الشخصية المحمدية هو كتاب للشاعر والمفكر العراقي معروف الرصافي، كتبه في الفلوجة عام 1933م، ونشرته دار منشورات الجمل عام 2002م. يعتبر هذا الكتاب من الأعمال المثيرة للجدل في العالم الإسلامي، حيث تعرض للمنع في عدد من الدول العربية بسبب موضوعه الجريء وتحليله المختلف لشخصية الرسول محمد.
معلومات الكتاب
- المؤلف: معروف الرصافي
- البلد: العراق
- اللغة: العربية
- الناشر: منشورات الجمل
- تاريخ النشر: 2002م
- عدد الصفحات: 768 صفحة
مقدمة عن الكتاب
يُعد كتاب “الشخصية المحمدية” دراسة نقدية وتحليلية لشخصية النبي محمد من وجهة نظر معروف الرصافي، حيث استند فيه إلى الروايات التاريخية والتراث الإسلامي. تناول الرصافي نشأة الرسول محمد، وزواجه من السيدة خديجة ودورها في نشر الإسلام، بالإضافة إلى الحروب التي خاضها الرسول ونزول الوحي والاعتكاف في الغار، مع إشارة إلى تعلمه من ورقة بن نوفل، ابن عم خديجة.
أفكار الكتاب الرئيسية
ركز الرصافي في هذا الكتاب على عدة نقاط رئيسية:
- ذكاء الرسول محمد: اعتبر الرصافي أن النبي محمد كان أذكى شخص في التاريخ، لأنه استطاع تأسيس دين لا يزال يتبعه أكثر من مليار شخص.
- نقد المعجزات: رفض الرصافي الإيمان بالمعجزات التي نُسبت إلى الرسول، مثل “رحلة الإسراء والمعراج”.
- تأثير ورقة بن نوفل: أشار الرصافي إلى دور ورقة بن نوفل في تعليم الرسول محمد وتوجيهه نحو الدين الجديد.
ردود الفعل على الكتاب
أحدث الكتاب ضجة كبيرة عند نشره، حيث اعتُبر من الأعمال التي تجاوزت الحدود التقليدية في تناول سيرة النبي محمد. تعرض الكتاب للمنع في عدة دول عربية بسبب محتواه الذي اعتبره البعض مهينًا للإسلام.
معروف الرصافي
معروف الرصافي، واسمه الكامل معروف بن عبد الغني بن محمود الجباري، هو شاعر ومفكر عراقي وُلد في بغداد عام 1877م وتوفي عام 1945م. ينتمي إلى عشيرة الجبارة الكردية من جهة والده، وأمه من عشيرة القره غول التركمانية.
نشأته وتعليمه
نشأ الرصافي في بغداد حيث تلقى تعليمه الابتدائي في الكتاتيب، ثم دخل المدرسة العسكرية الابتدائية ولكنه لم يكمل تعليمه فيها وانتقل إلى الدراسة في المدارس الدينية. درس على يد العديد من العلماء البارزين في بغداد مثل الشيخ عبد الوهاب النائب والشيخ قاسم القيسي، وتخرج على يد الشيخ العلامة محمود شكري الألوسي.
مسيرته المهنية
- معلم ومدرس: بدأ الرصافي مسيرته المهنية كمعلم في مدرسة الراشدية في شمال الأعظمية، ثم مدرسًا للأدب العربي في الإعدادية ببغداد.
- صحفي ومحرر: عمل كمحرر لجريدة “سبيل الرشاد” في استانبول.
- عضو في مجلس المبعوثان: انتُخب عضواً في مجلس المبعوثان العثماني عامي 1912م و1914م.
- أستاذ جامعي: عمل أستاذاً لمادة اللغة العربية في الكلية الشاهانية ومفتشاً في مديرية المعارف ببغداد، وأستاذاً في دار المعلمين العالية.
نشاطاته الأدبية والفكرية
اشتهر الرصافي بشعره الذي تناول فيه القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية. كان له موقف نقدي من الاستعمار والسياسات الحكومية. ألف العديد من الكتب والمقالات النقدية، من أبرزها كتاب “الشخصية المحمدية”.
تأثير الرصافي وإرثه
يُعتبر معروف الرصافي من الشخصيات الأدبية والفكرية البارزة في العراق والوطن العربي. له تمثال في بغداد يخلد ذكراه في الساحة المقابلة لجسر الشهداء عند التقاطع مع شارع الرشيد. تميز شعره بالجودة اللغوية والعمق الفكري، مما جعله من الأسماء البارزة في الأدب العربي.
وفاته
توفي معروف الرصافي في منزله في محلة السفينة بالأعظمية في بغداد ليلة الجمعة في ربيع الثاني عام 1364هـ الموافق 16 مارس 1945م. تم تشييعه بموكب مهيب شارك فيه الأدباء والأعيان ورجال الصحافة، ودفن في مقبرة الخيزران. صلى على جنازته الشيخ حمدي الأعظمي، وكان من بين الحضور الشاعر وليد الأعظمي.
شبهات حول كتاب “الشخصية المحمدية”
الكتاب ومحتواه
كتاب “الشخصية المحمدية” للشاعر العراقي معروف الرصافي هو عمل أثار الكثير من الجدل والنقاش، نظراً لمضمونه الذي يتناول حياة وسيرة الرسول محمد بوجهة نظر نقدية وتحليلية. يُقال أن الكتاب يتكون من 770 صفحة، ويتضمن فصولاً متعددة تتناول مواضيع حساسة مثل صدق الرسول في ما أخبر به، وكيفية حصوله على فكرة النبوة، وعلاقته بالسيف والحروب، إضافة إلى مواضيع عن الجواسيس والاستخبارات.
مصدر الكتاب
نُسب الكتاب إلى معروف الرصافي، الشاعر العراقي الذي عاش بين 1875م و1945م. ويُزعم أن نسخة من الكتاب محفوظة في مكتبة جامعة هارفارد الأمريكية، التي تأسست عام 1936م. نشر الكتاب في عام 2002م بواسطة “دار منشورات الجمل” في ألمانيا.
الشبهات المثارة حول الكتاب
يتضمن الكتاب عدة عناوين تثير الشبهات والاستفزاز لدى البعض، مثل:
- هل محمد صادق فيما أخبر به وادعاه؟
- فكرة النبوة: كيف حصلت لمحمد؟
- هل لمحمد كلام بعد النبوة؟
- اقتران الدعوة بالسيف وحروبه الدينية.
- العيون والجواسيس وجواسيسه السرية والخاصة.
- العباس صاحب استخبارات محمد.
تتناول هذه العناوين مواضيع حساسة جداً تتعلق بالرسول محمد والدين الإسلامي، مما يجعلها مواضيع مثيرة للجدل والانتقاد.
الردود والنقد
أثار الكتاب ردود فعل واسعة في العالم الإسلامي، وتعرض للنقد الشديد من قبل العلماء والدعاة والمثقفين الذين رأوا فيه إساءة للرسول محمد وتشكيكاً في صدق نبوته. ويرى بعض النقاد أن الكتاب يهدف إلى زعزعة الإيمان والثقة بالنبي محمد وبالرسالة الإسلامية ككل.
من أبرز النقاط التي تم انتقادها في الكتاب:
- الطعن في صدق الرسول: اعتبر النقاد أن الكتاب يحاول النيل من صدق الرسول محمد من خلال التشكيك في دوافعه وفي الأحداث التي عاشها.
- التشكيك في الوحي والنبوة: الكتاب يحاول تقديم تفسير بشري للنبوة والوحي، مما يتعارض مع العقيدة الإسلامية.
- إظهار النبي كشخص عادي: حاول الكتاب تصوير النبي محمد كشخص عادي استخدم السيف والجواسيس لتحقيق أهدافه، مما يتعارض مع الصورة النبيلة التي يحتفظ بها المسلمون عن نبيهم.
- الانتقاص من القرآن: اعتبر النقاد أن الكتاب ينتقص من قدسية القرآن الكريم ويتناول نصوصه بطريقة غير لائقة.
خاتمة
يظل كتاب “الشخصية المحمدية” لمؤلفه معروف الرصافي من الأعمال الأدبية المثيرة للجدل في تاريخ الأدب العربي، حيث يقدم رؤية مختلفة ونقدية لشخصية الرسول محمد، مستندًا إلى تحليل الأحداث والروايات التاريخية. يعكس الكتاب جرأة الرصافي الفكرية وقدرته على تحدي المسلمات التقليدية، مما يجعله عملاً يستحق الدراسة والنقاش.
في كتاب “الشخصية المحمدية” الذي صاغه الكاتب معروف الرصافي، ينطلق القارئ في رحلة مميزة إلى عمق التاريخ الإسلامي، حيث يقدم الكتاب نظرة شاملة وفريدة إلى الشخصية المحمدية وتأثيرها العظيم على البشرية. تتسم مقدمة الكتاب بتصوير رائع وبلاغة فائقة، إذ يعلن معروف الرصافي عن إيمانه بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو أعظم رجل عرفته التاريخ.
يبدأ الكتاب بفحص الأثر الكبير الذي خلفه النبي محمد في الدين، السياسة، والاجتماع. يتناول الرصافي النهضة العربية التي قادها النبي، والتي كانت لها بداية عالمية ونهاية عظيمة. يبرز الكتاب كيف أحدث هذا الانقلاب تحولًا جذريًا في حياة البشر، حيث قامت هذه النهضة بتغيير مجرى الحياة الإنسانية وتحولها إلى مستويات أعلى وأرقى.
معروف الرصافي يسلط الضوء على تفاصيل النهضة العربية ويتنقل بمهارة بين الأحداث التاريخية والتأثيرات الثقافية التي خلفها النبي محمد. يقدم الكتاب رؤية شاملة للسيرة النبوية، مليئة بالمعلومات القيمة والحقائق التاريخية.
بلغة سلسة وعذبة، يعيد الرصافي صياغة تلك الفترة الزمنية الهامة بأسلوب يجمع بين الأدب والتحليل التاريخي. يعتبر الكتاب مصدرًا موثوقًا وشاملاً لمن يرغبون في فهم أعماق الشخصية المحمدية ومساهمتها الكبيرة في تشكيل مسار التاريخ الإسلامي.
تحمل صفحات هذا الكتاب الثقيل، البالغ عددها 760 صفحة، الكثير من الحكمة والتحليل العميق، وتعكس الرصافي كخبير في الكتابة الإسلامية. تمثل الغلاف الفاخر للكتاب بتقنية الهاردباك جزءًا من روعة هذا العمل الذي نشرته “المكتبة العصرية” في عام 2010.