“كان ردائي أزرق”، هو أحد تحف الأدب العربي الذي خطّه قلم الكاتب جمال فرحان، والذي رسم في صفحاته لوحة فنية تعبر عن تجربة إنسانية مؤثرة، تندرج ضمن أفق الحرب والتحديات التي شهدتها العراق بعد انهيار نظام الحكم السابق. تأخذنا هذه المجموعة القصصية في رحلة عاطفية وفلسفية تتجاوز حدود الزمان والمكان، لتلقي الضوء على جوانب مظلمة ومعقدة من تلك الفترة الزمنية المحورية في تاريخ العراق.
يتناول الكتاب قصصًا تتمحور حول تجربة الإنسان العراقي، مظهرًا إياها كرحلة فريدة تعكس تأثيرات الحروب وتحولات الأوضاع الاجتماعية والسياسية. يبرز الكاتب ببراعة وعمق جوانب مختلفة من هذه التجارب، ويسلط الضوء على الصعوبات والتحديات التي يواجهها الإنسان في ظل الحروب والاضطرابات.
تتميز هذه المجموعة بأسلوب كتابي يتسم بالجمال والغنى، حيث يمزج جمال فرحان بين السرد الدقيق واللغة الشاعرية، ما يضفي على القصص طابعًا فريدًا وجاذبية خاصة. يعكس الكتاب الواقع الإنساني بأسلوب يشعر القارئ بالتأثر والتفكير العميق.
تتنوع القصص في الكتاب، ولكنها جميعها تلمس أوجاع الحرب وتأثيراتها على الفرد والمجتمع. يقدم الكاتب تفاصيل دقيقة ووصفًا عاطفيًا للشخصيات، مما يجعل القارئ يتفاعل مع كل حدث ويعيش تجربة القصة بكل تفاصيلها.
يتميز “كان ردائي أزرق” بغلاف ورقي جذاب يعكس جوهر الكتاب ويشد انتباه القارئ. صدر الكتاب في عام 2013 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وقد حظي بإعجاب واستحسان القراء والنقاد على حد سواء.
باختصار، يعتبر هذا العمل الأدبي إسهامًا قيمًا في توثيق تاريخ وتجارب العراق خلال فترة محورية، ويعكس ببراعة رؤية الكاتب تجاه التحولات والتحديات التي شكلت جوهر حياة الإنسان في تلك الفترة.