القدرة على فهم الأفكار الرئيسية، التفاصيل، والآراء المقدمة في المواقف المختلفة.

تتراوح الأسئلة في هذا القسم بين أسئلة متعددة الخيارات، والأسئلة التي تطلب من الممتحن استرجاع تفاصيل معينة من المحاضرات أو المحادثات. يمكن أن يتضمن الاختبار أيضًا أسئلة تتطلب تفسير السياق وتحديد وجهات النظر المختلفة للأطراف المتحدثة.

2. القراءة (Reading)

يهدف قسم القراءة إلى تقييم قدرة الممتحن على قراءة النصوص الأكاديمية باللغة الإنجليزية وفهم المعلومات المقدمة فيها. يتضمن هذا القسم قراءة مقاطع نصية متنوعة تتعلق بموضوعات أكاديمية تشمل العلوم والآداب والفنون. بعد القراءة، يُطلب من الممتحن الإجابة على مجموعة من الأسئلة المتعلقة بالمحتوى.

تتراوح الأسئلة بين الأسئلة التي تركز على التفاصيل المباشرة، والأسئلة التي تطلب استنتاجات من النصوص أو تحليل الأسلوب أو مغزى النص.

3. الكتابة (Writing)

يهدف قسم الكتابة إلى تقييم قدرة المتقدم على التعبير عن أفكاره بوضوح وفعالية في اللغة الإنجليزية. يتكون هذا القسم من مهمتين رئيسيتين:

• المهمة الأولى: يتطلب من المتقدم كتابة مقال قصير يجيب فيه عن سؤال محدد. يتم تقييم القدرة على تنظيم الأفكار وتقديم حجج منطقية ومبنية على أدلة.

• المهمة الثانية: يتضمن قسم الكتابة مقالاً أكاديمياً حيث يُطلب من الممتحن تلخيص وتفسير الأفكار من نص معين، أو التعبير عن رأيه في موضوع معين.

يتطلب هذا القسم مهارات في الكتابة الأكاديمية مثل تنظيم الأفكار، استخدام المفردات المتقدمة، والقدرة على بناء جمل صحيحة لغويًا.

4. التحدث (Speaking)

يُعد قسم التحدث من أصعب الأقسام بالنسبة للكثير من المتقدمين، حيث يقيم قدرة المتقدم على التحدث بوضوح وثقة باللغة الإنجليزية. يتضمن هذا القسم سلسلة من الأسئلة التي يتم طرحها على الممتحن، ويجب عليه الإجابة عنها شفهيًا في وقت محدود.

تتراوح الأسئلة بين الأسئلة التي تطلب من الممتحن التعبير عن آرائه الشخصية حول مواضيع معينة، إلى الأسئلة التي تطلب منه التحدث بناءً على معلومات سمعها أو قرأها في أقسام أخرى من الاختبار.

كيفية التسجيل في اختبار التوفل

التسجيل في اختبار التوفل عملية سهلة ويمكن إتمامها عبر الإنترنت من خلال الموقع الرسمي للمؤسسة المسؤولة عن الاختبار (ETS). عند التسجيل، يتم اختيار موعد ومكان الامتحان، ويجب دفع الرسوم المطلوبة والتي تختلف حسب البلد. يتم تقديم الاختبار بشكل دوري طوال العام، مع توفر تواريخ محددة يمكن للممتحن اختيار الأنسب له.

درجة التوفل

يتم تصحيح اختبار التوفل بشكل آلي في الغالب، مع قيام مختصين بمراجعة قسم الكتابة والتحدث. تتراوح الدرجات في كل قسم من 0 إلى 30، مما يجعل الدرجة الإجمالية للاختبار تتراوح بين 0 و120 نقطة.

تتطلب الجامعات والمؤسسات الأكاديمية درجات مختلفة حسب البرنامج الدراسي ومتطلباته. عادةً ما تطلب الجامعات الأمريكية درجات تتراوح بين 70 و100 نقطة من أصل 120 نقطة للقبول في برامج البكالوريوس أو الدراسات العليا. يجب على الممتحن التحقق من متطلبات الدرجة المطلوبة من الجامعة أو المؤسسة التي ينوي التقديم إليها.

أهمية اختبار التوفل

يعد اختبار التوفل اختبارًا حاسمًا للعديد من الأفراد الذين يسعون لمتابعة دراستهم أو تطلعاتهم المهنية في بيئات ناطقة بالإنجليزية. في الغالب، تتطلب الجامعات والكليات في الدول الناطقة بالإنجليزية، مثل الولايات المتحدة وكندا، درجة التوفل كشرط أساسي للقبول. أيضًا، يمكن أن يكون الاختبار مطلوبًا لأغراض الهجرة أو للحصول على تأشيرات دراسية.

من المهم أن يتمتع الممتحن بمستوى جيد من إتقان اللغة الإنجليزية الأكاديمية، لأن هذا الاختبار لا يقيس فقط مهارات اللغة اليومية بل يركز بشكل أساسي على اللغة المستخدمة في المجالات الأكاديمية.

استراتيجيات التحضير لاختبار التوفل

تعتبر التحضير لاختبار التوفل عملية تتطلب وقتًا وجهدًا. من المهم أن يبدأ المتقدم في التحضير قبل فترة كافية من موعد الاختبار. تتضمن استراتيجيات التحضير الناجحة ما يلي:

1. التعرف على تنسيق الاختبار: من المهم أن يتعرف المتقدم على هيكل الاختبار وأنواع الأسئلة في كل قسم قبل البدء في التحضير.

2. ممارسة القراءة والاستماع: يجب تحسين مهارات القراءة والاستماع عبر قراءة المقالات الأكاديمية والاستماع إلى المحاضرات والمناقشات باللغة الإنجليزية.

3. التحدث مع الناطقين بالإنجليزية: التحدث مع الناطقين بالإنجليزية يمكن أن يكون مفيدًا جدًا في تحسين المهارات اللغوية، خصوصًا في قسم التحدث.

4. التدرب على الكتابة الأكاديمية: يجب أن يتدرب المتقدم على كتابة مقالات أكاديمية من خلال التدرب على كتابة مقالات قصيرة وتلخيص الأفكار.

5. استخدام الموارد الدراسية المتاحة: يوجد العديد من الموارد الدراسية المتاحة على الإنترنت، مثل دورات التوفل التحضيرية، وأدوات المحاكاة التي تساعد على التدريب بشكل فعال.

التوفل والتقنيات الحديثة

مع التقدم التكنولوجي، أصبح اختبار التوفل متاحًا عبر الإنترنت في العديد من الأماكن حول العالم، مما يتيح للطلاب إجراء الاختبار في مراكز اختبار معتمدة على الإنترنت (iBT). تقدم هذه التقنية تسهيلات كبيرة للطلاب، بما في ذلك توفير إمكانية التسجيل في مواعيد مختلفة واستلام نتائج الاختبار بسرعة أكبر.

الخاتمة

اختبار التوفل هو أداة هامة في قياس مستوى إتقان اللغة الإنجليزية، وهو يفتح أمام الأفراد الفرص الأكاديمية والمهنية في العالم الناطق بالإنجليزية. يمكن أن يساعد الاستعداد الجيد والممارسة المنتظمة في تحقيق درجة مرتفعة في الاختبار، وبالتالي زيادة فرص الحصول على القبول الجامعي أو التوظيف في المؤسسات الدولية.