“كراكاتوا: اليوم الذي انفجرت فيه العالم” هو عمل استثنائي من قبل سايمون وينشستر، الكاتب الأكثر مبيعًا لكتب مثل “الأستاذ والمجنون” و”الخريطة التي غيرت العالم”، حيث يتناول فيه تأثيرات الثوران الكارثي الذي وقع قبالة سواحل جاوة من أخطر البراكين على وجه الأرض، وهو بركان كراكاتوا. إن الفاجعة الأسطورية التي حدثت في عام 1883 عندما دمرت جزيرة البركان – وقد أصبحت كلمة “كراكاتوا” منذ ذلك الحين تعبيرًا عن الكارثة الهائلة – تبعها تسونامي ضخم أودى بحياة ما يقرب من أربعين ألف شخص. وما جرى بعد الفظائع الجسدية لهذا الحدث، الذي فهم بشكل صحيح فقط مؤخرًا، فإن الثوران غيّر العالم بطرق لا يمكن تصورها. لقد تطاير الغبار حول الكوكب لسنوات، مما تسبب في انخفاض درجات الحرارة وتحول الغروب إلى لوحات زاهية بألوان لافتة للنظر ومقلقة. وشعر بآثار الأمواج الهائلة بعيدًا إلى حد فرنسا. وأصبحت الباروميترات في بوغوتا وواشنطن العاصمة في حالة فوضى. وجرفت الجثث إلى الشاطئ في زنجبار. وسُمِع صوت تدمير الجزيرة في أستراليا والهند وعلى جزر عديدة في آلاف الأميال بعيدًا. وما كان أكثر أهمية من ذلك كله – في ظل الظروف السياسية الجديدة التي نعيشها اليوم – أن الثوران ساهم في إثارة موجة من العنف المتطرف ضد الغرب بين المسلمين المتشددين في جاوة: إحدى أولى حالات القتل المستلهمة من الإسلام في أي مكان. خبرة سايمون وينشستر الطويلة في التجوال في العالم بالإضافة إلى معرفته بالتاريخ وعلم الجيولوجيا تمنحنا منظورًا جديدًا تمامًا عن هذا الحدث المثير والبارز حيث يعيد إحياؤه بشكل ملحمي.
0
