“كل رجال الملك” هو رواية أمريكية ألفها روبرت بين وارين ونشرت لأول مرة في عام 1946، وقد فازت بجائزة بوليتزر. تُعتبر هذه الرواية من أبرز الأعمال التي تناولت السياسة الأمريكية في فترة الكساد خلال الثلاثينيات من القرن العشرين. تدور القصة حول شخصية ويلي ستارك، الذي يُصوّر بشكل مستوحى من حياة حاكم ولاية لويزيانا هيوي “كينجفيش” لونغ.
بدأت مسيرة ويلي ستارك السياسية كرجل مثالي يسعى لخدمة الشعب، لكن سرعان ما تحولت إلى مسيرة مليئة بالفساد والجشع نحو السلطة. يعاني ستارك من تضارب داخلي بين أحلام الخدمة العامة ورغبته الشديدة في السيطرة، مما يؤدي في النهاية إلى سقوطه المأساوي.
تتناول الرواية عدة مواضيع معقدة منها الطموح والسلطة والأخلاق، وتقدم صورة عميقة ومعمقة عن الشخصيات والمجتمع في جنوب الولايات المتحدة خلال تلك الفترة الزمنية الحرجة. تمجّد الرواية بوصفها “معرضًا وطنيًا نادرًا للشخصيات” من قبل سينكلير لويس، وهو ما يبرز أهمية وعمق الشخصيات التي تمثلت فيها.
تعتبر “كل رجال الملك” لوحة فنية أدبية بارزة تنقل ببراعة تحولات الإنسان وتعقيداته النفسية في ظل السياسة والسلطة. تحظى الرواية بتقدير واسع كواحدة من أعظم الأعمال الأدبية التي تناولت السياسة الأمريكية، وتظل إلى يومنا هذا مرجعًا أساسيًا لفهم تلك الفترة التاريخية وتأثيراتها على المجتمع الأمريكي وعلى مسارات التاريخ السياسي في البلاد.
تم نشر الرواية بواسطة دار النشر Harcourt Brace في شهر سبتمبر من عام 1996، ولا تزال حتى اليوم تُعتبر قراءتها ضرورية لكل من يهتم بالأدب والسياسة، حيث تترك أثرًا عميقًا في القارئ بفضل تأملاتها العميقة وصورتها الصادقة عن النزاعات الإنسانية الجوهرية.