في الثاني من مارس عام 1959، وقعت واحدة من أكثر الكوارث الجوية شهرة وحزنًا في تاريخ الطيران المدني، حيث ارتطمت طائرة صغيرة بالأرض بشكل مأساوي في مدينة ماسون سيتي بولاية آيوا. كانت هذه الطائرة من طراز “Beechcraft Bonanza 35″، وكانت ملكًا لشركة Dwyer Flying Service وكانت تقوم برحلة خاصة بطلب من المغني الشهير بادي هولي.
في تلك الليلة القاتمة، استأجر بادي هولي الطائرة للتوجه إلى مدينة فارجو بولاية داكوتا الشمالية بعد أدائه في جولة Winter Dance Party في مدينة كليرليك بولاية آيوا. كان رفقة بادي هولي أيضًا كل من جي بي ريتشاردسون المعروف بلقب “ذا بيج بوبر” وريتشي فالينز، وهما مغنيان شهيران في ذلك الوقت.
لكن الليلة توجدت عوامل مناخية سيئة وساءت الأحوال الجوية بشكل متسارع. وعلى الرغم من عدم حصول الطيار روجر بيترسون على شهادة الطيران في الأجواء الداخلية (IFR)، إلا أنه قرر الانطلاق. وبعد وقت قصير من إقلاع الطائرة، اختل توجيه الطائرة واصطدمت بالأرض بقوة هائلة في مروج مكسوة بالثلوج على بعد خمسة أميال شمال غرب المطار.
فقد لقي كل من بادي هولي البالغ من العمر 22 عامًا، وريتشي فالينز البالغ من العمر 17 عامًا، وجي بي ريتشاردسون البالغ من العمر 28 عامًا، والطيار روجر بيترسون حتفهم على الفور. وفيما بعد، أظهرت التحقيقات أن الطيار قد فقد التوجه واتجه بالطائرة نحو الأرض، وقد تم تحديد السبب الرئيسي للحادث بأنه قرار الطيار بالقيام برحلة في ظروف جوية قاسية دون أن يكون معتمدًا للطيران في هكذا ظروف.
في السنوات اللاحقة، ظهرت قصة تقول أن طيارًا آخر، يُدعى آل بوتر، كان يطير بالقرب من الطائرة في تلك الليلة، وادعى أنه كان في اتصال مع الطائرة قبل تحطمها. حيث أفاد بوتر بأن الطيار أبلغه عن تراكم الجليد على الطائرة وفقدانها للطاقة.
تظل هذه الكارثة الجوية مثار حزن وتأمل، وتعتبر درسًا قاسيًا في ضرورة احترام معايير السلامة واتخاذ القرارات الحكيمة في الطيران، خاصة في ظل الظروف الجوية الصعبة.